الأمم المتحدة تبدأ إزالة الأنقاض من قلب غزة تمهيداً لعودة الحياة إلى شوارعها
الأمم المتحدة تبدأ إزالة الأنقاض من قلب غزة تمهيداً لعودة الحياة إلى شوارعها
أطلق برنامج الأمم المتحدة الإنمائي حملة واسعة لإزالة الأنقاض من الطرق الرئيسية في مدينة غزة، في خطوة تهدف إلى إعادة فتح الشوارع الحيوية، وتسهيل الوصول إلى الخدمات الأساسية مثل المستشفيات والمدارس والمرافق العامة التي تضررت بشدة خلال الحرب الأخيرة.
زار وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتشر، السبت، أحد مواقع العمل في شارع الجلاء وسط غزة، برفقة ممثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في فلسطين جاكو سيليرز، لتفقد سير العمل وتقييم التقدم في المرحلة الأولى من خطة شاملة لإدارة الأنقاض في قطاع غزة وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.
55 إلى 60 مليون طن من الركام
وأوضح سيليرز أن إزالة الأنقاض تمثل الخطوة الأولى والأكثر تحدياً، نظراً لحجم الركام الهائل الذي يُقدّر بين خمسة وخمسين وستين مليون طن، ولتوضيح ضخامة هذه الكمية، شبّه سيليرز المشهد بجدار ارتفاعه اثنا عشر متراً يحيط بحديقة سنترال بارك الشهيرة في نيويورك مملوء بالكامل بالركام، وهو ما يعكس حجم الدمار الذي تعانيه غزة.
إعادة التدوير لتقليل الأثر البيئي
وأشار سيليرز إلى أن البرنامج لا يكتفي برفع الأنقاض، بل يعمل أيضاً على إعادة تدويرها وسحقها واستخدامها في رصف الطرق وبناء قواعد للخيام والمرافق المؤقتة، ضمن رؤية تهدف إلى تقليل الأثر البيئي والاستفادة من الموارد المحلية المتاحة.
وعلى طول شارع الجلاء، تنتشر عشرات الآليات الثقيلة التي تعمل على مدار الساعة لإزالة الركام وتنظيف الشوارع التي بقيت مغلقة منذ أشهر، في مشهد يعكس تصميم الأهالي والمؤسسات على إعادة الحياة إلى المدينة.
طريق طويل نحو الإعمار
ويُنظر إلى المشروع باعتباره خطوة أولى حاسمة في مسار طويل نحو إعادة إعمار قطاع غزة، وسط تحديات ضخمة تواجه المجتمع الدولي في التعامل مع الكميات غير المسبوقة من الأنقاض، وأكد ممثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أن العملية ستكون شاقة وطويلة الأمد، وقد تستغرق سنوات عدة قبل اكتمالها، مشيراً إلى أن الجهود الحالية تمهد الطريق لمشاريع التعافي المستقبلية التي ستتطلب موارد هائلة ودعماً دولياً واسعاً.
تُعد إدارة الأنقاض في المناطق المتضررة من النزاعات إحدى أكثر المراحل تعقيداً في جهود الإغاثة وإعادة الإعمار، إذ تشكل البنية التحتية المدمرة عقبة أمام إيصال المساعدات وعودة السكان إلى مناطقهم، ويُقدّر أن أكثر من سبعين بالمئة من المباني في مدينة غزة قد تضررت جزئياً أو كلياً خلال الحرب، ما جعل إزالة الركام أولوية إنسانية وبيئية في الوقت ذاته، ويعمل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي منذ سنوات في فلسطين على تنفيذ مشاريع تعزز القدرة على الصمود، وتعيد تأهيل المرافق الأساسية، وتوفر فرص عمل للسكان المحليين من خلال عمليات إعادة البناء المستدامة.