من الخياطة إلى الجحيم.. شهادات مؤلمة لضحايا الاتجار بالبشر في الهند
من الخياطة إلى الجحيم.. شهادات مؤلمة لضحايا الاتجار بالبشر في الهند
رغم القوانين الصارمة في الهند، لا يزال الاتجار بالشابات لأغراض الاستعباد الجنسي يمثل آفة اجتماعية، حيث تلجأ عائلات عديدة إلى بيع بناتها مقابل مبالغ مالية زهيدة.
في عام 2022، أظهرت إحصاءات وزارة الداخلية تسجيل 2250 ضحية لهذه الجرائم، واعتقال أكثر من 5800 مشتبه بهم، إلا أن تطبيق القوانين يظل بعيدًا عن إنهاء هذه المأساة، وفق فرانس برس.
مركز للاتجار بالبشر
تعد ولاية البنغال الغربية من أبرز مراكز الاتجار بالبشر في الهند، إذ تسجل الولاية فقدان أكثر من 50 ألف شابة، غالبيتهن قاصرات، ويتم استغلال هؤلاء الفتيات إما في العمل القسري أو في شبكات الدعارة، مثل زارين وعائشة، شابتين بيعتا لأغراض الاستغلال الجنسي مقابل بضعة آلاف من الدولارات، لتعيشا تجربة مريرة من الألم والانتهاكات قبل أن تتمكنا من الهروب.
قصص مؤلمة
كانت زارين، ذات الستة عشر عامًا، تعمل في ورشة خياطة في كالكوتا عندما أخبرها والداها بترتيب زواج لها، حاولت رفض الفكرة، لكنهما أرسلاها إلى كشمير، حيث وجدت نفسها تحت رعاية رجل مجهول، لاحقًا اكتشفت أن عائلتها باعتها لهذا الرجل، لتتعرض لسلسلة من الاعتداءات، لكنها نجحت في النهاية بالفرار، كذلك، تعرضت عائشة لتجربة مشابهة؛ إذ وعدتها امرأة بوظيفة أفضل، لكن بمجرد وصولها إلى الهند، وُضعت تحت الإكراه للعمل في حانة، حيث تعرضت لاعتداءات متكررة قبل أن يساعدها أحد الجيران على الهروب.
مواجهة الاتجار بالبشر
على الرغم من التقدم الذي تشير إليه التقارير الدولية، تظل مكافحة الاتجار بالبشر في الهند تواجه تحديات كبيرة، حيث يلفت تقرير وزارة الخارجية الأمريكية إلى استغلال ملايين الأشخاص، خاصة من خلال زيجات مدبرة أو وعود كاذبة بالتوظيف، كما تشير التقارير إلى أن عائلات الضحايا غالبًا ما ترفض تقديم الشكاوى خشية "وصمة العار"، مما يجعل بعض الحالات غير مسجلة.
غياب الدعم وإعادة الأمل
ترى بالابي غوش، مؤسسة منظمة "إمباكت دايلوغ فاوندايشن"، أن قسما كبيرا من ضحايا الاتجار في الهند لا يحصلون على الدعم اللازم بسبب خوف عائلاتهم من الفضيحة، كذلك تعزو بيناكي سينها من منظمة "سانلاب" سبب بيع العديد من الشابات إلى الديون التي تثقل كاهل الأسر ما يدفعها لتقديم بناتها كسبيل لتسديدها.
أحلام لم تمت بعد
رغم هذه التجارب الأليمة، تبقى الناجيات مصممات على بناء مستقبل أفضل، حيث تعبر عائشة، التي تحلم بأن تصبح خبيرة تجميل، عن رغبتها في نسيان ما عانته وأن تكون قادرة على الاعتماد على نفسها.