أربعة قتلى في صدامات بين الأمن والمعارضة وسط تصاعد التوتر السياسي بالكاميرون
أربعة قتلى في صدامات بين الأمن والمعارضة وسط تصاعد التوتر السياسي بالكاميرون
شهدت مدينة دوالا، العاصمة الاقتصادية وكبرى مدن الكاميرون، يوم الأحد توترات خطيرة أسفرت عن مقتل أربعة أشخاص وإصابة عدد من أفراد الأمن، وذلك خلال مواجهات بين متظاهرين معارضين وقوات الشرطة عشية إعلان النتائج الرسمية للانتخابات الرئاسية.
احتجاجات رغم الحظر
ورغم الحظر المفروض على التجمعات العامة، خرج مئات من أنصار مرشح المعارضة عيسى تشيروما باكاري إلى الشوارع في مدن عدة، استجابة لدعوته إلى تظاهرات سلمية بعد أن أعلن فوزه بالانتخابات على حساب الرئيس الحالي بول بيا البالغ من العمر اثنين وتسعين عامًا، والذي أمضى أكثر من أربعة عقود في الحكم بالكاميرون بحسب فرانس برس.
روايات متضاربة وشهادات ميدانية
وقال صمويل ديودوني إيفاها ديبوا، حاكم منطقة ليتورال التي تضم دوالا، إن متظاهرين هاجموا مراكز للشرطة، منها مركز نكولولون، ما أدى إلى إصابة عدد من عناصر الأمن ومقتل أربعة أشخاص.
وأظهر محتجون أمام صحفيين فوارغ طلقات نارية قالوا إنها أُطلقت من قوات الأمن قرب أحد مراكز الشرطة، وأوضح أحد المتظاهرين أن إطلاق النار بالذخيرة الحية بدأ بعد استخدام القنابل المسيلة للدموع، مؤكداً أن ثلاثة أشخاص سقطوا أمامه مباشرة.
السلطات تدين وتتوعد
واعتبر حاكم منطقة ليتورال الدعوة إلى التظاهر عملاً غير مسؤول في ظل الحظر المفروض على التجمعات وتقييد الحركة في عدد من المدن، وأدان ما وصفه بأعمال العنف المتعمدة التي تهدد النظام العام والأمن الوطني في الكاميرون، متوعدًا باتخاذ إجراءات صارمة للحفاظ على الاستقرار.
انتظار اللحظة الحاسمة
ومن المقرر أن يعلن المجلس الدستوري النتائج النهائية للانتخابات صباح الاثنين في العاصمة ياوندي، وسط ترقب داخلي ودولي حذر لما ستسفر عنه الساعات المقبلة من تطورات ميدانية وسياسية.
تأتي هذه التطورات في سياق سياسي متوتر تشهده الكاميرون منذ سنوات، حيث تواجه البلاد تحديات متشابكة تتعلق بالاستقرار الداخلي والاحتقان السياسي وتنامي الدعوات إلى الإصلاح، ويعد الرئيس بول بيا أحد أقدم القادة في إفريقيا من حيث البقاء في السلطة، إذ تولى الحكم عام 1982، في حين تتهم المعارضة السلطات بتضييق الحريات السياسية والسيطرة على مؤسسات الدولة، وتشير التقديرات إلى أن نتائج الانتخابات الحالية قد تحدد ملامح مرحلة جديدة في تاريخ البلاد، سواء بتجديد البيعة للرئيس المخضرم أو بفتح الباب أمام تغيير سياسي طال انتظاره.











