كريستوس كريستو.. إنسانية بلا حدود

في مختلف الأزمات الإنسانية وفي كل مناطق النزاع بمختلف أنحاء العالم كانت منظمة أطباء بلا حدود حاضرة دومًا لتقديم المساعدة الطبية إلى المتضررين من النزاعات والأوبئة والكوارث أو المحرومين من الرعاية الصحية اعتمادًا على فريق عملها البالغ عشرات الآلاف من المهنيين الذين يعملون في المجال الصحي والرعاية الطبية، واللوجستيين والإداريين والمختصين في مجال التواصل والمهنيين الخبراء.

يعود تأسيس منظمة أطباء بلا حدود إلى عام 1971 في العاصمة الفرنسية باريس على يدّ مجموعة من الصحفيين والأطبّاء لتصبح اليوم حركة عالمية تضمّ أكثر من 67,000 شخصٍ تربط بينهم الإنسانية.

جهود وخدمات

وضعت المنظمة ميثاقًا إنسانيا لنفسها واعتمدت مبدأَي الحياد وعدم التحيّز تطبيقًا للأخلاقيات الطبيّة العالمية ومراعاةً للحقّ في الحصول على المساعدة الإنسانية ومرت المنظمة بالعديد من المراحل فمنذ عند تأسيسها من 300 متطوّعٍ بين أطبّاء وممرضين وغيرهم أقرت مبدأ حقّ جميع الناس في الحصول على الرعاية الصحية بغضّ النظر عن الجنس أو العرق أو الدين أو العقيدة أو الانتماء السياسي.

في العام الماضي قدمت المنظمة 16,493,900 استشارة طبية وتلقى 3,877,100 العلاج على يد فرقها وتلقى 2,473,700 العلاج في مستشفيات تابعة للمنظمة.

في أزمات الشرق الأوسط كانت المؤسسة الطبية الدولية حاضرة بقوة سوا في غزة أو السودان حيث ساهمت في تخفيف حدة الأزمة في تلك المناطق.

الطبيب اليوناني كريستو

خلف كل هذا الجهد الذي قدمته المؤسسة كان الطبيب اليوناني كريستوس كريستو المحرك الرئيس لعمل المنظمة باعتباره رئيسها التنفيذي والمشرف الأول عليها .

ولد الطبيب كريستوس كريستو في تريكالا، وهي بلدة صغيرة في وسط اليونان، وتخرج من كلية الطب بجامعة أرسطو في سالونيك، اليونان، وحصل على درجة الدكتوراه في الجراحة من جامعة كابودستريا في أثينا وحصل على درجة الماجستير في الصحة الدولية، تخصص إدارة الأزمات الصحية، من جامعة أثينا، وهو عضو في هيئة التدريس فيها.

انضم الدكتور كريستو إلى منظمة أطباء بلا حدود عام 2002، وشغل منذ ذلك الحين عدة مناصب كانت مهمته الأولى في اليونان كطبيب ميداني، حيث عمل مع المهاجرين واللاجئين. ثم عمل طبيبًا في مشروع لمكافحة فيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز في زامبيا عامي 2004 و2005. 

بعد فترة انقطاع عن العمل الدولي، تدرب خلالها كجراح، عاد الدكتور كريستو إلى منظمة أطباء بلا حدود عام 2013 لمهام في عدد من مناطق النزاع والسياقات غير الآمنة، بما في ذلك جنوب السودان والعراق، ومؤخرًا في الكاميرون، كجراح طوارئ وإصابات.

منذ عام 2005، شغل منصب الأمين العام، ثم نائب الرئيس، ثم رئيس مجلس إدارة منظمة أطباء بلا حدود في اليونان وانتُخب رئيسًا دوليًا لمنظمة أطباء بلا حدود في يونيو 2019.

كانت الأزمة في السودان إحدى المراحل الفارقة في مسيرته وقيادته للمنظمة وكان دومًا يتحدث عن الأزمة قائلًا "ما رصدناه في السودان هو الأسوأ على الإطلاق" "أزمة السودان هي واحدة من أسوأ الأزمات في العالم منذ عقود، هناك مستويات شديدة من المعاناة في جميع أنحاء البلاد والاحتياجات تزداد يوماً بعد يوم".

وحول غزة كتب رسالة إنسانية مؤثرة لقادة العالم قال فيها "عليكم بذل كل ما في وسعكم لتحقيق وقف فوري ومستدام لإطلاق النار في قطاع غزة، على الحكومة الإسرائيلية أن توقف الهجمات الدموية على المدنيين الفلسطينيين وأن تسمح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة"، وأضاف "تعجز الكلمات عن وصف الرعب المطلق الذي تُلحِقه إسرائيل بالمدنيين الفلسطينيين".