الحزن يكسو وجوه فتيات أفغانستان مع بدء الدراسة "بدونهن"

الحزن يكسو وجوه فتيات أفغانستان مع بدء الدراسة "بدونهن"

البكاء والحزن الجاثم على الصدور ويكسو الوجوه كمدا وقهرا.. هكذا كانت ملامح فتيات أفغانستان عندما بدأ العام الدراسي في البلاد، أمس السبت، بعد صدور الأوامر لهن بالرجوع، ليكون يوم حزن للفتيات الأفغانيات والعالم، بعد الاجتراء على حقهن في التعليم وفشل العالم في اتخاذ إجراءات ملموسة حتى الآن لوقف ذلك الحظر والانتهاك لحق الفتيات في التعليم.

ووفقا لما نشرته منظمة "هيومن رايتس ووتش"، يصادف ذلك اليوم 550 الذي تحرم فيه الفتيات المراهقات من حقهن في التعليم، حيث جعل نظام طالبان (الذي يكره النساء) أفغانستان الدولة الوحيدة التي تمنع الفتيات من الدراسة الثانوية والجامعية.

أغلقت طالبان مدارس البنات عقب توليها مقاليد السلطة في أفغانستان، لكنها وعدت باحترام حق الفتيات في التعليم، لكن في اليوم الذي أعيد فيه افتتاح مدارس الفتيات، 23 مارس 2022، حنثت طالبان بشكل مخجل بوعدها وأرسلت الفتيات المراهقات إلى المنزل.

تقول الباحثة المساعدة في شعبة حقوق المرأة بالمنظمة، سحر فطرات: "إنه أمر قاسٍ كيف انتظرت طالبان حتى اللحظة التي عادت فيها الفتيات بفرح إلى المدرسة قبل أن يأمروهن بالعودة إلى المنزل.. عادت الفتيات إلى المنزل وهن يبكين، لكنهن ما زلن يأملن في العودة".
ومع ذلك، في أواخر العام الماضي، ضاعفت حركة طالبان من تجاهلها للمرأة من خلال حظر التعليم الجامعي للمرأة.

ولم تعزز هذه الأوامر سمعة طالبان في تجاهلها للنساء والفتيات فحسب، بل أثبتت أيضًا أن طالبان ليس لديها مصلحة في رفاهية أفغانستان كدولة، ولا يمكن لأي بلد أن يتخيل مستقبلًا مزدهرًا بدون فتيات ونساء متعلمات، وأفغانستان (التي تتمتع بأعلى مستوى من الأمية في العالم) تواجه مستقبلًا مظلمًا.

تقول "فطرات": "كما أغلقت حركة طالبان مدارس الفتيات من عام 1996 إلى عام 2001، مما حرم جيلًا من الفتيات من خمس سنوات على الأقل من التعلم والازدهار والتحول إلى ما يردن.. إنه التاريخ يعيد نفسه بأعذار طالبان وأكاذيبها ووعودها الفاشلة، وفي غضون ذلك، تفقد المراهقات في أفغانستان الأمل وبعض أفضل سنوات حياتهن".

تتابع "فطرات": في العام الماضي، قابلت عطيفة البالغة من العمر 16 عامًا والتي قالت، في محاولتها شرح العجز الذي شعرت به: “بالنسبة للفتيات الأفغانيات، الأرض لا تطاق والسماء لا يمكن الوصول إليها”.. بعد عام واحد قالت لي: "لدي سؤال واحد فقط، هل سيتحمل زعماء العالم هذا السؤال إذا تم منع بناتهم من المدرسة؟".

تشدد "فطرات": تحتاج طالبان إلى عكس نظامها الكاره للنساء على الفور ، وإعادة فتح المدارس والجامعات للفتيات والنساء، والتوقف عن مهاجمة مستقبل الفتيات والنساء والبلد.

وبالنسبة لقادة العالم، يجب أن يؤدي سؤال "عطيفة" إلى اتخاذ إجراءات سريعة وعملية وذات مغزى.

وكانت طالبان قد أعلنت خلال الأشهر الماضية عن سلسلة قرارات تتعلق بتقييد حرية المرأة في أفغانستان، بدءا بإغلاق المدارس التعليمية، وصولا إلى مطالبة النساء بتغطية وجوههن بالكامل في الأماكن العامة، وكذلك حرمان المرأة من العديد من الوظائف في القطاع العام ومنعهنّ من السفر دون مَحرم خارج مدنِهن.

وأصدرت قرارا للقنوات التلفزيونية يقضي بتقييد حرية التعبير والصحافة من خلال فرض قيود على الإعلام، حيث اضطرت المئات من المؤسسات الإعلامية إلى إغلاق أبوابها، ما ترك الآلاف من العاملين في المجال الإعلامي بدون عمل.

ومؤخرا اتخذت طالبان تدابير تشمل منعَ النساء الأفغانيات من العمل في المنظمات غير الحكومية الوطنية والدولية في أفغانستان.

ووضعت قيودا أخرى تحد من قدرة النساء والفتيات على ممارسة حقوق الإنسان والحريات الأساسية.


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية