يوفر للاجئين "الخبز" ولعائلتي "الدخل" ولي "الكرامة".. "كاديت" يؤسس مخبزاً في بوروندي (صور)
يوفر للاجئين "الخبز" ولعائلتي "الدخل" ولي "الكرامة".. "كاديت" يؤسس مخبزاً في بوروندي (صور)
يقول "كافوغوا شيبوليك كاديت" بابتسامة يعلوها الفخر: "الخبز الذي أصنعه هو الأفضل في المخيم ولأميال حوله! عندما يتذوق الناس الخبز، يقولون: (هذا هو الخبز!)، ودائماً يعودون للحصول على المزيد".
"كاديت" خباز كونغولي، يتحدث عن الخبز الذي يقدمه قائلا: "المخبز يوفر الخبز اليومي لزملائي اللاجئين والبورونديين المحليين، ودخلًا لعائلتي، وكرامة لنفسي".
كان "كاديت" يعيش في مدينة أوفيرا، الواقعة شرقي جمهورية الكونغو الديمقراطية، عندما اقتحم مسلحون منزله ذات ليلة، يقول: "أطلقوا النار عليّ وتركوني لأموت قبل أن يغادروا، وأخذوا كل أموالي وحاجياتي الثمينة.. كما طعنوا زوجتي في ذراعها".
أثبتت محاولة هجوم لاحقة بعد أسابيع قليلة أنها كانت القشة التي قصمت ظهر البعير، وقرر "كاديت" أن الوقت قد حان بالنسبة لعائلته للمغادرة وترك حالة العنف والخروج عن القانون وراءهم.
يقول: "هربنا في منتصف الليل وتمكنا من عبور الحدود بعد السير لعدة ساعات، والخوف يسيطر علينا، وأيدينا وجيوبنا فارغة".
استقر "كاديت" منذ ذلك الحين في مخيم نيانكاندا للاجئين شرق بوروندي، وهو موطن لحوالي 12 ألف لاجئ كونغولي.
بعد بضعة أشهر من وصوله إلى بوروندي، أدرك "كاديت" أنه بحاجة إلى إعالة زوجته وأولاده السبعة وأن يجد لنفسه شيئاً ينشغل به، ليعود إلى مهنته كخباز، يقول: "بدلاً من الجلوس مكتوف اليدين والاعتماد كلياً على المساعدة التي نتلقاها من المفوضية والمنظمات الإنسانية الأخرى، وجدت أنه من المفيد أن أشمّر عن ساعدي وأن أعمل في المجال الذي أعرفه جيداً".
جمع "كاديت" جميع مدخراته -البالغة 40 ألف فرنك بوروندي فقط، (20 دولاراً أمريكياً)- واقترض 40 دولاراً أخرى من صديق، كان كل ذلك يكفي لشراء الدقيق والزيت والماء والخميرة لصنع أول دفعة من الخبز الطازج تزن 6 كيلوغرامات، لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً للعثور على الزبائن وسرعان ما وصلت شهرته إلى خارج مخيم نيانكاندا.
ويقول: "لدينا زبائن دائمون حتى روييجي يعيشون على بعد أكثر من 10 كيلومترات من المخيم".
وبدعم مالي من المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، من خلال شريكها RET International، تمكن "كاديت" من توسيع نطاق عمله، عن طريق تعيين 3 متدربين ورفع مستوى الإنتاج إلى 50 كيلوغراماً في اليوم، باستخدام فرن جديد ومعدات للطهي بسعة أكبر، إضافة إلى المزيد من المكونات.
يصر "كاديت" على أنه بدأ للتو في عمله في المخبوزات، ويأمل في زيادة الإنتاج أكثر وكسب المزيد من الزبائن، لكن هناك عقبات تتمثل في عدم توفر الكهرباء والقيود المفروضة على حركة اللاجئين.
تدعو المفوضية إلى ربط مخيمات اللاجئين في بوروندي بشبكة الكهرباء الوطنية، وتهدف إلى تأمين سبل وصول أوسع للاجئين إلى الفرص الاقتصادية خارج المخيمات.
وبالنسبة لـ"كاديت"، فإن الخبز هو أكثر من مجرد مصدر رزقه، فهو يمثل المهنية والمهارة والحرية والاستقلالية يقول: "كونك لاجئاً ليس يعني أن لديك إعاقة.. إنها ليست نهاية العالم.. أنا دليل حي على أنه يمكنك أن تكون لاجئاً وأن تنجز أشياء عظيمة.. لا أعرف أي لاجئ يريد البقاء في وضع محفوف بالمخاطر ويعتمد على الغير إلى أجل غير مسمى".
أبرزت الزيارات التي قام بها إلى المنطقة العام الماضي المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، ونائبته كيلي كليمنتس، نقص تمويل الاستجابة لحالة اللاجئين في بوروندي، ودعا إلى زيادة دعم الجهات المانحة للاجئين مثل شيبوليك، والذين يحتاجون فقط إلى القليل من المساعدة لإحداث أثر كبير لعائلاتهم وأقرانهم من اللاجئين، والمجتمع المضيف لهم.