مجاعة ونزوح ويأس.. "أوتشا": الموت والحرمان أصبحا مشهداً طبيعياً وصادماً بغزة

مجاعة ونزوح ويأس.. "أوتشا": الموت والحرمان أصبحا مشهداً طبيعياً وصادماً بغزة
أنقاض المنازل المدمرة في غزة

حذّر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) من أن الهجمات المستمرة والحرمان الجماعي في قطاع غزة أصبحا مشهداً طبيعياً وصادماً في آن، وأكد المكتب أن كل يوم يمر يجلب معه مزيداً من الوفيات التي كان يمكن تجنّبها، ونزوحاً متواصلاً، ويأساً يتعمّق في نفوس السكان.

وفي آخر تحديث له الجمعة، ذكر المكتب أن السلطات الإسرائيلية أصدرت أمراً جديداً بإخلاء مناطق في شمال غزة، في وقت ترد فيه تقارير مقلقة حول دخول أطفال وبالغين يعانون من سوء التغذية إلى مستشفيات تفتقر إلى الموارد والأدوية الأساسية لإنقاذهم.

أزمة وقود تخنق الحياة

مع تراجع الاحتياطي الداخلي بشكل كامل، ازدادت أزمة الطاقة سوءاً، حتى بعد السماح بدخول كميات محدودة من الوقود، فقد دخل منذ 9 يوليو أكثر من 600 ألف لتر ديزل و35 ألف لتر بنزين فقط، وهي كميات لا تكفي إلا لاستمرار عمل محدود في القطاعات الأكثر أهمية مثل الصحة والمياه والاتصالات.

أوضح مكتب أوتشا أن نفاد الوقود تسبب خلال يومين فقط في توقف عمليات جمع النفايات الصلبة، وإغلاق المزيد من آبار المياه خاصة في دير البلح، بينما تقلّصت أو توقفت خدمات طبية كغسيل الكلى، مع بقاء أخرى في سباق مع الزمن قبل أن تُغلق بدورها، وازدادت معاناة السكان بسبب نقص المياه النظيفة وتسرّب مياه الصرف الصحي إلى الطوابق الأرضية، مهدداً الصحة العامة.

تحركات إنسانية محدودة

أشار مكتب أوتشا إلى استمرار القيود المفروضة على حركة عمال الإغاثة والإمدادات داخل قطاع غزة، ففي يوم واحد فقط، سُمِح بمرور سبع قوافل إنسانية من أصل 13 محاولة، لنقل الوقود وجمع المياه وتشغيل المولدات وتوزيع مستلزمات النظافة والإمدادات الطبية الضرورية، في حين تم رفض أو تعطيل المحاولات الأخرى على الأرض، ما عوّق وصول المساعدات الحيوية إلى المناطق الأكثر تضرراً.

وفي موقف يسلّط الضوء على بُعدٍ آخر للأزمة، دعا فيليب لازاريني، المفوض العام للأونروا، إلى رفع الحظر المفروض على دخول وسائل الإعلام الدولية إلى قطاع غزة. وقال لازاريني في منشور مؤثر على منصة إكس:

"650 يوماً من الفظائع بحق المدنيين دون السماح بدخول الإعلام الدولي. قُتل أكثر من 200 صحفي فلسطيني، حظر وسائل الإعلام يغذي التضليل ويشوّه الحقائق الصادرة من شهود العيان والمنظمات الإنسانية. يجب رفع هذا الحظر".

ويعيش قطاع غزة أكثر من مليوني نسمة، تحت حصار مشدد منذ سنوات طويلة، اشتدّ خلال النزاع الأخير المستمر منذ عدة أشهر. وشهد القطاع تدميراً واسعاً للبنية التحتية، ونقصاً حاداً في الإمدادات الطبية والغذائية والوقود، وبينما تُطلق الأمم المتحدة بشكل متكرر تحذيرات من كارثة إنسانية ممنهجة، لا تزال الجهود الدولية تواجه عقبات ميدانية وسياسية، ما يترك ملايين المدنيين يواجهون الموت البطيء تحت سمع وبصر العالم.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية