بعد غارة إسرائيلية.. لبنان يعلن سقوط قتلى في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين

بعد غارة إسرائيلية.. لبنان يعلن سقوط قتلى في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين
آثار الغارة الإسرائيلية في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين

قُتل ثلاثة عشر شخصاً على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في مدينة صيدا جنوب لبنان، وفق ما أعلنته وزارة الصحة اللبنانية، وتمت الغارة في وقت متأخر من ليل الثلاثاء، وسط تصاعد التوترات الأمنية على طول الحدود الجنوبية، في حين قال الجيش الإسرائيلي إنه ضرب مجمعاً للتدريب يتبع لحركة حماس في منطقة المخيم.

وسارعت حركة حماس إلى نفي الاتهامات الإسرائيلية، مؤكدة عدم وجود منشآت عسكرية للحركة داخل المخيمات الفلسطينية في لبنان، ووصف بيان الحركة الرواية الإسرائيلية بأنها محاولة لتبرير استهداف المدنيين، مشيراً إلى أن الموقع الذي طاله القصف عبارة عن ملعب رياضي يرتاده الأطفال من أبناء المخيم، وفق فرانس برس.

ورصد مراسل إحدى الوكالات الإخبارية عناصر الإطفاء وهم يتعاملون مع حريق شب في الطابق السفلي من مبنى تضرر جراء الغارة، في حين كانت سيارات الإسعاف تتدفق على المكان وسط حالة من الفوضى وإطلاق نار متقطع في محاولة لتأمين مرورها، وأفاد أحد المسعفين بأن فرق الطوارئ كانت تجمع بقايا بشرية من الموقع نتيجة شدة الانفجار.

اتهامات متبادلة بخرق وقف إطلاق النار

وتتهم السلطات اللبنانية إسرائيل بخرق اتفاق وقف إطلاق النار الذي توصلت إليه واشنطن وباريس في نوفمبر 2024، وذلك من خلال استمرار الضربات الجوية وبقاء قوات إسرائيلية داخل بعض الأراضي الحدودية، من جانبها، تتهم إسرائيل حزب الله بإعادة بناء قدراته العسكرية، مؤكدة أن ضرباتها تستهدف عناصر من الحزب ومواقع تابعة له، إضافة إلى عناصر من حركة حماس في لبنان.

وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام أن طائرة مسيرة استهدفت سيارة قرب مسجد خالد بن الوليد داخل مخيم عين الحلوة، ما أدى إلى اندلاع حرائق امتدت إلى مناطق قريبة، وأشارت لاحقاً إلى أن الغارة أصابت أيضاً مركز خالد بن الوليد وجامع خالد بن الوليد بثلاثة صواريخ، في حين لم تظهر على الفور أضرار مباشرة في المسجد بحسب شهود عيان.

سياق التوتر الإقليمي

وتأتي هذه الغارة في ظل استمرار حالة الاشتعال على الحدود منذ أن بدأ حزب الله في أكتوبر عام 2023 إطلاق صواريخ على إسرائيل دعماً لحماس خلال الحرب على غزة، ما أدى إلى توسع رقعة المواجهات بين الجانبين، وبينما تواجه لبنان ضغوطاً دولية وأمريكية للحد من التصعيد، بدأت الحكومة اللبنانية خطوات لإزالة السلاح من المخيمات الفلسطينية بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية.

إجراءات لنزع السلاح داخل المخيمات

وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد اتفق خلال زيارة إلى بيروت في مايو الماضي مع الرئيس اللبناني جوزيف عون على خطة لتسليم الأسلحة الموجودة داخل المخيمات الفلسطينية إلى السلطات اللبنانية، وبدأ تنفيذ المرحلة الأولى من الخطة في أغسطس الماضي عبر تسليم الجيش اللبناني أسلحة من مخيم برج البراجنة في بيروت.

يعد مخيم عين الحلوة أكبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان الذي يستضيف نحو 220 ألف لاجئ بحسب تقديرات رسمية، وقد شكّلت المخيمات مركزاً لتوترات أمنية متكررة منذ عقود بسبب تعدد الفصائل المسلحة داخلها وعدم خضوعها لسلطة مباشرة من الدولة اللبنانية بموجب اتفاق ضمني يقضي بامتناع الجيش اللبناني عن دخولها، وشهد المخيم خلال السنوات الماضية مواجهات داخلية وعمليات اغتيال وصدامات بين فصائل مختلفة، ما جعله نقطة حساسة في المشهد الأمني اللبناني، وتأتي الغارات الإسرائيلية الأخيرة وسط تصعيد متبادل بين إسرائيل وحزب الله، في بيئة إقليمية متوترة ترتبط بشكل مباشر بمسار الحرب في غزة واتساع رقعتها إلى جبهات متعددة في المنطقة.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية