إيران.. اتهامات لاستخبارات الحرس الثوري بـاغتصاب معتقلات في سجن زاهدان

إيران.. اتهامات لاستخبارات الحرس الثوري بـاغتصاب معتقلات في سجن زاهدان

اتهم ناشطون بلوش في إيران، جهاز استخبارات الحرس الثوري باغتصاب عدد من النساء المعتقلات خلال الاحتجاجات الأخيرة، في أحدث تقرير عن تعرض سجينات للاعتداءات بالسجون والزنازين.

وأفاد موقع "حال وش" الإخباري الذي يتابع أخبار بلوشستان إيران عن كثب، بأنه حصل على معلومات تظهر أن محققي جهاز استخبارات الحرس الثوري ارتكبوا تجاوزات ضد سجينات في مدينة زاهدان عاصمة محافظة بلوشستان المحاذية لباكستان وأفغانستان وقاموا بتجاوزات متعددة خلال التحقيقات.

وذكر الموقع، نقلاً عن معتقلات قال إنهن من بين نساء تعرضن للاعتداء الجنسي، بأن محققي (الحرس الثوري) اعتدوا جنسياً على معتقلات أثناء فترة الاستجواب، وأضاف: بحسب الأسئلة الموجهة للمعتقلات، فإن محققي الحرس حاولوا تلفيق اتهامات ضد مجموعة مسجد مكي في مدينة زاهدان.

وقالت إحدى المعتقلات إن الاعتداء والإساءة الجنسية ضد المعتقلات من النساء والمراهقات، كان أمراً عادياً، وبعد امتناعها عن الرد على سؤال حول «من قائدكم؟»، يرد المحقق: «إنكِ لم تتعاوني، هل تريدين أن أتحدث إليكِ بالأسلوب الخاص؟»، وتشير المعتقلة إلى تفاصيل مروعة من الاعتداء، حسب النص الذي أورده الموقع المحلي.

فكرت بالانتحار عدة مرات

وتشير المعتقلة إلى أنها فكرت بالانتحار عدة مرات، وقال الموقع إنها تعاني من اكتئاب، مضيفاً أن «الأدلة تشير إلى أن جهاز استخبارات (الحرس الثوري)، يتخذ من الاعتداء والتهديد الجنسي أداة لاتخاذ اعترافات وفبركة سيناريوهات، وقتل المحتجين، وفرض أجواء الترهيب بين المعارضين».

ونقل الموقع عن رجل الدين السني، عبدالغفار نقشبندي إمام جمعة مدينة راسك بمحافظة بلوشستان، قوله إن «الحادث مؤلم وصادم ولا يطاق».

وتشهد مدينة زاهدان مسيرات مناهضة للنظام كل جمعة، احتجاجاً على حملة القمع التي أطلقتها السلطات ضد المحتجين بعد وفاة مهسا أميني في ظروف غامضة أثناء احتجازها لدى شرطة الأخلاق.

وتقول منظمة حقوق الإنسان في إيران إن 132 شخصاً قتلوا في بلوشستان خلال حملة القمع التي شنتها السلطات لإخماد الاحتجاجات.

وانضم أهالي المحافظة التي يشكو أهلها من التمييز العرقي والديني، إلى الاحتجاجات العامة، بعد أن احتج سكان بعض المدن على اغتصاب فتاة من قبل قيادي في الشرطة، أثناء التحقيق حول جريمة قتل.

يأتي هذا التقرير بعد أيام من تقرير نشرته صحيفة «الغارديان» البريطانية، يتضمن شهادات من 11 متظاهراً إيرانياً من نساء ورجال، تحدثوا عن تعرضهم للاغتصاب والعنف الجنسي والتعذيب أثناء احتجازهم من قبل قوات الأمن، وقال البعض منهم إنهم تعرضوا للاعتداء في سيارات الشرطة أو في الشوارع، أو أثناء الاحتجاز في أقسام الشرطة والسجون.

وفي ديسمبر الماضي، نشرت الناشطة نرجس محمدي رسالة من سجن إفين، كشفت فيها شهادات أدلت بها سجينات بشأن تعرضهن لاعتداءات جنسية وأذى جسدي بعد اعتقالهن خلال الاحتجاجات، ووصفتها بـ«جريمة الدولة»، محذرة من أن عدم إفشائها «يتسبب في استمرار هذا الأسلوب القمعي ضد النساء».

وحينها، كتب إمام جمعة زاهدان، عبدالحميد إسماعيل زهي في تغريدة على «تويتر»: أن «الأنباء عن اعتداء جنسي على سجينات بقصد الإذلال والقمع والإجبار على الاعترافات انعكست في وسائل الإعلام، وروايات بعض السجناء تؤكد ذلك»، وأضاف في تغريدة: «إذا ثبت ذلك، بالتأكيد مرتكبو هذه الجرائم أكبر مفسدين على وجه الأرض.. هم بالتأكيد مرتكبو هذه الجرائم».

احتجاجات إيران

وتتواصل المظاهرات الشعبية في إيران منذ أشهر، على خلفية مقتل الشابة الكردية مهسا أميني (22 عاماً) في 16 سبتمبر، بعد ثلاثة أيام على اعتقالها من قبل شرطة الأخلاق لانتهاكها قواعد اللباس الصارمة في الجمهورية الإسلامية، في حين تستمر القوات الأمنية بقمع المتظاهرين والمحتجين من كل الفئات بكل الوسائل.

ومنذ ذلك الوقت، استعملت السلطات كل أساليب العنف بحق المحتجين من أجل إخماد تلك الاحتجاجات، وقتل مئات الأشخاص، فيما اعتُقل الآلاف وأُعدم البعض وسط تنديد دولي بتلك الانتهاكات المتواصلة.

وتشير الإحصائيات إلى أن 161 مدينة في مختلف أنحاء إيران كانت مسرحا للاحتجاجات خلال ما يزيد على 3 أشهر، كما تم تنظيم ما مجموعه نحو 1200 تجمع احتجاجي في المدن والجامعات الإيرانية.

ولقي ما لا يقل عن 527 شخصا حتفهم في إيران منذ بداية المظاهرات المناهضة للحكومة والتي امتدت لتشمل 160 مدينة خارج العاصمة طهران منذ أكثر من أربعة أشهر، وذلك وفقا لتقرير بوكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان ومقرها الولايات المتحدة.

وقالت الوكالة إن من بين القتلى 71 قاصرا، وبالإضافة إلى الـ527 القتلى، لقي 70 من أفراد الشرطة والقوات الأمنية الأخرى حتفهم أيضا.

وجرى إلقاء القبض على نحو 20 ألف شخص، ويواجه أكثر من 100 منهم عقوبات الإعدام، وقد جرى إعدام عدة متظاهرين.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية