إضراب عام في مخيم عين الحلوة بجنوب لبنان بعد مجزرة إسرائيلية

عمَّ الإضرابُ العام، اليوم الأربعاء، مخيمَ عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين جنوب مدينة صيدا، في مشهد يعكس حجم الصدمة والحداد بعد "المجزرة" التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي مساء أمس، والتي أودت بحياة عشرات الشبان والفتية داخل المخيم المكتظ بالسكان.

ارتفعت حالة التوتر والحزن بين العائلات الفلسطينية التي استيقظت على خبر سقوط 14 شهيداً وإصابة 28 آخرين، في واحدة من أكثر الضربات دموية منذ أشهر، بينما خيّم الخوف على الأهالي الذين يعيشون مسبقاً في ظروف اقتصادية وأمنية صعبة، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الألمانية.

حداد على أرواح الأبرياء

وأغلقت المدارس الرسمية والخاصة أبوابها في مدينة صيدا، صباح اليوم، التزاماً بدعوة الحداد على أرواح الضحايا، وهو ما عكس تضامناً واسعاً من المجتمع المحلي اللبناني مع سكان المخيم.

جاء هذا الموقف -وفق مصادر تعليمية في المدينة- ليبرز حجم القلق من احتمال توسع التوترات، وسط مخاوف من تكرار الاستهدافات التي طالت مناطق مدنية داخل المخيم.

أوضحت مصادر طبية أنّ الجرحى نُقلوا إلى مستشفيات صيدا حيث يخضع عدد منهم لعمليات جراحية دقيقة، فيما لا تزال بعض الحالات في وضع حرج، ما يرفع احتمال زيادة عدد الضحايا خلال الساعات المقبلة.

المجزرة ومعاناة المدنيين

استهدفت الغارة الإسرائيلية ملعباً رياضياً في محيط مجمع مسجد خالد بن الوليد في الشارع التحتاني للمخيم، خلال وجود عشرات الفتية الذين اعتادوا استخدام الملعب كمتنفس وحيد في ظل ضيق المساحات العامة داخل عين الحلوة.

عاشت الأسر لحظات رعب بعد الانفجار، إذ هرع السكان بحثاً عن أطفالهم وسط الدخان والأنقاض، في وقت يعاني فيه المخيم من هشاشة البنية التحتية ونقص الخدمات الطبية والإغاثية.

وامتدّت تداعيات التوتر إلى مدينة بعلبك شرق لبنان، حيث أغلقت بعض المدارس والمحال التجارية أبوابها صباحاً تضامناً مع الجيش اللبناني، بعد مقتل عسكريين اثنين وإصابة ثلاثة آخرين في اشتباكات وقعت أمس بمنطقة الشراونة.

عكس هذا التضامن حالة الاحتقان التي يعيشها الشارع اللبناني في ظل تصاعد الأحداث الأمنية في أكثر من منطقة، وسط قلق من أن تؤدي هذه الاضطرابات المتلاحقة إلى اهتزاز إضافي في الاستقرار المحلي.