"أوتشا": 82% من غزة أصبحت مناطق عسكرية إسرائيلية أو مناطق نزوح قسري
"أوتشا": 82% من غزة أصبحت مناطق عسكرية إسرائيلية أو مناطق نزوح قسري
أكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أن الأوضاع في قطاع غزة بلغت مستويات كارثية غير مسبوقة، مع اتساع نطاق المناطق التي باتت تصنّف عسكرية أو تخضع لأوامر نزوح قسري، ما جعل السكان المدنيين في غزة محاصرين في مساحات آخذة في التقلّص الشديد، وسط غياب تام لأي ملاذ آمن.
أوضح المكتب الأممي، نقلاً عن مركز إعلام الأمم المتحدة، اليوم الخميس، أن نحو 82% من إجمالي مساحة قطاع غزة تقع حاليًا ضمن نطاق العمليات العسكرية الإسرائيلية أو تحت أوامر مباشرة بالإخلاء، ما يعني أن الغالبية الساحقة من سكان القطاع البالغ عددهم أكثر من 2.3 مليون نسمة باتوا فعليًا محرومين من الوصول إلى مناطق آمنة أو قادرة على استيعابهم.
وأشار المكتب إلى أن السكان النازحين، منذ تصعيد العدوان في 18 مارس الماضي، باتوا يبحثون عن أي مأوى ممكن في ظل فقدان الخيارات، حيث لجأ كثيرون إلى مراكز إيواء مؤقتة مكدسة، أو إلى بقايا مبانٍ مهدّمة، أو حتى إلى الشوارع والمناطق المفتوحة، رغم انعدام الأمان هناك.
مبانٍ مدمرة تضم العشرات
وثّق مكتب "أوتشا" مشهدًا مأساويًا في أحد المواقع بشمال قطاع غزة، حيث تعيش أكثر من 50 عائلة من سكان جباليا داخل مبانٍ مدمّرة بالكامل، بعدما لم يجدوا أي بديل يحميهم من القصف أو العراء.
وقال التقرير الأممي إن تلك العائلات ليس أمامها سوى البقاء وسط الأنقاض، لأن الازدحام الشديد في الشوارع والمراكز المؤقتة يجعل من الحياة فيها مستحيلة.
وأكد المكتب أن هذه المباني المهدمة لا تتوفر فيها أي من شروط السلامة أو الخصوصية أو الخدمات الأساسية، وتشكّل خطرًا دائمًا على حياة من يسكنها، خصوصًا الأطفال والمرضى وكبار السن.
كارثة صحية وبيئية وشيكة
ونوّهت الأمم المتحدة إلى أن انتشار مياه الصرف الصحي في الشوارع والطرقات المحيطة بتلك المناطق السكنية المؤقتة يشكّل تهديدًا وشيكًا بانفجار وبائي أو كارثة صحية جماعية.
وأشار التقرير إلى أن تدمير البنى التحتية، لا سيما شبكات المياه والصرف، بالإضافة إلى انقطاع إمدادات الوقود، جعل من صيانة المرافق الصحية أو تشغيل محطات التنقية أمرًا شبه مستحيل.
وأكد المكتب الأممي أن استمرار الحصار العسكري ومنع دخول الوقود والإمدادات الحيوية يعطل بشكل كامل الجهود الإنسانية، ويقوّض أي محاولة لمنع تفاقم الأزمة، كما أن القصف المتكرر لنقاط توزيع المساعدات، ونقص التنسيق بشأن الممرات الآمنة، أديا إلى مقتل عشرات المدنيين أثناء سعيهم للحصول على الغذاء أو الماء.
وحذّرت "أوتشا" من أن غياب منطقة آمنة فعليًا داخل غزة، مع انعدام القدرة على الحركة بحرية، يُفاقم من عزلة السكان ويجعلهم أكثر عرضة للمجاعة والأوبئة.
مناشدة أممية عاجلة
طالبت الأمم المتحدة المجتمع الدولي بتكثيف الضغط على سلطات الاحتلال لضمان وقف إطلاق النار الفوري، والسماح بمرور آمن للمساعدات الإنسانية، وفتح ممرات آمنة وموثوقة لنقل المدنيين إلى أماكن أكثر أمنًا.
وأكد المكتب الأممي أن الحفاظ على الحد الأدنى من الكرامة الإنسانية بات مهددًا، في ظل تحوّل غزة إلى منطقة منكوبة بالكامل لا تتوفر فيها أي من مقومات الحياة الأساسية.