غضب في أضنة التركية بعد تصنيف الذكاء الاصطناعي يورغير "أسوأ منطقة للسكن"

غضب في أضنة التركية بعد تصنيف الذكاء الاصطناعي يورغير "أسوأ منطقة للسكن"
منطقة يورغير التركية - أرشيف

أثار تصنيف منطقة يورغير في ولاية أضنة جنوب تركيا «أسوأ منطقة للسكن في البلاد»، استناداً إلى تقييم منسوب لتقنيات الذكاء الاصطناعي، موجة واسعة من الغضب والاستياء بين سكان المنطقة ومسؤوليها المحليين، وسط تساؤلات حادة حول معايير هذا التصنيف ومصادر البيانات التي بُني عليها. 

وجاء الجدل في وقت تشهد فيه تركيا نقاشاً متزايداً حول تأثير التكنولوجيا الحديثة في الرأي العام، خاصة عندما تتعلق النتائج بصورة مناطق سكنية كاملة وما يترتب عليها من أبعاد اجتماعية واقتصادية، بحسب ما ذكرت صحيفة “حرييت” التركية، اليوم السبت.

وعبّر مواطنون من يورغير عن رفضهم القاطع لهذا التوصيف، معتبرين أنه لا يعكس الواقع اليومي للمنطقة ولا حياة سكانها، ونقل سكان من أحياء 19 مايو وباشاك استياءهم من تعميم صورة سلبية، مؤكدين أن وجود بعض المشكلات لا يعني وصم منطقة كاملة بعدم الأمان. 

وقال أحدهم إن «الناس السيئين موجودون في كل مكان»، في حين رأى آخر أن المشكلة الحقيقية تكمن في ضعف الردع القانوني وليس في طبيعة الأحياء نفسها، ودعا شبان من المنطقة كل من يشكك بأمانها إلى زيارتها والاطلاع على واقعها ميدانياً.

رد رسمي غاضب

هاجم رئيس بلدية يورغير، علي دميرجال، التصنيف بشدة، معتبراً أنه «غير علمي» ويستند إلى بيانات غير دقيقة. 

وقال في تصريحات لوسائل إعلام محلية: «ما مشكلة شات جي بي تي مع يورغير؟ فليأتوا نحلّها»، موجهاً دعوة مفتوحة لمسؤولي المنصة لزيارة المنطقة والتجول في شوارعها «في أي وقت ودون حماية»، لإثبات أن ما ورد في التقييم لا يمت للواقع بصلة.

وشدّد دميرجال على أن نتائج الذكاء الاصطناعي تعتمد كلياً على نوعية البيانات المدخلة، محذراً من خطورة تداول تصنيفات سلبية غير موثقة قد تؤثر مباشرة في أسعار العقارات، والاستثمار المحلي، والنشاط التجاري، فضلاً على تشويه السمعة الاجتماعية لسكان المنطقة.

خلفية الجدل وتأثيراته

أعاد هذا الجدل إلى الأذهان تصنيفات سابقة مشابهة، إذ سبق أن وُصف حي 19 مايو في يورغير بأنه «أخطر حي في تركيا» بناءً على تقارير رقمية، وهو ما أثار حينها ردود فعل مماثلة. 

ويرى مراقبون أن الاعتماد غير النقدي على تقييمات الذكاء الاصطناعي، دون تدقيق أو سياق ميداني، قد يعمّق الصور النمطية ويخلق فجوة بين الواقع والتمثيل الرقمي.

وحذّر خبراء في الشأن البلدي من أن مثل هذه التصنيفات قد تؤدي إلى تهميش مناطق بأكملها، داعين إلى ضرورة التعامل مع الذكاء الاصطناعي بوصفه أداة مساعدة لا حكماً نهائياً. 

وفي المقابل، يطالب سكان يورغير باعتذار رسمي وتصحيح علني، مؤكدين أن منطقتهم «قلب أضنة النابض»، وليست كما صوّرها التقييم المثير للجدل.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية