"المرصد السوري": احتجاجات في السويداء تطالب بحماية دولية والإفراج عن المختطفين
"المرصد السوري": احتجاجات في السويداء تطالب بحماية دولية والإفراج عن المختطفين
تظاهر عشرات المواطنين، اليوم السبت، في ساحة الكرامة بمدينة السويداء، مجدّدين رفضهم للسلطة المركزية في دمشق، وداعين المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لحماية السكان المدنيين، وضمان الإفراج الفوري عن المختطفين والمختطفات في ظل التوترات الأمنية المتصاعدة في الجنوب السوري.
وجاءت الاحتجاجات استمرارًا للحراك الشعبي الذي تشهده المحافظة منذ نحو عامين، في ظل تدهور الأوضاع الاقتصادية وانتشار ظاهرة الخطف وغياب الحلول السياسية، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان نشره على موقعه الرسمي.
ورفع المتظاهرون لافتات تطالب بوقف الانتهاكات، وإطلاق سراح المختطفين، والضغط على السلطات السورية لضمان حماية المدنيين.
وردّد المشاركون شعارات تعبّر عن تمسّكهم بحقوقهم الأساسية في الأمن والعدالة وحرية التعبير، مؤكدين أن تجاهل المجتمع الدولي لمعاناة سكان السويداء يفاقم حالة الغضب الشعبي.
ويقول ناشطون محليون إن الاحتجاجات لم تعد مجرد رد فعل على تدهور الوضع المعيشي، بل باتت ذات طابع حقوقي وسياسي متصاعد، خصوصًا مع انتشار عمليات الخطف وتبادل الرسائل المسلحة بين مجموعات محلية وقوات تابعة لدمشق.
نازحون يطالبون بالعودة
في سياق متصل، تجمّع العشرات من أهالي الريف الغربي للسويداء أمام مبنى المحافظة، وهم من السكان الذين تم تهجيرهم من منازلهم وقراهم في الهجوم الذي نفّذته قوات "الحكومة المؤقتة" والميليشيات الرديفة لها منتصف يوليو الماضي.
وطالب الأهالي بعودتهم الفورية إلى بيوتهم وإخراج “الغرباء” من قراهم، إضافة إلى المطالبة بالكشف عن مصير المختطفين والمختطفات الذين فُقدوا خلال الهجوم.
ويشير حقوقيون إلى أن هذه القضية تمثل واحدة من أبرز الملفات الإنسانية العالقة في الجنوب السوري، حيث لم تُطرح حتى الآن أية آلية واضحة لإعادة المهجّرين أو تعويضهم.
تضامن المكونات السورية
الأربعاء الماضي، وثّق المرصد السوري لحقوق الإنسان خروج مجموعة من المتظاهرين في ساحة الكرامة في السويداء، في وقفة تضامنية دعمًا لموقف أبناء الطائفة العلوية وحقّهم في تقرير مصيرهم، وذلك على خلفية التطورات المتسارعة في مناطق الساحل خلال الساعات والأيام الأخيرة.
ورفع المشاركون شعارات تنادي بالتضامن بين مختلف المكونات السورية، وتؤكد أن مستقبل سوريا لا يمكن بناؤه إلا عبر الاعتراف المتبادل بالحقوق السياسية والاجتماعية، ورفض الإقصاء والعنف، وتعزيز مسار العدالة الانتقالية بين الأطياف المختلفة.
وتعيش محافظة السويداء حالة من عدم الاستقرار منذ سنوات، إذ تتقاطع فيها أزمات عدّة، منها: غياب الخدمات وانهيار الاقتصاد المحلي، استمرار عمليات الخطف والاختفاء القسري، وفقدان الثقة الحكومية.
تحركات شعبية واسعة
تحولت ساحة الكرامة منذ 2020 إلى أحد أهم رموز الاحتجاج المدني في سوريا، حيث يخرج الأهالي بشكل دوري للمطالبة بإصلاحات سياسية، وإطلاق سراح المعتقلين، وتحسين الوضع المعيشي، ومحاسبة الجهات المتورطة في عمليات الخطف والفساد.
ويقول خبراء إن استمرار الاحتقان من دون أي مبادرة سياسية أو حقوقية من جانب السلطات السورية قد يؤدي إلى مزيد من الانقسامات، ويفتح الباب أمام نزاعات واسعة داخل الجنوب السوري.
يشدد ناشطون حقوقيون على ضرورة تحرك المجتمع الدولي لوضع حد لعمليات الخطف والتهجير القسري، وتقديم دعم عاجل للعائلات المتضررة، وضمان احترام القانون الدولي الإنساني.
كما يدعون الأمم المتحدة والجهات المعنية إلى مراقبة الوضع الميداني في السويداء وإرسال بعثات تقصٍّ أممية، في ظل غياب المساءلة المحلية.
ويرى مراقبون أن احتجاجات السويداء تحمل رسائل سياسية وإنسانية واضحة، مفادها أن الحل في سوريا يجب أن يكون شاملًا ويستجيب لاحتياجات كل المكونات، بعيدًا عن المقاربات الأمنية الضيقة.











