خبراء: الحرب النووية قادمة وفناء كوكب الأرض وارد

خبراء: الحرب النووية قادمة وفناء كوكب الأرض وارد

 

على خطين متوازيين، يسير قطار تطور الأسلحة النووية وقطار الأزمات بين الدول بنفس السرعة، وبسائقين لا يتصفان بالحكمة لتفادي الخطورة وإيقافهما في الوقت اللازم.

هذا ما يلخص الوضع الذي يعيشه العالم في الوقت الراهن، ففي الوقت الذي تسعى فيه الدول إلى إحداث ثورة في صناعة الأسلحة الحربية وعلى رأسها النووية، يلتهب جسد العالم بفعل نيران الأزمات البيئية والجغرافية والاقتصادية، ما يُعَجِّل ويُشجع على استخدام تلك الأسلحة، وهو ما يعني دمار الكوكب على الأرجح.

كشفت دراسة حديثة نشرت في تقارير صحفية، من أن الحرب النووية ستسبب مجاعة عالمية، ومقتل أكثر من 5 مليارات شخص.

وقال علماء المناخ من جامعة "روتجرز"، إن الصراع النووي في حال حدوثه، سيؤدي لنتائج كارثية على إنتاج الغذاء. 

وفي تصريحات إعلامية أوضح البروفيسور آلان روبوك، أحد المؤلفين المشاركين في الدراسة أن "البيانات توضح شيئا واحدا، يجب أن نمنع حدوث حرب نووية".

وعلى الرغم من أن الدراسة ركزت فقط على عدد السعرات الحرارية التي يتم إنتاجها على مستوى العالم، إلا أن البشر يحتاجون أيضا إلى البروتينات والمغذيات الدقيقة للبقاء على قيد الحياة، ومن المحتمل أيضا أن تتأثر هذه الأنواع بشكل كبير. 

وتحدثت أستاذة الأبحاث المساعدة في جامعة "روتجرز" ليلي زيا، لوسائل الإعلام ووضحت: “سيكون للحرب النووية تأثير كبير على تغير المناخ، فطبقة الأوزون ستتدمر بسبب تسخين طبقة الستراتوسفير، مما ينتج عنه المزيد من الأشعة فوق البنفسجية، وهو ما سيؤثر على الإمدادات الغذائية”، واستخدمت الدراسة أحدث نماذج المناخ والمحاصيل من أجل حساب كيف يمكن أن يتغير توافر الغذاء في العالم في ظل سيناريوهات الحرب النووية المختلفة.

وقاست الدراسة كيف يمكن أن يتأثر توافر الغذاء بالقيود المفروضة على الصادرات وكذلك انخفاض الغلة الفعلية للمحاصيل، وحذرت زيا قائلة: "حتى بالنسبة لحرب نووية إقليمية، قد تعاني أجزاء كبيرة من العالم من المجاعة". 

بدوره، قال الرئيس السابق للفوج الكيماوي والبيولوجي والإشعاعي والنووي بالجيش البريطاني هاميش دي بريتون جوردون، لشبكة "سكاي نيوز"، إن تقرير الدراسة جاء في الوقت المناسب، مضيفا أن "الخطر الأول الذي نراه في أوكرانيا بالوقت الحالي، هو حادث في محطة زابوريجيا أو لجوء روسيا لاستخدام سلاح نووي تكتيكي".

جسورت بوست” ناقشت القضية وأبعادها مع متخصصين للوقوف على حقيقة الأمر وخطورته.

دمار شامل

قال أستاذ الاقتصاد وعميد جامعة الأزهر محمد يونس: "إن الحروب بشكل عام سواء أكانت بيولوجية أو عادية، هي دمار لكوكب الأرض، متى اندلعت حرب نووية بين روسيا وأمريكا فوداعًا كوكب الأرض، حيث إن للحرب النووية آثارًا مدمرة، فإذا كانت حرب تقليدية وتسبب كل هذه الأضرار، فإذا سقطت دانة مدفعية على أرض تظل هذه الأرض عدة عقود غير صالحة للزراعة، فما بالنا لو كانت حربا نووية فإنها ستقضي على اليابس والأخضر، ولن تذر شيئا حتى البشر الذين يولدون بعدها بقرون يأتون مشوهين حاملين أمراضا كثيرة وكذلك الحيوان".

