"العفو الدولية": إعدامات ميدانية في السويداء و46 ضحية من الدروز
"العفو الدولية": إعدامات ميدانية في السويداء و46 ضحية من الدروز
قالت منظمة العفو الدولية، الثلاثاء، إنها وثقت أدلة دامغة على أن قوات حكومية سورية، ومعها مجموعات تابعة لها، نفذت إعدامات ميدانية بحق 46 شخصاً من أبناء الطائفة الدرزية خلال أعمال العنف التي هزت محافظة السويداء في يوليو الماضي.
اندلعت الاشتباكات في 13 يوليو بين مسلحين دروز ومقاتلين بدو، قبل أن تتحول إلى مواجهات أوسع بعد دخول القوات الحكومية ومسلحين من العشائر إلى خط القتال.
ورغم إعلان السلطات أن تدخلها هدفه وقف النزاع في السويداء، فإن شهوداً وفصائل محلية والمرصد السوري لحقوق الإنسان أكدوا أن القوات الحكومية وقفت إلى جانب البدو ونفذت انتهاكات بحق المدنيين الدروز.
تفاصيل الانتهاكات
بحسب تحقيق العفو الدولية، وقعت الإعدامات في أماكن عامة وخاصة بمحافظة السويداء، بينها ساحات، مدارس، مستشفيات، ومنازل، ووثقت المنظمة إطلاق النار المتعمد على 44 رجلاً وامرأتين، بالإضافة إلى إعدام وهمي لشخصين مسنين.
وأكدت أنها تحققت من مقاطع فيديو وصور تظهر مسلحين يرتدون بزات عسكرية وأمنية، بعضهم يحمل شارات رسمية، وهم يطلقون النار على أشخاص عزّل.
ديانا سمعان، الباحثة في شؤون سوريا لدى المنظمة، شددت على أن ما حدث "إعدامات خارج نطاق القضاء" ترقى إلى جرائم مشمولة بالقانون الدولي. وطالبت السلطات السورية بفتح تحقيق مستقل وشفاف ومحاسبة المسؤولين عن الجرائم.
تقارير متبادلة عن انتهاكات
في موازاة ذلك، أشارت المنظمة إلى تلقيها تقارير "موثوقة" عن عمليات خطف نفذتها جماعات درزية مسلحة ومقاتلون من العشائر البدوية، مؤكدة أنها تحقق فيها حالياً، وكانت السلطات السورية قد شكلت أواخر يوليو لجنة تحقيق لرفع تقريرها النهائي خلال ثلاثة أشهر، بعد موجة استنكار محلية ودولية.
تعد محافظة السويداء ذات الغالبية الدرزية إحدى المناطق التي بقيت نسبياً بمنأى عن الصراع الدموي الذي يعصف بسوريا منذ 2011. لكن التوترات تصاعدت في السنوات الأخيرة مع تراجع الأوضاع الاقتصادية وتزايد الانقسامات الطائفية.
وتشير تقديرات المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أن أعمال العنف الأخيرة أسفرت عن مقتل أكثر من ألفي شخص، بينهم نحو 789 مدنياً درزياً "أعدموا ميدانياً"، ويأتي هذا التصعيد في وقت يشهد فيه الجنوب السوري أوضاعاً إنسانية متدهورة، مع إغلاق الطرقات الرئيسية وغياب الخدمات الأساسية، ما يعمق معاناة السكان العالقين بين الانقسامات العشائرية وتدخل القوات الحكومية.