تقارير تؤكد تراجع أعداد الطيور في العالم 48% جراء التلوث والكوارث البيئية
في اليوم العالمي للطيور المهاجرة..
تقع المياه وأهميتها للطيور المهاجرة -فضلا عن التهديدات المتزايدة لنوعية المياه وكميتها- في صميم اليوم العالمي للطيور المهاجرة لهذا العام، في إطار حملة عالمية لزيادة الوعي بالطيور المهاجرة والحاجة إلى التعاون الدولي للحفاظ عليها.
قال الأمين التنفيذي لاتفاقية الحفاظ على الطيور المائية المهاجرة الإفريقية والأوروبية والآسيوية (AEWA)، جاك تروفيليز، في مقابلة مع الموقع الرسمي لأخبار الأمم المتحدة: "الماء ضروري للحفاظ على الحياة على كوكبنا.. إن الأزمة الحالية التي نشهدها فيما يتعلق بتوافر المياه لا تؤثر على البشر فحسب، بل تؤثر أيضا على غالبية الكائنات الحية، بما في ذلك الطيور".
وأضاف: ترتبط العديد من الطيور بالمياه كموائل، كأماكن للعيش أو لقضاء موسم التكاثر والشتاء وخاصة الطيور المائية، مثل البط وطيور النحام وطيور الرمل.
وأعرب المسؤول الأممي عن أسفه قائلا: "لسوء الحظ، مع تغير المناخ والضغط المتزايد على الموارد المائية في بعض مناطق الكوكب، تتقلص الأراضي الرطبة.. وللأسف الطيور لديها موائل أقل للعيش فيها وعددها آخذ في التناقص".
وأضاف: "في الوقت نفسه، عندما يتم تقليل هذه الموائل، يكون لدينا أيضا تركيز أعلى من الطيور، وفي العامين الماضيين شهدنا تفشي إنفلونزا الطيور في العديد من الأماكن التي لها أيضا تأثير على الاقتصاد".
النظم الإيكولوجية المائية تحت التهديد
يقول "تروفيليز": "اختفت 35% من الأراضي الرطبة في العالم، وهي ضرورية للطيور المهاجرة، في السنوات الـ50 الماضية.. على سبيل المثال بحيرة الملح الكبرى في ولاية يوتا، أكبر بحيرة مالحة في نصف الكرة الغربي، يستخدمها أكثر من مليون طائر ساحلي، معرضة لخطر الاختفاء في غضون 5 سنوات".
وتابع: "في حوض أمور هيلونج في آسيا، يعمل تغير المناخ على تضخيم تأثير تدمير الموائل من خلال استنفاد النظم الهيدرولوجية الطبيعية وحرمان الطيور المهاجرة من محطات التوقف الحيوية ومواقع التكاثر".
بالإضافة إلى ذلك، تكشف التقارير الأخيرة أن 48% من أنواع الطيور في العالم تشهد انخفاضا في أعدادها.
مثال آخر، هو بحيرة "آرال"، الذي تتقاسمه كازاخستان وأوزبكستان، كانت ذات يوم رابع أكبر بحيرة في العالم، وتعتبر على نطاق واسع واحدة من أسوأ الكوارث البيئية المتعلقة بالمياه على هذا الكوكب، وقال "تروفيليز": "ربما يفكر الجميع في صور هذه القوارب الملقاة على الرمال دون رؤية الماء مرة أخرى".
وتابع: "كانت العواقب وخيمة على المجتمعات التي تعيش حول البحيرة، ولكن أيضا على الطيور المهاجرة، التي فقدت مصادر غذائية مهمة ونقطة توقف مهمة للغاية خلال رحلتها".
وقال: "لذلك نرى هذه الأراضي الرطبة تتقلص".
وفي منطقة الساحل أيضا، وهي منطقة شاسعة شبه قاحلة في إفريقيا، أدت فترات طويلة من الجفاف وإزالة الغابات والرعي الجائر إلى تدهور التربة وفقدان الغطاء النباتي، مما يهدد بقاء السكان المحليين والحياة البرية، بما في ذلك الطيور المهاجرة.
قال "تروفيليز": "كانت بحيرة تشاد واحدة من أهم الأراضي الرطبة في إفريقيا في عام 1960، وكانت تستضيف الكثير من الطيور المهاجرة خلال فترة الشتاء من نصف الكرة الشمالي، وبالتالي كان لدينا الملايين من البط وطيور الرمل التي تعيش حول البحيرة.. ولكن في غضون 70 عاما، فقد 90% من مساحتها ما قلل من الموارد المائية للمجتمعات المحلية والعديد من الطيور المهاجرة".
وقال "تروفيليز" إن دراسة حديثة تتنبأ بأن منطقة جنوب غرب إفريقيا، ستعاني من أزمات مياه كبيرة للغاية، ناهيك بالطبع عن الشرق الأوسط أو المخاوف بشأن النيل، "لذلك نرى أنها ظاهرة عالمية حقا".
التلوث البلاستيكي
تؤثر جودة المياه تأثيرا مباشرا على وفرة وتنوع الأغذية التي تحتاجها الطيور المهاجرة للبقاء على قيد الحياة، وتلوث المياه سيجعل المياه غير صالحة للاستهلاك، سواء للطيور أو البشر.
على سبيل المثال، "يؤثر التفريغ الطوعي للمنتجات البترولية في الخارج على الطيور والطيور المائية".
كما يلوث البلاستيك والمواد الكيميائية السامة وغيرها من الملوثات الأنهار والبحيرات والمحيطات، ما يؤثر بشكل مباشر وغير مباشر على الطيور المهاجرة.
يقول "تروفيليز": "نرى المزيد من الطيور تبتلع هذه المواد البلاستيكية وتموت منها.. لدينا في كثير من الحالات طيور القطرس أو أنواع الطيور الأخرى التي تصبح حساسة للغاية لهذا التلوث البلاستيكي".
اليوم العالمي
اليوم العالمي للطيور المهاجرة هو دعوة دولية للعمل من أجل حماية الطيور المهاجرة، التي غالبا ما تمتد نطاقاتها إلى بلدان متعددة وتواجه العديد من التهديدات المختلفة في جميع أنحاء العالم.
ويهدف اليوم العالمي للطيور المهاجرة (WMBD) إلى زيادة الوعي بالطيور المهاجرة والقضايا المتعلقة بالحفاظ عليها، وتسلط الحملة الضوء على أهمية التعاون الدولي وتشجع الإجراءات الوطنية والمحلية لحماية الطيور المهاجرة وموائلها.
ويتم تنظيم هذه الحملة السنوية من قبل اتفاقية حفظ الأنواع المهاجرة من الحيوانات البرية (CMS)، واتفاقية الحفاظ على الطيور المائية المهاجرة الإفريقية والأوروبية والآسيوية (AEWA)، والبيئة للأمريكتين (EFTA) وشراكة مسارات الطيران في شرق آسيا وأستراليا (EAAFP).