وأضاف أستاذ الاقتصاد في تصريحات لـ"جسور بوست"، بالطبع تحدث الحروب العادية تغيرات مناخية تؤثر على الإنسان والحيوان والنبات وخصوبة التربة وجودتها والمياه الجوفية، فماذا ستحدث الحرب النووية، نحن وقتها نودع كوكب الأرض.

وأكد يونس ضرورة التحذيرات من وقوع مثل هذه الحرب، ولا بد من تفعيل اتفاقية منع أسلحة الدمار الشامل، الوصول من خلال المجتمع الدولي إلى اتفاقية تلزم جميع الأطراف بالانتهاء من امتلاكها لهذه الأسلحة، وفي حالة نشوب حروب تقليدية فهي أخف وطأة من النووي، لأن هذه الحرب ستقضي على قطاع الزراعة والصناعة والسياحة وسنودع الكوكب.

وعن خطورتها أضاف، هي لا تقتصر على ساحة الحرب فقط، وإنما ينتشر الغاز، ينتشر من خلال أغذية وسلع إستراتيجية، حتى إن السفينة التي تكون في ساحة المعركة إذا انتقلت إلى مكان آخر تمرضه، ففي سنة من السنوات مرت سفينة من قناة لسويس يقال إنها استخدمت لنقل إشعاعات نووية ماتت بسببها غالبية الثروة الحيوانية الكائنة بين ضفتي القناة".

وعن التغيرات المناخية التي ستحدثها قال: "إن أثرها عظيم لدرجة تتسبب في اتساع ثقب الأوزون، ومن ثم تكثر الأشعة فوق البنفسجية وما لها من مخاطر مدمرة وانتشار الأمراض القاتلة، فلا بد إذن للأمم المتحدة اللجوء إلى قرار ملزم لجميع الأطراف للتخلص من هذه الأسلحة ومنع استخدامها حتى يعم الأمن في ربوع الأرض".

واستطرد: "الشرق الأوسط ومصر على الخصوص تقع في منتصف الكرة الأرضية، هذه الحروب لا ناقة ولا جمل فيها لدول المنطقة، ورغم ذلك هي أول المتضررين، ويجب على حكومات هذه الدول مناشدة المنظمات الدولية بإلزام كل الدولة الحائزة على أسلحة نووية بالتخلص منها أو إبرام معاهدات دولية تحرم وتجرم استخدامها".

النووي قادم

قال أستاذ الاقتصاد رشاد عبده: "إنه من الوارد قيام حرب نووية، ولقد أظهرت الحرب الروسية الأوكرانية أن قيادات العالم ليسوا على المستوى المعقول، وأن سياسيي العالم أثبتوا أنهم ليسوا بسياسيين ونسبة الحمق لديهم مرتفعة، الآتي مرعب ومن المحتمل نشوب حرب نووية، فمعاودة ضرب أوكرانيا المحطة النووية بهدف الإضرار بروسيا، حتما متى نجحوا في ذلك سيموت الملايين من تسرب الإشعاعات، وهذا أمر مرعب، ومن الوارد قيام حرب نووية.

 

وأكد أنه يجب الأخذ بعين الاعتبار والنظر جيدا لما وراء تصريح الرئيس الروسي، حينما أعلن أن الأسلحة التي تسلح بها أمريكا أوكرانيا خطيرة جدًا وسنضطر للرد، فهل من الممكن إذن في حال وقوع خطأ ما وتتدخل الدول وتضطر أمريكا للرد هي الأخرى بالنووي، وكما يتوقع حينها اختفاء جزر بريطانيا من على الخريطة وسيتسبب ذلك في فيضانات ودمار بالغ".

وتابع، “بالنظر لخسائر الحرب العالمية الثانية ووقتها لم تكن هناك أسلحة متقدمة مثلما توجد الآن، فالخسائر ستكون أعظم وأفدح، إذا حدثت حرب نووية لن تكون هناك أراضٍ خصبة، وستنتهي الزراعة، وسيحدث خلل بيئي ما يؤدي إلى مجاعات”. 

 

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية