غالبيتهم مدنيون.. قصف على سوق بالفاشر يوقع 15 قتيلاً ويصيب 12 آخرين

غالبيتهم مدنيون.. قصف على سوق بالفاشر يوقع 15 قتيلاً ويصيب 12 آخرين
آثار الحرب في الفاشر

قتل 15 مدنياً وأصيب 12 آخرون، اليوم الأربعاء، بجروح متفاوتة الخطورة إثر قصف استهدف سوقاً محلياً في مدينة الفاشر، عاصمة شمال إقليم دارفور السوداني. 

وأكد مصدر طبي في مستشفى المدينة لوكالة "فرانس برس"، أن بعض الجرحى في حالة حرجة، فيما عجز الطاقم الطبي عن تقديم الرعاية الكافية نتيجة النقص الحاد في المستلزمات. 

وقال المصدر "حتى الشاش الطبي لم يعد متوفراً، فاضطررنا لاستخدام أقمشة الناموسيات لربط الجروح".

استهداف المدنيين بالمسيرات

اتهمت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر قوات الدعم السريع بشن هجوم بطائرة مسيّرة على السوق المكتظ، ما أسفر عن سقوط أكثر من 27 قتيلاً وجريحاً. 

ويأتي هذا التصعيد بعد أيام قليلة من هجوم مماثل استهدف مسجداً يؤوي نازحين في ضواحي المدينة، وأدى إلى مقتل ما لا يقل عن 75 شخصاً بينهم 11 طفلاً وفق ما أعلنت منظمة "يونيسف".

تعاني الفاشر من حصار خانق تفرضه قوات الدعم السريع منذ أكثر من عام، ما أدى إلى شلل شبه كامل في وصول المساعدات الإنسانية. 

وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن نحو 260 ألف مدني محاصرون داخل المدينة منذ مايو 2024، يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد. 

وتفاقمت الأزمة إلى حد أن سكان المدينة باتوا يقتاتون على العلف الحيواني بعد توقف المطابخ العامة.

معارك قرب مواقع استراتيجية

تدور معارك كر وفر بين الجيش وقوات الدعم السريع حول مواقع حيوية مثل مقر الفرقة السادسة ومطار الفاشر. 

وأكد مصدر في الدعم السريع أنهم سيطروا على "قشلاق" الجيش القريب من المطار، بينما نفى مصدر عسكري ذلك، قائلاً إن "الميليشيا تتوغل ثم تنسحب، وما زالت قواتنا تمسك بزمام المبادرة". 

وتظهر صور الأقمار الصناعية تقدماً ملحوظاً لقوات الدعم السريع باتجاه المطار والمواقع العسكرية.

مخاوف من مجازر عرقية

حذرت الأمم المتحدة ومنظمات حقوقية من تصاعد الطابع العرقي للنزاع، إذ تستهدف الهجمات خصوصاً قبيلة الزغاوة المتحالفة مع الجيش. 

وأعرب المفوض السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك الأسبوع الماضي عن قلقه من تزايد الانتهاكات، مشيراً إلى أن الطرفين ارتكبا "جرائم حرب واسعة النطاق". 

ويخشى خبراء مثل الباحث السوداني مهند النور من أن سقوط الفاشر بيد الدعم السريع سيؤدي إلى "كارثة مروعة وجرائم فظيعة بحق المدنيين".

حرب مدمرة منذ 2023

يدور النزاع السوداني منذ أبريل 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، الحاكم الفعلي للبلاد منذ انقلاب 2021، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي). 

ومع دخول الحرب عامها الثالث، وصفت الأمم المتحدة الوضع في السودان بأنه "أسوأ أزمة إنسانية في العالم"، حيث يواجه أكثر من مليون شخص في شمال دارفور وحدها خطر المجاعة، بينما نزح ملايين آخرون داخلياً أو عبر الحدود.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية