"مو" و"ميار" و"تون".. عاملات في المجال الإنساني يستغثن: "يجب ألّا ينسى العالم ميانمار"
"مو" و"ميار" و"تون".. عاملات في المجال الإنساني يستغثن: "يجب ألّا ينسى العالم ميانمار"
قالت "شار ميار"، وهي عاملة إنسانية في منظمة دولية تعمل في ميانمار: "إن الوضع المؤلم الذي أرى فيه أطفالنا يدفعني إلى العمل بجدية أكبر".
ووفقا لتقرير نشره الموقع الرسمي لفريق الأمم المتحدة القطري في ميانمار UNCT Myanmar، فإنه منذ استيلاء الجيش على ميانمار في 1 فبراير 2021، تم اختطاف مئات الأطفال وتجنيدهم في الجيوش واعتقالهم وقتلهم بسبب الألغام الأرضية أو المدفعية، ولا يستطيع الكثيرون الوصول إلى الخدمات الاجتماعية الأساسية، ويحتاج الملايين إلى المساعدة الإنسانية لذلك، فإن الوكالات الدولية باقية على الأرض، وتعمل مع المنظمات الوطنية لتقديم المساعدة التي تشتد الحاجة إليها.
تقول "ميار"، وهي من ميانمار ومهمتها مراقبة حوادث الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال والإبلاغ عنها وربط الأطفال والعائلات بخدمات الاستجابة والدعم: "ساعدت مؤخرًا في تأمين إطلاق سراح طفلين مختطفين، من ضمن آلاف الأطفال الآخرين، تدعمهم المنظمة التي أعمل بها بالرعاية الصحية والغذاء والدعم النقدي واستشارات الصحة العقلية".
وأضافت: "ومع ذلك، تنتهي حالات أخرى بشكل مأساوي"، وتذكر حالة أربعة صبية مختطفين عثر عليهم ميتين في حفرة مرحاض، تقول ميار: "لا أستطيع حتى العثور على الكلمات للتعبير عن شعوري".
وجاء الاستيلاء العسكري على رأس التأثير المدمر لوباء كوفيد-19 وتفاقم النزاعات المطولة المستمرة بالفعل في أجزاء كثيرة من البلاد.
وبحسب بيانات الأمم المتحدة، فإن نحو 14.4 مليون شخص بحاجة الآن إلى مساعدات إنسانية في ميانمار في بلد يبلغ عدد سكانه نحو 55 مليون نسمة.
علاوة على ذلك، فإن معظم الولايات والمناطق ملوثة بالألغام الأرضية، مما يجعل ميانمار واحدة من أكثر دول العالم تضرراً من الألغام.
وأثناء إقامتها لفترة قصيرة في منزلها في ولاية كاياه، اضطرت ميار إلى الفرار مع عائلتها، حيث تعيش الآن مع سبعة أفراد من عائلتها الممتدة في يانغون، في شقة صغيرة، وعلمت مؤخرًا أن منزل عائلتها في كاياه قد احترق".
وكانت "كياو مو"، التي تعمل في منظمة إنسانية أخرى في ولاية شان، في المكتب عندما سمع عن الانقلاب العسكري المفاجئ، قالت: "لقد ذكرني بالماضي.. كنت خائفة على بلدي.. لقد كنت مكتئبة للغاية لدرجة أنني وجدت صعوبة في النهوض من السرير في الأسبوع الأول".
وقالت عاملة إنسانية أخرى تدعى، "أونغ تون"، إن التحدث مع الأطفال والعائلات منذ الانقلاب العسكري كان يمثل تحديًا.
موضحة: "لقد وجدت الأمر صادمًا، منهم من قال (لم أستطع النوم)".
وقالت "تون" إنها تمارس التأمل وتشجع أصدقاءها، وخاصة الذكور الذين لم يعتادوا طلب دعم الصحة العقلية، على طلب المساعدة.
وكان على معظم منظمات المعونة والمجتمع المدني إيجاد طرق مبتكرة لمساعدة المتضررين، ويجد العديد من الموظفين من أصل ميانمار صعوبة في تصديق كيف تغيرت طبيعة عملهم بهذه السرعة.
اعتادت "كياو مو" العمل مع الحكومة، الآن، يتمثل جزء كبير من عملها في إدارة المساعدة الإنسانية ومعالجة انتهاكات حقوق الإنسان، بما في ذلك تنظيم دعم المساعدة القانونية.
وأدت التحديات الأمنية والقيود المفروضة على الوصول إلى إعاقة تقديم المساعدة الإنسانية، ومع ذلك، تم منح بعض الوصول الإنساني هذا العام، لا سيما لتوفير الإمدادات والخدمات للأطفال والأسر التي تعيش في المدن.
زارت "أونغ تون" مؤخرًا ولاية كاشين المتاخمة للصين، تقول: إن الشباب هناك، الذين اضطر معظمهم إلى ترك المدرسة أو الجامعة، يشاركون الآن في الأنشطة، بما في ذلك التدريب المهني.
وبينما شهدت "أونغ تون" التأثير الإيجابي للأنشطة، شعرت أيضًا بالألم الذي عانى منه الشباب، تقول: “إنهم أصغر مني ببضع سنوات فقط.. إنهم يشعرون أن مستقبلهم قد ضاع.. كان بإمكاني رؤية ذلك في عيونهم”.
وتحدثت "أونغ تون" نيابة عن جميع العاملين في المجال الإنساني عندما قالت: "يجب ألّا ينسى العالم ميانمار".