ضغوط العمل تدفع ممرضين في إيران للانتحار وتفتح ملف أوضاع الكوادر الصحية

أثارت وفاة ممرضين اثنين في مدينة كرمانشاه غربي إيران، خلال الأيام الماضية، صدمة واسعة في الأوساط الصحية والاجتماعية، بعدما ذكرت وكالة أنباء «إيلنا» الإيرانية أن ميلاد مروتي وشيدا أرزاني، العاملين في مستشفيي «الإمام الخميني» و«الإمام رضا»، أنهيا حياتهما في ظروف يُرجَّح ارتباطها بضغوط العمل القاسية التي يواجهها الممرضون في البلاد. 

ووقعت الحادثتان في سياق متزايد من الشكاوى التي تطلقها الكوادر الصحية بشأن بيئة العمل المنهكة والأعباء المتراكمة، بحسب ما ذكرت وكالة أنباء «إيلنا»، اليوم الأربعاء.

وحذّرت نقابة التمريض في كرمانشاه، من أن ما جرى لا يمكن فصله عن الظروف المهنية الصعبة التي يعمل فيها الممرضون، مشددة على أن هذه الفئة تُعد من الركائز الأساسية للنظام الصحي، لكنها تواجه منذ سنوات، ضغوطاً شديدة تشمل ساعات عمل طويلة، ونقصاً حاداً في الكوادر، وتأخراً في صرف المستحقات المالية، إلى جانب قلق دائم بشأن تكاليف المعيشة المتصاعدة. 

وأكدت النقابة في بيان رسمي، أن هذه العوامل مجتمعة تترك آثاراً نفسية واجتماعية عميقة قد تكون غير قابلة للتعويض.

أزمة رواتب ومعيشة

أوضح الأمين العام لنقابة التمريض، أن الممرضين يعانون من تدني الأجور مقارنة بحجم المسؤوليات الملقاة على عاتقهم، فضلاً على عدم تناسب الرواتب مع معدلات التضخم وارتفاع الأسعار، مشيراً إلى أن كثيرين يضطرون للعمل ساعات إضافية أو في أكثر من موقع لتأمين احتياجاتهم الأساسية. 

ولفت الأمين العام إلى أن هذا الوضع يفاقم الإرهاق الجسدي والنفسي، ويزيد من معدلات الاحتراق الوظيفي بين العاملين في القطاع.

أزمة القطاع الصحي

وتعكس هذه الحوادث، بحسب مراقبين، أزمة أعمق يعيشها القطاع الصحي في إيران، حيث تزامنت السنوات الأخيرة مع ضغوط اقتصادية متزايدة، ونقص في الاستثمارات، وتداعيات أزمات صحية كبرى، ما جعل الكوادر الطبية، وفي مقدمتها التمريض، في مواجهة مباشرة مع أعباء تفوق قدراتها. 

ويطالب مختصون بضرورة التحرك العاجل لتحسين ظروف العمل، وتوفير الدعم النفسي، وضمان الحقوق المالية، تفادياً لتكرار مآسٍ مشابهة قد تهدد سلامة العاملين واستقرار المنظومة الصحية برمتها.