منظمة حقوقية تتهم تركيا بترحيل مئات السوريين بشكل قسري
منظمة حقوقية تتهم تركيا بترحيل مئات السوريين بشكل قسري
اتهمت منظمة “هيومن رايتس ووتش”، السلطات التركية، باحتجاز وترحيل مئات الرجال والفتيان السوريين اللاجئين إلى تركيا بين فبراير ويوليو الماضيين، بشكل تعسفي.
وذكرت المنظمة في تقرير نشرته على موقعها الرسمي، اليوم الاثنين، نقلًا عن سوريين مرحّلين، أن المسؤولين الأتراك احتجزوهم في ظروف سيئة، وأجبروهم على التوقيع على استمارات العودة الطوعية، رغم امتلاكهم بطاقة “الحماية المؤقتة”.
وأشارت “هيومن رايتس” إلى أن عمليات الترحيل تشكل نقيضًا صارخًا لسجل تركيا كدولة استضافت عددًا من اللاجئين أكثر من أي دولة أخرى في العالم، وحوالي 4 أضعاف ما استضافه “الاتحاد الأوروبي” بأكمله، والذي قدم مقابله الاتحاد الأوروبي مليارات الدولارات لتمويل الدعم الإنساني وإدارة الهجرة.
وذكرت المنظمة أن ظروف مراكز الاحتجاز “غير صحية”، منها نقص في الطعام والوصول إلى دورات المياه وغيرها، وتعرّض بعض السوريون في مراكز الترحيل إلى الضرب بالركل أو بالأيدي أو بهراوات خشبية أو بلاستيكية.
سوريا “غير آمنة للعودة”
وأكدت “هيومن رايتس ووتش” أن سوريا لا تزال “غير آمنة للعودة”، مشيرة إلى أنها في أكتوبر 2021، وثقت تعرّض اللاجئين السوريين الذي أعيدوا إلى سوريا بين 2017 و2021 من لبنان والأردن إلى انتهاكات حقوقية جسيمة.
وفي سبتمبر الماضي كررت “لجنة تقصي الحقائق في سوريا” التابعة لـ”الأمم المتحدة” توصياتها بأن سوريا “ليست آمنة للعودة”.
وطالبت المنظمة الحقوقية في تقريرها، تركيا بإنهاء عمليات الاحتجاز والترحيل “التعسفية” للاجئين السوريين إلى الشمال السوري، وضمان عدم استخدام القوى الأمنية ومسؤولي الهجرة، العنف ضد السوريين أو غيرهم من المواطنين الأجانب المحتجزين، ومحاسبة أي مسؤول يستخدم العنف.
وطالبت بالسماح لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بالوصول بحرية إلى مراكز الترحيل، ومراقبة عملية الحصول على إذن من السوريين بإعادتهم إلى سوريا للتأكد من أنها طوعية، ومراقبة المقابلات وإجراءات الترحيل لضمان عدم استخدام مسؤولي الشرطة أو الهجرة للعنف ضد السوريين أو غيرهم من المواطنين الأجانب.
ويوجد في تركيا نحو 3.7 مليون لاجئ غالبيتهم العظمى يعيشون في المدن، لكنهم باتوا يخشون أن تتم إعادتهم إلى بلادهم، خاصةً بعد التحول الأخير في موقف تركيا من النظام السوري وإبداء الاستعداد للحوار وتطبيع العلاقات معه.
كما سبق أن أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن خطة لإعادة مليون ونصف المليون لاجئ سوري على أساس طوعي، فيما تتعهد أحزاب المعارضة بإعادة جميع السوريين بالتنسيق مع سوريا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة حال فوزها في انتخابات العام المقبل.
وكشفت تقارير تركية، عن أن عدد اللاجئين السوريين الذين غادروا الأراضي التركية وتوجهوا إلى الدول الأوروبية خلال الفترة الأخيرة بلغ ما يقرب من 25 ألف سوري، منهم 10 آلاف غادروا عبر الأمم المتحدة من خلال سياسة إعادة التوطين، و15 ألفا عبر التهريب.