المدن الذكية في الإمارات.. نحو بيئة ومناخ صحي متطور

المدن الذكية في الإمارات.. نحو بيئة ومناخ صحي متطور

تشهد الإمارات العربية المتحدة ثورة تقنية في مجال العمران والتخطيط الحضري، حيث تراهن على استدامة البيئة وتطوير مناخ صحي يعزز رفاهية سكانها، وتعتبر المدن الذكية أحد أبرز المبادرات التي تتبناها الدولة بهدف تحقيق هذا الهدف النبيل.

وتجربة الإمارات في إنشاء المدن الذكية تشتمل على الاستفادة الشاملة من التكنولوجيا الحديثة لتحسين جودة الحياة وتقديم الخدمات بشكل أكثر كفاءة، وتُعَدُّ المدن الذكية بمثابة منظومات حضرية متكاملة تعتمد على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات (تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي) لتحسين أداء البنية التحتية وتحقيق التنمية المستدامة.

وتصدرت أبوظبي ودبي منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مؤشر المدن الذكية لعام 2021، ويصدر هذا التصنيف عن المعهد الدولي للتنمية الإدارية، بالشراكة مع جامعة سنغافورة للتكنولوجيا والتصميم، ويُقيّم تصور المقيمين في كلّ مدينة حول الخدمات الذكية المُتاحة والبُنى التحتية، ويغطي المؤشر 5 محاور رئيسية، وهي: الصحة والسلامة، والتنقل، والأنشطة، الفرص، والحوكمة.

يصدر مؤشر المدن الذكية عن المعهد الدولي للتنمية الإدارية في سويسرا بالتعاون مع جامعة سنغافورة للتكنولوجيا والتصميم.     

تقدم المدن الذكية في الإمارات مجموعة واسعة من المزايا، من بينها نظم ذكية لإدارة النقل والمرافق العامة، وتوليد الكهرباء المتجددة، وإدارة النفايات بطرق صديقة للبيئة، كما تعمل على تعزيز الشفافية وتوفير الخدمات الحكومية الإلكترونية، وتحقيق المشاركة الاجتماعية والتواصل المستمر بين سكانها.

وتعد المدن الذكية في الإمارات أحد الأمثلة الملهمة على كيفية تعزيز البيئة وتحقيق مناخ صحي يسهم في رفاهية السكان وجودتهم في الحياة، وتمهد تلك المدن الطريق لإمكانيات جديدة وفرص مستدامة، حيث تعكس توجه الإمارات نحو المستقبل ورؤيتها الرائدة في الاستدامة والتكنولوجيا.

أفضل 7 مدن ذكية في العالم - المستقبل الاخضر

ما المدينة الذكية المستدامة؟

وفقاً للاتحاد الدولي للاتصالات (ITU) المدينة الذكية المستدامة هي مدينة مبتكرة تستخدم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لتحسين نوعية الحياة، وكفاءة العمليات والخدمات الحضرية، والقدرة على المنافسة، وتلبي في الوقت ذاته احتياجات الأجيال الحالية والقادمة فيما يتعلق بالجوانب الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، والثقافية. 

في عام 2016، أطلق الاتحاد الدولي للاتصالات (ITU) مبادرة متحدون من أجل مدن ذكية مستدامة، هي واحدة من مبادرات الأمم المتحدة يتولى تنسيقها الاتحاد ولجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأوروبا (UNECE) وبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (UN-Habitat) وغيرهم من الشركاء العالميين من أجل تحقيق الهدف 11 من أهداف التنمية المستدامة، وهي جعل المدن والمستوطنات البشرية شاملة للجميع وآمنة وقادرة على الصمود ومستدامة.   

تعمل المبادرة U4SSC كمنصة عالمية للدعوة إلى تبني سياسة عامة تشجع استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لتسهيل وتيسير الانتقال إلى المدن الذكية المستدامة. 

وضعت مبادرة (U4SSC) مجموعة من مؤشرات الأداء الرئيسية (KPI) بشأن المدن الذكية المستدامة بهدف إرساء المعايير لتقييم إسهامات تكنولوجيات المعلومات والاتصالات في جعل المدن أكثر ذكاءً وأكثر استدامةً، وبهدف تزويد المدن بالوسائل التي تسمح لها بالتقييم الذاتي، وبالتالي تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وتقوم حالياً أكثر من 50 مدينة حول العالم بتنفيذ هذه المؤشرات.     

ويوثق تقرير الوضع الراهن للمدن والمباني المستدامة في المنطقة العربية 2017 (PDF 26.36 MB) نتائج دراسة إقليمية للوضع الراهن للمدن المستدامة في المنطقة العربية، ويشمل التقرير مراجعة إقليمية لـ12 بلداً تعرض سياسات ومبادرات ودراسات حالات رئيسة تدعم كفاءة استخدام الموارد على مستوى المدن في المنطقة.

توجو تطلق مشروعًا لإنشاء 10 مدن ذكية في إطار مكافحة تغير المناخ - بوابة  الأهرام

المدن الذكية والمناخ

علق رئيس الإدارة المركزية للبساتين والمحاصيل الزراعية في مصر المهندس محمود عطا، بقوله، إن المدن الذكية لديها القدرة على تحقيق التنمية المستدامة وتحسين المناخ بطرق عدة، فيمكن للمدن الذكية استخدام مصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية والرياح لتوليد الكهرباء، هذا يقلل من انبعاثات الكربون ويحسن جودة الهواء، وكذلك التحكم الذكي في الإضاءة والتدفئة، ويمكن استخدام تقنيات التحكم الذكي لتوفير الطاقة في استهلاك الكهرباء للإضاءة والتدفئة في المباني، ما يقلل من استهلاك الطاقة ويحسن كفاءة الطاقة.

وأضاف في تصريحات خاصة لـ"جسور بوست"، يمكن استخدام تقنيات المراقبة الذكية والتحكم في استخدام الماء للحفاظ على الموارد المائية وتقليل الهدر على سبيل المثال، يمكن استخدام أنظمة الري الذكية لتحديد احتياجات النباتات بالماء وتوفير كميات مائية أقل، ويمكن تحسين نظام النقل في المدن الذكية بواسطة تطبيق تقنيات النقل الذكي، مثل استخدام التطبيقات لمشاركة السيارات وجدولة الرحلات بكفاءة للحد من الازدحام وانبعاثات الغازات الضارة.

واستطرد، يمكن استخدام تقنيات إدارة النفايات الذكية لتحسين عمليات جمع وإعادة تدوير النفايات، وبالتالي تقليل الكمية المرمية في المدن وتحسين صحة البيئة، يجب على المدن الذكية تشجيع التوعية والتعليم بين سكانها حول أهمية الممارسات المستدامة وكيفية المساهمة في حماية البيئة وتحسين المناخ.

وأتم، باستخدام هذه الاستراتيجيات وتقنيات أخرى، يمكن للمدن الذكية العمل على تحقيق التنمية المستدامة وتحسين جودة الحياة بشكل عام.
 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية