منتزه الشيخ زايد بتعز.. شاهد على جرائم ميليشيات الحوثي في اليمن (صور)

لوحة فنية ساحرة رُسمت في ثمانينيات القرن الماضي في أعلى جبل صبر بمدينة تعز الواقعة جنوب غرب اليمن، كانت على مدى سنوات متنفسا ورئة تنبض بالحياة لجميع أهالي تعز وما حولها، إلى أن بات حالها كحال كل اليمن الآن.

وكما ضرب الانقلاب الحوثي على الشرعية عام 2014 استقرار البلاد، وجلب الخراب على كل شبر في اليمن، وصلت أيادي الحوثيين العابثة إلى "منتزه الشيخ زايد" فدمرته، وأتت على جماله فبهتته، وتسربت لأوراق أشجاره فأسقطتها، فتحول المنتزه من لوحة فنية إلى بقايا متناثرة، تشهد على ما فعله المجرمون بحق الحياة وحق المواطنين.

.

مبنى ضخم على 3 طوابق

ويتكون المتنزه من مبنى ذي ثلاثة طوابق يضم 16 شاليها سياحيا موزعة على مرتفعين، وتصل مساحة كل شاليه منها إلى 80 مترا مربعا ومطعم بمساحة 400 متر مربع، ويحتوي على كافتيريا ومخازن ومطابخ وصالونات مع مبنى الإدارة وصالة البهو وغيرها.

ويضم المتنزه 24 غرفة في الدور الأول، كما يضم جناحا لكبار الضيوف، مكون من مجلسين كبيرين ومطبخا وخدمات ومواقف سيارات خارجية ونافورات مياه.

وتعرضت كل مكونات المتنزه للنهب على أيدي الميليشيات الحوثية، والتي حولته إلى ثكنة عسكرية تدير من خلالها عملياتها الحربية في جبل صبر، قبل أن تنسحب منه وتستهدفه بقذائف الدبابات والمدفعية الثقيلة بشكل شبه يومي، حتى ألحقت به أضرارا كبيرة.

وبحسب أهالي المنطقة، فقد أغلقت عناصر جماعة الحوثي عند سيطرتها على جبل صبر، المنتزه ومنعت السكان من دخوله أو الاقتراب منه، كما شرعت في عملية نهب كاملة، وذلك قبل أن تحوله إلى مقر لإدارة عملياتها العسكرية وتخزين الأسلحة والذخائر.

كيف بُني المتنزه

كانت مدينة تعز تفتقر للمتنزهات عندما زارها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، في منتصف الثمانينيات من القرن الماضي وأعجب بجمالها، فقرر أن بناء هذا المتنزه على نفقته الخاصة.

وخصص الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لبناء المتنزه منحة كريمة لتشييده مخلدا اسمه في قلوب أبناء المدينة حتى الآن، وجرى متابعة تنفيذ المشروع بناء على أوامر الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، وبلغت التكلفة الكلية للمتنزه 25 مليونا و316 ألف درهم.

تحرير المنتزه

في 15 أغسطس 2015 حققت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية تقدمات كبيرة وتم تحرير مناطق واسعة من مدينة تعز، إضافة إلى مديريتي مشرعة وحدنان وصبر الموادم من ضمنها منتزه الشيخ زايد وطرد المليشيات منها،  ليتمكن المواطنون من الدخول إليه مره أخرى على أمل أن يستعيد هو  باقي المناطق التي دمرتها ميليشات الحوثي، جمالهم ورونقهم وبهجه زائريهم، في بلد كان يعرف بـ"السعيد".