بينهما "حق تقرير المصير".. مجلس حقوق الإنسان يعتمد قرارين لصالح فلسطين
بينهما "حق تقرير المصير".. مجلس حقوق الإنسان يعتمد قرارين لصالح فلسطين
اعتمد مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، في دورته الـ52 التي استكملت أعمالها، الثلاثاء، القرارين الخاصين بفلسطين تحت البند السابع لأجندة المجلس، وفق وكالة أنباء الشرق الأوسط.
وصوتت أغلبية ساحقة للدول الأعضاء على القرارين وهما: المستوطنات الإسرائيلية في الأرض الفلسطينية الواقعة تحت السيطرة الإسرائيلية، بما فيها القدس الشرقية، حيث صوتت 38 دولة لصالحه، وامتنعت 5 دول وهي: الكاميرون، وجورجيا، وليتوانيا، ورومانيا، وأوكرانيا، و4 دول بـ"ضد"، هي: التشيك، والولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، ومالاوي.
أما القرار الثاني وهو حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره فقد صوتت 41 دولة لصالحه، فيما امتنعت 3 دول عن التصويت هي: الكاميرون، وليتوانيا، ورومانيا، و3 دول ضد القرار وهي: التشيك، والولايات المتحدة الأمريكية، والمملكة المتحدة.
وثمنت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية دور الدول والمجموعات، بما فيها الشقيقة، والصديقة، التي تبنت ودعمت وصوتت بالإجماع لصالح القرارات.
وشددت على أن هذا التصويت يشكل رسالة للحكومة الفاشية الإسرائيلية وقياداتها، أن جرائمهم لن تمر دون عقاب، وأن أرض دولة فلسطين الخالية من المستوطنات هي المكان الذي يمارس عليه الشعب الفلسطيني حقوقه غير القابلة للتصرف، وعلى رأسها حق تقرير المصير.
ودعت الوزارة الدول إلى الوفاء بالتزاماتها في مواجهة جرائم إسرائيل، وانتهاكاتها الجسيمة لحقوق الإنسان، معبرة عن رفضها لمواقف الدول التي لم تدعم القرارات وانتقائيتها وسياساتها في الكيل بمكيالين، ومعاييرها المزدوجة، ونفاقها في التعامل مع قضايا حقوق الإنسان، خاصة عندما يتعلق الأمر بضرورة كشف ومساءلة ومحاسبة إسرائيل، على جرائمها.
وقالت إن غياب اتخاذ مواقف وخطوات ضد انتهاكات حقوق الإنسان والتصويت قد فضح هذه الدول بتصويتها السيئ والسلبي وهو نقطة سوداء في سجلها ومواقفها غير المبدئية، ويبين فكرها الحقيقي غير المتسق مع حقوق الإنسان.
وأكدت الخارجية الفلسطينية أن التصويت السيئ هو تشجيع ومشاركة في الجرائم، وتخريب متعمد للنظام الدولي المتعدد الأطراف القائم على القانون.
وأوضحت أن “اعتماد قرارات فلسطين يأتي في وقت يتوجب فيه مواجهة وردع خطط الحكومة الفاشية الإسرائيلية، بما تؤكده هذه القرارات في عدم جواز الاستيلاء على أرض دولة فلسطين بالقوة أو ضم أي جزء منها، وأن نقل سلطات إسرائيل لأجزاء من سكانها المدنيين إلى أرضنا يشكل انتهاكا خطيرا، وجريمة حرب على الدول إدانته، ومساءلة مرتكبيه ومحاسبتهم”.
وأكدت الوزارة أن “الدبلوماسية الفلسطينية ومن خلال بعثتها في جنيف، عملت للحفاظ على الإجماع الدولي على حقوق الشعب الفلسطيني، بما يساهم في حمايتهم، وإنجاز الاستقلال الوطني، ومواجهة منظومة الاستعمار، وتحقيق الحقوق غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني وعلى رأسها تقرير المصير، والعودة للاجئين”.
وطالبت المجتمع الدولي ومؤسساته باتخاذ إجراءات وخطوات واضحة وعملية، في مواجهة الجرائم والإجراءات غير القانونية، وتنفيذ تدابير جادة، بما في ذلك مصادرة الأسلحة وإنفاذ عقوبات جنائية، وضمان المساءلة الكاملة عن جميع أعمال الإرهاب التي يرتكبها المستوطنون الإسرائيليون ومنعها.
ودعتهم لاتخاذ تدابير أخرى لضمان السلامة والحماية للمدنيين الفلسطينيين والممتلكات الفلسطينية، وتمكين جميع ضحايا عنف المستوطنين من الوصول إلى العدالة وسبل الانتصاف الفعال، دون تمييز في الأرض الفلسطينية، بما فيها القدس الشرقية.
وشددت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية على أنه ينبغي على الدول عدم الاعتراف بهذا الواقع المأساوي الذي تفرضه إسرائيل، وعدم تقديم العون أو المساعدة على استدامته، وفرض منظومة من العقوبات، وصولا إلى مساءلتها ومحاسبتها حتى تفكيك هذه النظام الاستعماري والابرتهايد.
كما طلبت دولة فلسطين في القرار الخاص بالمستوطنات، من المفوضة السامية إعداد تقرير عن مدى تنفيذ القرارات السابقة والحالية إلى مجلس حقوق الإنسان في الدورة القادمة.
القضية الفلسطينية
ولا يزال الصراع قائماً بين الإسرائيليين والفلسطينيين، بعد جولات طويلة من المفاوضات التي باءت بالفشل ولم تصل إلى حل بناء الدولتين، والذي أقر عقب انتهاء الحرب العربية الإسرائيلية عام 1967، حيث تم رسم خط أخضر يضم الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية كحدود لدولة فلسطين.
وسيطرت إسرائيل على الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية في عام 1967، وضمت القدس الشرقية لاحقاً في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي، والتي يعيش فيها نحو نصف مليون مستوطن يهودي في مستوطنات يعتبرها معظم المجتمع الدولي غير قانونية، فضلاً عن 300 ألف فلسطيني.
وفي حين تعتبر الدولة العبرية القدس بشطريها "عاصمتها الموحدة والأبدية"، يتطلّع الفلسطينيون لجعل القدس الشرقية عاصمة لدولتهم الموعودة.