إصابة 10 جنود من قوة حفظ السلام في هجوم بأفريقيا الوسطى

إصابة 10 جنود من قوة حفظ السلام في هجوم بأفريقيا الوسطى

 

أصيب عشرة جنود مصريين من قوة حفظ السلام التابعة لبعثة الأمم المتحدة في أفريقيا الوسطى (مينوسكا) بجروح الاثنين، بعدما أطلق الحرس الجمهوري في بانغي النار عليهم، كما أعلنت الأمم المتحدة الثلاثاء منددة “بهجوم متعمد يفوق الوصف”.

 

وقالت الأمم المتحدة في بيان “عناصر وحدة الشرطة المصرية” كانوا في حافلة “وتعرضوا لإطلاق نار كثيف من الحرس الجمهوري بدون سابق إنذار ولا حصول أي رد، في حين كانوا غير مسلحين”. وإصابة اثنين منهم بالغة.

 

وأضافت البعثة الأممية، عند مغادرتها منطقة إطلاق النار على بعد نحو 120 مترا من المقر الرئاسي صدمت الحافلة “امرأة ما أدى إلى مقتلها” وقدمت التعازي للعائلة خلال لقاء مطلع بعد الظهر.

وكان عناصر وحدة الشرطة هؤلاء وصلوا قبل الظهر إلى مطار بانغي في إطار التبديل الدوري لانتشار القوات الأممية في جمهورية إفريقيا الوسطى. وكانوا متوجهين إلى قاعدتهم في حافلة تحمل شعار الأمم المتحدة بوضوح بحسب الناطق باسم البعثة، فلاديمير مونتيرو.

ومن جانبه، قال المتحدث باسم رئاسة أفريقيا الوسطى، ألبير يالوكي موكبيم، الثلاثاء، إن سبب إطلاق قوات الحرس الرئاسي للنيران، أمس الاثنين، على 10 جنود مصريين يعملون ضمن قوات حفظ السلام، هو التقاطهم صورا للمقر الرئاسي وعدم الانصياع للأوامر – على حد زعمه.

وبحسب وكالة “سبوتنيك”، “قال موكبيم” إن بعض هؤلاء الجنود “التقطوا صورا بالقرب من مقر إقامة الرئيس فوستين أرشانغ تواديرا، وأشار لهم الحرس بالتوقف عن هذا الأمر لكنهم رفضوا”.

وأضاف المتحدث أن الجنود المصريين جاءوا من مطار بانغي مبوكو للتوجه إلى كتيبتهم المصرية، في وحدة تبعد نحو 500 متر عن مقر إقامة الرئيس، لكنهم أخطأوا المسار وواصلوا الطريق حتى المقر.

وبحسب “موكبيم” فإن قوات الحرس الرئاسي أعطت أمرا للجنود المصريين بالتوقف ولكنهم استمروا في مسارهم، ثم تلقوا إنذارا ثانيا لكنهم لم يستجيبوا، وحاولوا الفرار.

 

جمهورية إفريقيا الوسطى التي تصنفها الأمم المتحدة ثاني أقل دول العالم تطورا، غرقت في حرب أهلية دامية بعد انقلاب في العام 2013. يتواصل هذا النزاع لكن حدته تراجعت بشكل كبير منذ ثلاث سنوات مع أن أجزاء كاملة من أراضي البلاد لا تزال خارجة عن سيطرة السلطة المركزية.

 

وتُعدُّ عمليات «حفظ السلام» التي يعود تاريخها في العلاقات الدولية إلى أكثر من 70 عامًا، بنحو «55» عملية، نموذجًا للتعاون الجماعي في مجالَي السلم والأمن الدوليين.

 

وحددت الأمم المتحدة المبادئ الرئيسية الحاكمة لعمليات حفظ السلام، في موافقة الأطراف، وعدم التحيز، وعدم استخدام القوة باستثناء حالات الدفاع عن النفس والدفاع عن الولاية. وتتبلور أهداف قوات حفظ السلام في جملة من الأهداف الرئيسية، من أهمها: حماية المدنيين، ومنع نشوب الصراعات، والحد من العنف، ودعم سيادة القانون، وتعزيز حقوق الإنسان، وتعزيز الأمن وتمكين السلطات الوطنية لتحمّل المسؤوليات.

 

تُعدُّ قارة إفريقيا أقدم قارات العالم استقبالًا لبعثات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، حين دُشّنت عملية الأمم المتحدة في الكونغو، التي بدأت عام 1960، وهي أول بعثة واسعة النطاق ضمّت ما يقرب من 20 ألف عسكري حينذاك. ومع مطلع القرن العشرين، شهدت عمليات حفظ السلام زيادة كبيرة في القارة الإفريقية في دول: بورندي، وأفريقيا الوسطى، وتشاد، وكوت ديفوار، والكونغو الديمقراطية، وإريتريا وإثيوبيا، وليبريا، وسيراليون، والسودان.

 

ووفق الأمم المتحدة، فإن أكثر من 80 ألف عنصر من قوات حفظ السلام يشاركون حاليًّا في قارة إفريقيا، كما تدعم الأمم المتحدة العمليات التي يقودها الاتحاد الإفريقي في مالي والصومال ومنطقة الساحل. وفي الوقت الحالي توجد 14 بعثة حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة في العالم، يخدم فيها أكثر من 110 آلاف عسكري وشرطي ومدني، ونصف هذه البعثات موجود داخل قارة إفريقيا.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية