إثيوبيا.. متمردو تيغراي يعلنون عزمهم التقدم شمالاً حال استمرار التهديدات الحكومية
إثيوبيا.. متمردو تيغراي يعلنون عزمهم التقدم شمالاً حال استمرار التهديدات الحكومية
أعلن المتمردون في منطقة تيغراي الإثيوبية، الثلاثاء، أنهم لا يزالون منفتحين على إجراء مفاوضات مع الحكومة الفيدرالية، لكنهم عازمون أيضا على مواصلة التقدم في شمال إثيوبيا ما دامت التعزيزات العسكرية الحكومية تشكل "تهديدا" لمنطقتهم بحسب “فرانس برس”.
بعد هدنة استمرت خمسة أشهر، تجددت المعارك في 24 أغسطس بين الجيش الفيدرالي ومتمردي تيغراي مع تبادل الاتهامات بإشعال المواجهات.
ولا يستطيع الصحفيون الوصول إلى شمال إثيوبيا ما يجعل أي عملية تحقق مستقلة أمرا مستحيلا إضافة إلى انقطاع شبكتي الهاتف والانترنت.
وأفادت مصادر متطابقة بأن المتمردين تقدموا في الأيام الأخيرة نحو خمسين كلم جنوب حدود تيغراي، داخل منطقة أمهرة المجاورة، وكذلك جنوب شرق منطقة عفر.
وقال غيتاشو رضا متحدثا باسم المتمردين في مؤتمر صحفي عبر الإنترنت: "نخوض حربا دفاعية" و"نبقى منفتحين على أي مفاوضات"، مجددا اتهام حكومة رئيس الوزراء أبي أحمد بأنها انتهكت الهدنة التي تم التزامها منذ نهاية مارس.
وأوضح أن المتمردين شنوا هجوما مضادا بعدما "دافعوا (في مرحلة أولى) عن مواقعهم".
وأضاف المتحدث أن "آبي لا يزال يقوم بحسابات خاطئة عبر مواصلة إرسال تعزيزات.. سنواصل تحييدها ما سيؤدي بنا على الأرجح غالى التوغل أكثر في منطقة أمهرة".
وتابع: "لسنا مهتمين بالسيطرة على هذه المنطقة، ولكن ما دامت القوات التي تهاجمنا تستمر في تهديد أمن شعبنا، سنواصل اتخاذ التدابير الملائمة لتحييدها"، و"هذا الأمر سيحدد أين نتوقف".
وبعد هزيمتهم أمام الجيش الإثيوبي في نوفمبر 2020، استعاد متمردو تيغراي منتصف 2021 السيطرة على غالبية المنطقة إثر هجوم مضاد جعلهم يقتربون من العاصمة أديس أبابا.
كذلك، اتهم المتحدث باسم المتمردين رئيس الوزراء الإثيوبي بـ"خداع المجتمع الدولي ليعتقد أنه جدي في موضوع السلام".
وأضاف: "يبدو مؤكدا أنه لا يمكن التعويل على المجتمع الدولي لضبط أبي علينا أن نتكل دوما على قواتنا".
وكانت المعارك قد استؤنفت الأربعاء في شمال إثيوبيا، على المناطق الحدودية لتيغراي حيث يتبادل متمردو الإقليم والحكومة الاتّهامات بخرق الهدنة التي أعلنت قبل 5 أشهر.
وهذه المعارك هي الأولى منذ إعلان هدنة إنسانية نهاية مارس، أتاحت الاستئناف التدريجي للمساعدات الإنسانية إلى المنطقة التي تعيش ظروفًا قريبة من المجاعة.
وتسبّب النزاع في أزمة إنسانية كبيرة في تيغراي، حيث دمّرت البنية الاقتصادية وحرمت من الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والاتصالات والخدمات المصرفية.
وبحسب الأمم المتحدة، أسفر النزاع المستمر منذ 21 شهرا عن آلاف القتلى، وأكثر من مليوني نازح ووضع مئات آلاف الإثيوبيين في مواجهة ظروف أشبه بالمجاعة.
وبدأ النزاع في تيغراي في نوفمبر 2020 عندما أرسل رئيس الوزراء آبي أحمد الجيش الفيدرالي إلى المنطقة لإطاحة السلطات المحلية التي تحدت سلطته لأشهر واتهمها بمهاجمة قواعد عسكرية في الإقليم.
يتلقى الجيش الإثيوبي دعما من القوات الإقليمية وميليشيا الأمهرة بالإضافة إلى قوة من إريتريا المجاورة التي لا تزال قواتها موجودة في غرب تيغراي.
بعد انسحابهم، استعاد متمردو تيغراي السيطرة على معظم المنطقة في هجوم مضاد في منتصف 2021، تمكنوا فيه من دخول أمهرة وعفر المتجاورتين.