ازدياد مخاوف المهاجرين بجزيرة مايوت الفرنسية مع قرب عمليات الترحيل
ازدياد مخاوف المهاجرين بجزيرة مايوت الفرنسية مع قرب عمليات الترحيل
تزداد حدة التوتر في أحياء الصفيح بجزيرة مايوت الفرنسية الواقعة في المحيط الهندي، حيث تعتزم السلطات الفرنسية ابتداء من الاثنين، ترحيل المهاجرين غير الشرعيين إلى بلدانهم الأصلية، وأغلبهم من جزر القمر المجاورة.
وتثير هذه العملية توترا في الأحياء المستهدفة وقد عبرت جمعية الحق في السكن "دال" غير الحكومية عن تنديدها بها، بحسب ما ذكرت وكالة فرانس برس.
والسبت، دعا رئيس جزر القمر غزالي عثماني لمناقشة الملف مع باريس إذ ذكر أنه يؤيد "الحوار" بشأن إعادة أشخاص موجودين بشكل غير قانوني في مقاطعة مايوت الفرنسية المجاورة للأرخبيل، يأتي ذلك بعد تعبيره في وقت سابق عن رفضه التام لاستقبال مهاجرين.
وعلى الرغم من أن الحكومة الفرنسية حددت موعدا دقيقا لبدء عملية "وامبوشو" التي تقدم بها وزير الداخلية وأراضي ما وراء البحار الفرنسي جيرالد دارمانان، فإن هناك حوالي 1800 فرد من عناصر الشرطة والدرك المتمركزين في جزيرة مايوت.
وقال المتحدث باسم حكومة موروني حميد مسعيدي، الجمعة، إن "جزر القمر لا تنوي استقبال المطرودين بالعملية التي خططت لها الحكومة الفرنسية في مايوت".
من جهته، قال وزير الداخلية القمري فكر الدين محمود، السبت، إن "حكومتي أعلنت موقفها بوضوح: لن تقبل بعمليات الطرد".
لكنه أعلن في وقت لاحق أنه يواصل المناقشات مع فرنسا وأنه تحدث في اليوم السابق مع دارمانان، قائلا: "أجريت مناقشة جيدة مع نظيري الفرنسي، في هذه المرحلة لا يمكننا التحدث عن اتفاق".
الهجرة إلى مايوت
ويحاول الكثير من المهاجرين الأفارقة ومهاجرين من جزر القمر كل عام الوصول بشكل غير نظامي إلى الأرخبيل الذي يعدّ نصف سكّانه من الأجانب.
وتقع جزيرة أنجوان التابعة لجزر القمر على بعد 70 كيلومتراً فقط من جزيرة مايوت.
منذ عام 2019، عزّزت الدولة الفرنسية بشكل كبير وسائلها لمكافحة هذه الهجرة غير النظامية، خصوصاً عبر نشر سفن اعتراضية في البحر وفرض مراقبة جوية.
وفي زيارة إلى مايوت في ديسمبر الماضي، أعرب وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان عن رغبته في تعزيز وسائل المكافحة بشكل أكبر.
في عام 2021، أُلقي القبض على 6355 مهاجراً و324 مهرّباً، وفقاً للسلطات الفرنسية.
لا توجد إحصاءات موثوقة بشأن الوفيات الناجمة عن هذه الرحلات المحفوفة بالمخاطر، لكن تقريرا صادرا عن مجلس الشيوخ الفرنسي نُشر في أوائل العقد الأول من القرن الحالي قدّر عدد ضحايا هذه الرحلات بنحو ألف قتيل كل عام.