في رحلة «تحت لواء الحوار».. البابا فرنسيس يزور البحرين لتعزيز التعايش الإنساني
في رحلة «تحت لواء الحوار».. البابا فرنسيس يزور البحرين لتعزيز التعايش الإنساني
في زيارة هي الأولى من نوعها يصل البابا فرنسيس بعد ظهر اليوم الخميس إلى البحرين، لتعزيز التعايش الإنساني والحوار مع الإسلام، وسط نداءات من منظمات حقوقية دعته إلى إثارة قضايا متعلقة بحقوق الإنسان.
ويحظى البابا فرنسيس، الذي تستضيفه المملكة على مدى أربعة أيام، باستقبال رسمي عند الساعة 16,45 بالتوقيت المحلي (13,45 ت غ)، ثمّ يلتقي ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة في قصر الصخير، حيث يلقي كلمته الأولى أمام السلطات وممثلين عن السلك الدبلوماسي، وفق وكالة الأنباء الفرنسية.
في تغريدة له، الأربعاء، قال البابا: "أغادر الخميس في رحلة رسولية إلى مملكة البحرين، رحلة تحت لواء الحوار، سأشارك في منتدى يركز على حاجة لا مفر منها للشرق والغرب من أجل التقارب بينهما لخير التعايش الإنساني".
وتأتي زيارة البابا في إطار ملتقى البحرين للحوار "الشرق والغرب من أجل التعايش الإنساني" الذي يفتتح أعماله صباح الخميس.
ويلقي البابا الجمعة كلمة أمام أعضاء "مجلس حكماء المسلمين" في جامع قصر الصخير.. ويلتقي كذلك شيخ الأزهر الإمام أحمد الطيب الذي وقع معه في أبوظبي وثيقة تاريخية حول الأخوة الإنسانية.
وقال عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في المنامة الشيخ عبداللطيف المحمود: "التقاء هاتين القامتين الدينيتين للمسلمين والمسيحيين، أعتقد أنه شرف للبحرين".
وأضاف: "نرحّب بزيارة قداسة البابا إلى البحرين ونرى فيها وسيلة من وسائل نشر المحبة بين الناس ونشر التعارف بينهم".
نداء مشترك
لم تسلم الزيارة التي تصفها السلطات البحرينية ووسائل الإعلام المحلية بـ"التاريخية" من انتقادات، بشأن تهميش المعارضة والمطالبة بإلغاء عقوبة الإعدام.
وردّت السلطات البحرينية على الانتقادات، معتبرة أنّ "حرية الدين والعبادة حقوق مصونة بموجب الدستور، ولا تتسامح المملكة مع التمييز أو الاضطهاد أو الترويج للانقسام على أساس العرق أو الثقافة أو المعتقد".
وشدّدت على أنّه "لم يتم القبض على أي فرد في البحرين أو اعتقاله بسبب معتقداته الدينية أو السياسية"، مضيفة: "في الحالات التي يحرّض فيها الأفراد أو يشجعون أو يمجدون العنف أو الكراهية، هناك واجب للتحقيق، وعند الاقتضاء، مقاضاة هؤلاء الأفراد".
لحظة لا تنسى
منذ انتخابه على سدّة الكرسي الرسولي عام 2013، زار البابا فرنسيس الأرجنتيني الجنسية، أكثر من عشر دول ذات غالبية مسلمة، بينها الأردن وتركيا والبوسنة والهرسك ومصر وبنغلاديش والمغرب والعراق.
ويعاني البابا الذي يبلغ 85 عاماً من آلام في الركبة، تعيق حركته. وقال في منتصف سبتمبر إنها لم تشفَ بعد، لكنه رغم ذلك يواصل رحلاته الخارجية التي بلغ عددها أربع في عام 2022.
على طول الشارع المؤدي إلى كاتدرائية سيدة العرب، الكنيسة الأكبر في شبه الجزيرة العربية التي تم افتتاحها نهاية عام 2021، رفعت أعلام الفاتيكان والبحرين.. وزيّنت جدران الكنيسة وباحتها صور ضخمة للبابا فرنسيس مرفقة بشعار الزيارة "على الأرض السلام للناس الذين بهم المسرّة".
وفي استاد البحرين الوطني، حيث يرأس الحبر الأعظم قداساً صباح السبت، يتوقع أن يحضر نحو 28 ألف مؤمن مسيحي من المقيمين في قطر والدول الخليجية المجاورة.
في كنيسة القلب المقدّس، الكنيسة الأقدم في المنامة وحيث يلتقي البابا الكهنة العاملين في البحرين قبيل مغادرته الأحد، قال كاهن الرعية كزافيه ماريان داسوزا لـ(فرانس برس): "بعد كوفيد-19، إنه لفرح أن تعود هذه العائلة (المؤمنون في البحرين) إلى الكنيسة"، مضيفاً: "سيمنحنا بالتأكيد بركته".
وتقيم البحرين التي يبلغ تعداد سكانها 1,4 مليون نسمة، علاقات دبلوماسية مع الفاتيكان منذ عام 2000، ويقطنها نحو ثمانين ألف مسيحي كاثوليكي، وفق الفاتيكان، يتحدرون بشكل رئيسي من جنوب شرق آسيا وإفريقيا والشرق الأوسط ومن دول غربية.
وتعد هذه الزيارة التاسعة والثلاثين للبابا إلى الخارج منذ انتخابه، والثانية إلى منطقة الخليج، بعد زيارة تاريخية إلى الإمارات عام 2019. وسيتصدّر الحوار بين الأديان، الذي يدافع عنه بشراسة، مضمون لقاءاته في البحرين.