تفاقم أزمة الكوليرا.. "الصحة السودانية" تسجل 2500 وفاة و100 ألف اشتباه
تفاقم أزمة الكوليرا.. "الصحة السودانية" تسجل 2500 وفاة و100 ألف اشتباه
أدت الحرب المستمرة في السودان وما خلّفته من دمار واسع للبنية التحتية ونقص شديد في الموارد الأساسية إلى تفشي مرض الكوليرا بصورة مقلقة، حيث يجد ملايين السكان صعوبة في الحصول على المياه النظيفة والغذاء.
وأفادت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، في بيان لها الجمعة، أن عدد الوفيات بلغ 2500 شخص، في حين سُجّل أكثر من 100 ألف حالة اشتباه بالمرض في مختلف أنحاء البلاد، وفق وزارة الصحة السودانية.
وأكد رئيس عمليات اللجنة الدولية في السودان أن البلاد تواجه أسوأ موجة من الكوليرا منذ سنوات، مشدداً على أن الأوضاع الصحية تتدهور في ظل النزاع المسلح المستمر لأكثر من عامين.
وأوضح أن الحرب دمرت البنية التحتية الحيوية، وحرمت الملايين من الوصول إلى المياه النقية والرعاية الصحية والخدمات الأساسية، ما جعل انتشار الوباء أكثر سرعة وخطورة.
وأشار إلى أن استمرار موسم الأمطار يفاقم من احتمالات تسجيل المزيد من الإصابات، داعياً إلى تحرك عاجل ومنسق للحد من تفشي المرض.
نزوح ومعاناة إنسانية
لفتت اللجنة الدولية إلى أن النزاع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع تسبب في توقف نحو 80% من المرافق الصحية عن العمل، الأمر الذي دفع ملايين المدنيين للنزوح.
وأكدت أن أكثر من 12 مليون شخص نزحوا داخلياً، في حين لجأ أكثر من 3 ملايين إلى الدول المجاورة، وهو ما فاقم الأوضاع الصحية والإنسانية.
ودعت اللجنة أطراف النزاع إلى ضرورة حماية المدنيين وضمان استمرار الخدمات الأساسية التي ترتبط بحياة الناس، مثل المياه والكهرباء والصحة.
دارفور بؤرة التفشي
أعلنت المنسقية العامة للاجئين والنازحين في دارفور أن الكوليرا تسببت في وفاة 509 أشخاص في أربعة أقاليم، في حين ارتفع عدد الإصابات إلى 12 ألف حالة.
وأوضح المتحدث باسم المنسقية أن الوباء ينتشر بسرعة خاصة داخل مخيمات النزوح التي تفتقر للإمدادات الطبية والمحاليل الوريدية، ما جعل الوضع هناك أكثر مأساوية.
ودعت المنسقية منظمة الصحة العالمية إلى تكثيف تدخلاتها ومواجهة الأوضاع الإنسانية الحرجة، مؤكدة أن وباء الكوليرا يتزامن مع أوبئة أخرى مثل الملاريا وسوء التغذية، وهو ما يضاعف معاناة السكان.
تهديد يطول الملايين
أشارت تقديرات المنظمات الدولية إلى أن أكثر من 15 مليون شخص في مناطق متفرقة من السودان مهددون بخطر العدوى، في ظل ضعف الاستجابة الإنسانية وغياب البنية الصحية الفاعلة.
ويرى مراقبون أن استمرار النزاع وعدم التوصل إلى حلول سياسية سيجعل من الكوليرا وأمراض أخرى أزمة مستمرة تهدد حياة الملايين، ما يستدعي جهداً دولياً عاجلاً لوقف الانهيار الصحي وتقديم المساعدات الضرورية لإنقاذ المدنيين.