أطفال العالم ليسوا بخير.. أرقام مثيرة للقلق عن الصحة النفسية
أطفال العالم ليسوا بخير.. أرقام مثيرة للقلق عن الصحة النفسية
كشف تقرير أعدته منظمة اليونيسف عن إحصاءات صادمة بشأن الصحة العقلية والاضطرابات النفسية التي يعاني منها الأطفال والشباب، في خطوة لكسر حاجز الصمت المحيط بالصحة النفسية وفق تعبير المنظمة.
ووفقاً لنتائج التقرير، يعاني 13% أي ما يعادل 186 مليون مراهق (11-19 عاماً) عالمياً من اضطرابات عقلية، وثمة 89 مليون فتى مراهق من الفئة العمرية (10–19 عاماً) و77 مليون فتاة مراهقة من الفئة العمرية (10–19عاماً) مصابون باضطرابات في الصحة العقلية.
الاكتئاب.. أكثر الاضطرابات شيوعاً
وتشكل اضطرابات القلق والاكتئاب قرابة 40% من اضطرابات الصحة العقلية التي تم تشخيصها؛ أما الاضطرابات الأخرى فتتضمن اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط، واضطرابات سلوكية وإعاقات ذهنية، واضطراب ثنائي القطب، واضطرابات الأكل، وطيف التوحد، والفصام، وغيرها من الاضطرابات.
وسجلت منطقة الشرق الأوسط أعلى معدل انتشار للاضطرابات النفسية والعقلية ثم شمال إفريقيا ومنطقة أمريكا الشمالية وأوروبا الغربية.
ونقلت المنظمة نتائج تقرير أعده معهد غالوب الدولي في هذا الشأن، حيث أخطر نحو 19% من البالغين (أقل من 25 عاماً) في 21 بلداً بأنهم يعانون الاكتئاب وعدم الرغبة بممارسة أي أنشطة وذلك خلال النصف الأول من عام 2021.
حالة انتحار كل 11 دقيقة
ووفقاً للتقرير، يتوفى نحو 45،800 مراهق سنوياً جراء الانتحار، بمعدل إنسان واحد كل 11 دقيقة، حيث يعد أحد الأسباب الخمسة الأكثر شيوعاً لوفاة المراهقين من الفتيات والشباب في الفئة العمرية (11-19 عاماً) بعد حوادث الطرق والعنف والأمراض.
خسائر اقتصادية جمة
وتشير تحليلات أجرتها المنظمة إلى أن الخسائر السنوية التي تلحق برأس المال جراء الاعتلالات النفسية تقدر بأكثر من 387 بليون دولار أمريكي، 340 بليون منها كلفة اضطرابات القلق والاكتئاب و47 بليون منها خسائر ناجمة عن الانتحار.
إنفاق حكومي ضئيل
وكشف التقرير عن الإنفاق الحكومي الضئيل على الصحة النفسية، حيث تُنفق الحكومات في المتوسط نحو 2.1% فقط من الإنفاق الإجمالي في مجال الصحة عموما، فيما يصل إنفاق بعض الدول الفقيرة إلى أقل من دولار واحد سنويا على الشخص المصاب باضطرابات الصحة العقلية.
ووصل عدد الأطباء النفسيين المتخصصين في علاج البالغين إلى أقل من 0،1 طبيب لكل 100 ألف نسمة من السكان في جميع البلدان ما عدا بعض الدول مرتفعة الدخل، حيث يصل عددهم لنحو 5،5 طبيب نفسي لكل 100 ألف نسمة من السكان.
ووصف التقرير الاستثمار في مجال الصحة النفسية بـ”الضئيل بشدة” كما لا يتوفر الدعم الكافي للعاملين في هذا المجال للتصدي لقضايا الصحة العقلية.
الوصم يمنع الشفاء
وتقول المنظمة في تقريرها إن الوصم السيئ المحيط بالصحة العقلية يقف عائقاً أمام طلب اليافعين للعلاج والمساعدة، وعلى الرغم من الإدراك المتنامي لآثار الاعتلالات النفسية إلا أن المجتمع لا يتعامل معها حتى الآن كما يتعامل مع الأمراض الجسدية.