العثور على 5 جثامين في ريف السويداء بعد نحو 100 يوم على الاشتباكات
العثور على 5 جثامين في ريف السويداء بعد نحو 100 يوم على الاشتباكات
عثر أهالي بلدة الثعلة الواقعة في ريف مدينة السويداء جنوبي سوريا، على خمسة جثامين متحللة في منطقة نائية بالبلدة، بعد مرور نحو مئة يوم على الأحداث الدامية التي شهدتها المحافظة خلال الصيف الماضي، والتي خلّفت عشرات القتلى والمفقودين في واحدة من أعنف جولات العنف التي عرفتها المنطقة منذ سنوات.
وأكدت مصادر طبية في المشفى الوطني بالسويداء أن الجثث نُقلت إلى قسم الطب الشرعي فور العثور عليها، مشيرة إلى أن أربعة جثامين تم التعرف عليها، في حين بقيت جثة خامسة مجهولة الهوية نتيجة التحلل الشديد الذي طالها بعد بقائها في العراء لفترة طويلة تجاوزت ثلاثة أشهر، بحسب ما ذكرت وكالة "JINHA"، اليوم الاثنين.
وأوضح الأطباء أن عملية التعرف تمت استناداً إلى الملابس الشخصية وبعض العلامات الفريدة مثل الأسنان الصناعية، بعدما تعذر الاعتماد على الملامح الجسدية التي تآكلت بفعل العوامل الجوية وافتراس الحيوانات البرية.
هوية الضحايا
وبيّنت المصادر أن الجثث تعود لكل من حسيبة العلي وهندية ذيب وشكرية الحمود وخالد الشاهين، وجميعهم من سكان بلدة الثعلة الذين فُقد أثرهم خلال الأحداث التي اجتاحت المنطقة في يوليو الماضي، حين وقعت اشتباكات عنيفة بين الأهالي وعدد من العناصر التابعة للحكومة الانتقالية.
وأكدت عائلات الضحايا أن أبناءهم اختفوا في اليوم نفسه الذي شهد أعنف المعارك، قبل أن تنقطع أخبارهم بشكل كامل حتى لحظة العثور على الجثامين اليوم.
وروت مصادر محلية من البلدة أن السيدة هندية ذيب التي تجاوزت السبعين من عمرها، رفضت مغادرة منزلها أثناء الهجوم، مفضلة البقاء إلى جانب أبنائها وأحفادها الذين قتلوا خلال المواجهات.
ووصف الأهالي هندية بأنها رمز للصمود والتشبث بالأرض، إذ واجهت تهديدات متكررة بالخطف أو القتل، لكنها رفضت الاستسلام، حتى اختارت -وفق ما ترويه المصادر- إلقاء نفسها في خزان مياه القرية حفاظاً على كرامتها ورفضاً للأسر.
إجراءات وتساؤلات
وتتابع الجهات المختصة في السويداء حالياً استكمال الإجراءات القانونية والطبية اللازمة لتسليم الجثامين إلى ذويهم، مع فتح تحقيق رسمي لتحديد هوية الجثمان الخامس والظروف الدقيقة للوفاة.
ويرجّح مراقبون محليون أن يكون القتلى قد قضوا إما برصاص الجماعات المسلحة خلال الهجوم، أو أثناء محاولتهم الفرار من مناطق الاشتباكات الكثيفة التي شهدتها البلدة في حينه.
وشهدت السويداء في يوليو 2025 واحدة من أكثر فترات التوتر دموية، حين تسللت مجموعات مسلحة من ريف درعا الشرقي باتجاه القرى الغربية للسويداء، وسط غياب شبه تام لقوات الحكومة السورية.
واندلعت مواجهات متقطعة بين الأهالي والمهاجمين، سقط خلالها عشرات المدنيين بين قتيل وجريح، في حين اختُطف عدد آخر لا يزال مصير بعضهم مجهولاً حتى اليوم.
وأثارت تلك الأحداث موجة غضب واستنكار واسعة في الأوساط المحلية، إذ اعتبرها سكان السويداء محاولة ممنهجة لزرع الفتنة وإضعاف نسيج المجتمع المحلي المعروف بتماسكه واستقلاليته.
مآسٍ إنسانية
يعيد هذا الاكتشاف المأساوي إلى الأذهان فظائع الحرب السورية التي استمرت أكثر من عقد، وحصدت أرواح المدنيين وخلّفت مآسي إنسانية عديدة.
ويؤكد الأهالي أن ما جرى في الثعلة ليس سوى فصل جديد من المعاناة التي يعيشها أبناء السويداء، وأن العدالة لن تتحقق إلا عندما يُكشف مصير المفقودين وتُحاسب الجهات المسؤولة عن هذه الجرائم.










