منظمة إنسانية: النساء في منطقة "زلزال سوريا وتركيا" نموذج للتضامن على أرض الواقع (صور)

منظمة إنسانية: النساء في منطقة "زلزال سوريا وتركيا" نموذج للتضامن على أرض الواقع (صور)

استجابة للزلزال، قامت تعاونية نسائية بتعديل أنشطتها وتقوم الآن بتوزيع وجبات الطعام على الأشخاص الذين يحتاجون إلى المساعدة بدعم من منظمة (Welt hunger hilfe) WHH الألمانية.

تقول عائشة أصلان: "المنزل ليس مكانا آمنا في الليل"، تضبط الشابة البالغة من العمر 24 عاما المنبه، على وضع التنبيه كل 30 دقيقة لأنها لا تريد النوم تحت أي ظرف من الظروف في حالة حدوث زلزال آخر، إنها منهكة لكنها لا تجرؤ على الراحة.

تتذكر أصلان: "في الساعة 4:17 من صباح يوم 6 فبراير، تغيرت حياة ملايين الأشخاص في تركيا وسوريا.. لقد كان كابوسا.. اعتقدت أننا سنموت جميعا".

تتحول إلى شاحبة وتصبح قلقة وهي تتذكر الذكريات، على الرغم من أن منزلها لا يزال قائما، فإن الخوف عميق، وتضيف: "الآن بعد أن نجونا، نريد مساعدة أولئك الذين أصبحوا بلا مأوى منذ الزلزال".

وكانت أصلان انضمت بالفعل إلى التعاونية النسائية قبل وقوع الزلزال، والتي تدعمها جمعية المرأة العالمية منذ عامين، وهي 18 امرأة تركية وسورية يعملن معا في مشروع الاندماج المجتمعي، عادة يقمن بتجفيف الفواكه والحفاظ على الخضراوات، ولكن منذ الزلزال قلبت المجموعة نشاطها رأسا على عقب.

تقول "أصلان" : "نحن الآن نطبخ للعائلات التي نجت من الزلزال ولكنها بحاجة إلى المساعدة".
 

وتعد التعاونية ما يصل إلى 3 آلاف وجبة طازجة يوميا، لكن النساء يهدفن إلى زيادة هذا العدد بشكل كبير، تقول أصلان: "في الصباح نطبخ وفي فترة ما بعد الظهر نوزع الوجبات في مخيمات مختلفة حيث يعيش الناجون من الزلزال".

يعمل مطبخ التعاونية بكامل طاقته كل يوم.. تقطع النساء الخضار ويطبخن الأرز، ورائحة التوابل الطازجة في الهواء.

تقول الموظفة في التعاونية خديجة حنان، (36 عاما): الدمار الذي خلفه الزلزال عميق.. لم يعتقد أحد منا أننا سنبقى على قيد الحياة.. من الواضح أنه يتعين علينا الآن مساعدة أولئك الذين يحزنون على عائلاتهم المتوفاة وعليهم إعادة بناء حياتهم من جديد".

وفي فترات الراحة القصيرة التي تقضيها النساء بين الطهي وتعبئة الوجبات، غالبا ما يجلسن معا للتحدث عن تجاربهن في الأسابيع الماضية، لدعم بعضهم بعضا.

ومنذ وقوع الزلزال، لم تعد خديجة تنام في المنزل بل في مسجد بالقرب من منزلها.. هذه هي المرة الثانية التي تشعر فيها أم لأربعة أطفال بأنها بلا مأوى.. قبل عشر سنوات، اضطرت إلى مغادرة مسقط رأسها حلب بسبب الحرب في سوريا، ومنذ ذلك الحين، تعيش في تركيا.

تتذكر قائلة: "كان الهروب مؤلما.. في ذلك الوقت، كنت أما لطفلين وحاملا أيضا.. في كل لحظة كنت أخاف على حياة عائلتي. لقد أعاد الزلزال هذا الخوف من جديد".

تعمل خديجة في التعاونية النسائية منذ عامين، تقول: "كانت الحرب في سوريا والفرار من بلدي الأم أصعب اللحظات، لكن في الوقت نفسه، يساعدني هذا اليوم على مقابلة أشخاص في أصعب لحظاتهم.. نحزن معهم، كلنا ندعم بعضنا بعضاً".

وتقول النساء إنهن سيواصلن الطهي للناجين من الزلزال في الأسابيع المقبلة، تدعمهم WHH في هذا، لمساعدة الأشخاص المتضررين.


 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية