تظاهرة في باريس للمطالبة بالإفراج عن فرنسيين محتجزَين في إيران
محتجزَين منذ ثلاث سنوات
تظاهر عشرات الأشخاص، الأحد، في باريس، مطالبين بـ"الإفراج الفوري وغير المشروط" عن سيسيل كولر وجاك باري، المواطنَين الفرنسيين المحتجزَين منذ ثلاث سنوات في إيران، حيث يواجهان تهماً قد تفضي إلى حكم بالإعدام.
رفعت المتظاهرات والمتظاهرون لافتات كُتب عليها: "أعيدوهما الآن"، و"لا لمسرحيات القضاء الإيراني"، في ساحة قريبة من وزارة الخارجية الفرنسية، وسط حضور ملحوظ لعائلات المعتقلَين ونشطاء حقوق الإنسان وفق فرانس برس.
لا للابتزاز.. لا لعقوبة الإعدام
قالت المحامية شيرين أرداكاني، وكيلة عائلة سيسيل كولر، خلال التظاهرة: "لدينا رسالة مزدوجة، للجهة الخاطفة نقول: لا للابتزاز، لا لعقوبة الإعدام، وللدولة الحامية، فرنسا، نقول: نثق بجهودكم، لكن نطالبكم بالإفراج السريع دون التفريط بمبادئنا".
وأشارت إلى أن ظروف احتجاز كولر وباري أصبحت "أشد غموضاً" بعد نقلهما من سجن إيوين سيئ السمعة في طهران، عقب ضربات إسرائيلية استهدفته أخيراً.
"لا نعرف مكانهما.. لا حدود للقسوة"
قالت ناومي كولر، شقيقة سيسيل، أمام الحشد: "لا نعرف مكان شقيقتي وشريكها منذ نقلهما، هذا الابتزاز من خلال التهديد بالإعدام يجب أن يتوقف، ما نعيشه لم يعد محتملاً... يجب أن ينتهي هذا الكابوس الآن".
وأضافت بصوت مرتجف: "عقوبة الإعدام ليست وسيلة تفاوض، إنها سلاح سياسي في يد دولة تمارس الترهيب على عائلات المدنيين".
شارك في التظاهرة بنجامان بريار، المواطن الفرنسي الذي قضى ثلاث سنوات في السجون الإيرانية بين 2020 و2023. وقال لوسائل الإعلام: "ما يمر به سيسيل وجاك لا يصدقه عقل. أعرف تماماً ماذا يعني أن تُسلب حريتك وتُعامل كرهينة سياسية. الضغط الشعبي والدولي هما الأمل الوحيد".
تهديدات بالإعدام وتهم ثقيلة
كشف مصدر دبلوماسي غربي أن السلطات الإيرانية وجّهت هذا الأسبوع ثلاث تهم ثقيلة لكولر (40 عاماً) وباري (في السبعينات من عمره) هي التجسس لمصلحة الموساد الإسرائيلي، والتآمر للإطاحة بالنظام، والإفساد في الأرض.
وتُعدّ هذه التهم من أخطر الاتهامات في القانون الإيراني، وقد تقود بشكل مباشر إلى أحكام بالإعدام، وحتى الآن، لم تعلن إيران رسمياً توجيه تلك التهم، واكتفت سابقاً بالإشارة إلى أنهما متهمان بالتجسس دون تحديد الجهة المستفيدة.
ماكرون: "اتهامات خيالية.. واستفزاز عدواني"
ردّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بشدة على تطور القضية، واصفاً التهم الموجهة لمواطنيه بأنها: "استفزاز لفرنسا، وخيار عدواني غير مقبول".
وأضاف خلال تصريحات صحفية: "ما نراه اليوم ليس إلا ضرباً من الخيال، وإذا لم يكن كذلك، فهو جريمة ضد الإنسانية والدبلوماسية".
اختفاء شاب فرنسي-ألماني في إيران
كشف مصدر دبلوماسي فرنسي أن شاباً فرنسياً يحمل الجنسية الألمانية أيضاً، يُدعى لينارت مونتيرلوس (18 عاماً)، فُقد في إيران منذ 16 يونيو، أثناء رحلة سياحية على دراجة هوائية.
وقال المصدر إن انقطاع التواصل معه يُعدّ "مقلقاً للغاية"، خاصة في ظل موجة الاعتقالات التي طالت عدداً من السياح الأوروبيين أخيراً.
بدأت قصة اعتقال سيسيل كولر وجاك باري في 7 مايو 2022، أثناء آخر يوم من زيارتهما السياحية إلى إيران، منذ ذلك الوقت، تصاعد التوتر الدبلوماسي بين باريس وطهران وسط اتهامات متبادلة بالاستخدام السياسي للمعتقلين.
تُعرف إيران باستخدام "دبلوماسية الرهائن"، إذ غالباً ما تحتجز رعايا أجانب لاستخدامهم كورقة تفاوض في نزاعاتها مع الغرب، وتعدّ سجونها، مثل سجن "إيفين"، رمزاً للاعتقال التعسفي وانتهاكات حقوق الإنسان، بحسب تقارير منظمات دولية.