استغاثة وسط الفوضى.. فيضانات مفاجئة في رومانيا تقتل 3 وتحاصر الآلاف
استغاثة وسط الفوضى.. فيضانات مفاجئة في رومانيا تقتل 3 وتحاصر الآلاف
استيقظت مقاطعة سوتشافا في شمال رومانيا على فيضانات مفاجئة خلّفت وراءها مأساة إنسانية عميقة، حيث أعلنت السلطات وفاة ثلاثة أشخاص حتى الآن، فيما تضرر أكثر من 2500 من السكان الذين وجدوا أنفسهم محاصرين بين الطين والمياه المندفعة.
بحسب تقرير مصور نشرته شبكة "يورونيوز"، اليوم الخميس، اجتاحت مياه الفيضانات بلدتي بروشتيني ونياغرا بعنف غير مسبوق، فأغرقت مئات المنازل، واقتلعت أسقفها، فيما دُفنت السيارات تحت كتل الطين والصخور التي جرفتها السيول.
ومع اتساع رقعة الدمار، سارع رجال الإطفاء والمتطوعون وفرق الإنقاذ القادمة من ثماني مقاطعات رومانية للعمل في سباق مع الزمن لإزالة الحطام وفتح الطرق التي تقطعت، ما أعاد الأمل في الوصول إلى المجتمعات المعزولة.
وتدخلت مروحيات الإنقاذ لإجلاء نحو 120 شخصًا من مناطق يصعب الوصول إليها برًا، في حين تم إنقاذ 85 آخرين عبر الطرق البرية وسط ظروف صعبة للغاية.
وتعمل السلطات المحلية بالتعاون مع منظمات الإغاثة على تأمين المياه الصالحة للشرب، المولدات الكهربائية، والوقود والأدوات الأساسية للسكان المتضررين.
مأساة تتطلب تحركاً عاجلاً
تظهر مشاهد الخراب في سوتشافا الوجه الإنساني القاسي للكوارث الطبيعية، بين عائلات فقدت مأواها في لحظات، وأطفال يُنتشلون من بقايا منازلهم المدمرة وسط نظرات صدمة وخوف.
ومع التهديد المستمر لسلامة الشبكات الكهربائية والبنية التحتية، دعا المسؤولون إلى تعزيز آليات الحماية من الكوارث الطبيعية وتحسين خطط الإجلاء لتجنب مآسٍ مشابهة مستقبلاً.
تاريخيًا، يعاني بعض المناطق في رومانيا، خاصة الشمالية والجبلية منها، من فيضانات موسمية تتفاقم بفعل تغير المناخ وتدهور البنية التحتية.
تطوير أنظمة الإنذار المبكر
وبحسب تقارير المفوضية الأوروبية وهيئات بيئية محلية، فإن البلاد تحتاج إلى استثمارات عاجلة في مشاريع تصريف المياه وتدعيم السدود والأنهار، إضافةً إلى تطوير أنظمة إنذار مبكر لإخطار السكان قبل وقوع الكارثة.
وتحذر مؤسسات دولية مثل البنك الدولي من أن استمرار تغيّر المناخ سيزيد من تكرار وحدة هذه الكوارث، ما قد يهدد مستقبل آلاف الأسر في المناطق الريفية الفقيرة التي لا تمتلك بدائل سريعة.