مظاهرات في أوروبا ضد إجراءات احتواء فيروس كورونا
مظاهرات في أوروبا ضد إجراءات احتواء فيروس كورونا
تزايدت موجة الاحتجاجات في عدة دول أوروبية رفضاً للإجراءات الحكومية المقرر فرضها على المواطنين لاحتواء فيروس كورونا المستجد، في ظل ارتفاع أعداد الإصابات مجدداً بين الأوروبيين، رغم التوسع في التطعيمات ضد الفيروس التاجي.
وشهدت هولندا لليوم الثاني على التوالي مظاهرات رافضة للتدابير الوقائية المقرر اتخاذها خلال أيام للحد من تفشي الفيروس المستجد، فيما شهدت فرنسا والنمسا خروج الآلاف من المتظاهرين الرافضين العودة للغلق مجدداً.
وتجمع أكثر من 40 ألف شخص في العاصمة النمساوية، فيينا، على مقربة من قصر هوفبورغ الإمبراطوري السابق للاعتراض على ما وصفوه بـ”دكتاتورية كورونا” أو “الفاشية”، وذلك قبل يومين فقط من بدء الإغلاق الجديد المقرر أن يستمر حتى 13 ديسمبر المقبل.
وتعد النمسا التي بلغت فيها أعداد الإصابات بفيروس كورونا مستويات غير مسبوقة منذ ربيع عام 2020، أول دولة تعود مجدداً إلى قرار حجر مواطنيها بشكل كامل، وذلك في الوقت الذي قررت دول أوروبية أخرى تشديد القيود والإجراءات الصحية.
واعتباراً من فبراير الماضي، أصبحت النمسا أول دولة من دول الاتحاد الأوروبي تفرض التطعيم إلزامياً على جميع السكان.
ومرت المظاهرات الرافضة لقيود كورونا في فيينا بسلام، في ظل رقابة مشددة من قوات الأمن التي أحاطت بالمتظاهرين خشية مشاركة مثيري الشغب، ولم تشهد المظاهرات سوى إلقاء بعض العلب وقنابل الدخان.
ويختلف ما شهدته هولندا عن النمسا، حيث شهدت مدينة روتردام الساحلية حوادث عنف بعدما تحولت مظاهرة رافضة لقيود كورونا إلى أعمال شغب.
وأمس السبت، خرجت مسيرات جديدة في مدينة بريدا الواقعة جنوب البلاد، وشارك فيها نحو 300 شخص لكنها مرت في هدوء، كما تجمع في مدينة أمستردام المئات من رافضي فرض المزيد من الإجراءات الصحية والوقائية، بالرغم من إلغاء التظاهرة الاحتجاجية رسمياً.
ولم تكن هولندا وحدها التي شهدت أحداث عنف خلال التظاهرات، فقد اندلعت في غوادلوب إحدى الجزيرتين الرئيسيتين في جزر الأنتيل الفرنسية، مظاهرة دعت إليها مجموعة نقابات عمالية ومنظمات مدينة من بين الرافضين للشهادة الصحية والتطعيم الإجباري للعاملين في مجال الرعاية الصحية، وتحولت التظاهرة لأعمال عنف.
وبالرغم من الإجراءات الأمنية المشددة شهدت المدينة أعمال عنف مصاحبة للمظاهرات، فيما سجلت قوات الأمن حالات نهب وحرق واستهداف لأفراد وسيارة تابعين لقوات الشرطة.
وكانت منظمة الصحة العالمية قد دقت ناقوس الخطر، محذرة قبل أيام من أن وتيرة انتقال عدوى كورونا في أوروبا “مقلقة جداً” في الوقت الحالي، ما قد يؤدي إلى تسجيل نصف مليون وفاة إضافية في القارة بحلول فبراير المقبل، ما دفع بالسلطات إلى اتخاذ تدابير وقائية مشددة.