الأمم المتحدة تنفذ مجموعة من المبادرات الإنمائية في مدغشقر
الأمم المتحدة تنفذ مجموعة من المبادرات الإنمائية في مدغشقر
يستفيد أكثر من مليون شخص في جنوب دولة مدغشقر، التي تعاني الجفاف، من مجموعة من المبادرات الإنمائية التكميلية للأمم المتحدة التي يجري تنسيقها من أجل إحداث تأثير أكبر، بحسب ما ذكر المنسق المقيم للأمم المتحدة في مدغشقر، عيسى سانوغو.
وقال "سانوغو": "منذ وصولي إلى مدغشقر كمنسق مقيم للأمم المتحدة في نهاية عام 2020، تعرضت البلاد لأعاصير غير مسبوقة وشهدت أشد موجة جفاف منذ 40 عاما".
وأضاف: "إلى جانب الظواهر الجوية المتطرفة الأخرى، تسبب الجفاف في انتشار الجوع على نطاق واسع ودفع الآلاف إلى ظروف تشبه المجاعة، وفي جنوب البلد، حيث الأراضي قاحلة والأسر المعيشية أكثر اعتمادا على الزراعة البعلية، فإن مشكلة سوء التغذية حادة بشكل خاص".
وأوضح "سانوغو": "لا تعاني المحاصيل من نقص المياه فحسب، بل تضررت أيضا بسبب الرياح العاتية التي تهب التربة السطحية الخصبة.. في ظل هذه الظروف، تكافح المجتمعات لزراعة المواد الغذائية الأساسية، بما في ذلك الذرة".
تحسين التغذية
وقال "سانوغو": "في العام الماضي، وبفضل هطول الأمطار الكافية نسبيا وزيادة المساعدات الإنسانية من فريق الأمم المتحدة القطري وشركائنا تحسن الأمن الغذائي والتغذية في جنوب مدغشقر، واستفاد ما يقرب من 1.1 مليون شخص من استجابتنا الإنسانية متعددة القطاعات في مجالات التغذية والأمن الغذائي وسبل العيش والمياه والصرف الصحي والنظافة والتعليم والصحة والحماية والتحويلات النقدية".
وفي عام 2022، لم يتم تصنيف أي منطقة على أنها تواجه حالة طوارئ غذائية، مقارنة بخمس مناطق في العام السابق، ولكن التعجيل بالتعافي من الجفاف ومعالجة هذه الآثار طويلة الأجل في مختلف أنحاء المنطقة يتطلبان أكثر من مجرد المساعدات الطارئة وحدها.
ولهذا السبب، وإلى جانب الجهود الإنسانية المستمرة، يعمل فريق الأمم المتحدة القطري معا لمساعدة المجتمعات في جميع أنحاء المنطقة على بناء قدرة أكبر على الصمود في مواجهة آثار الجفاف والاستعداد للصدمات المناخية المستقبلية.
واضطلع مكتب المنسق المقيم بدور رئيسي في التشجيع على زيادة تكامل تدخلات الوكالات، المساعدة في زيادة أوجه التآزر وتعزيز تأثير التعاون.
وقال "سانوغو": "في إبريل من هذا العام، زرت المنطقة لأرى كيف تؤثر جهودنا المشتركة على المجتمعات على أرض الواقع".
الوقاية هي المفتاح
وأضاف "سانوغو" "في موقع لتوزيع الأغذية في مارواليمبوتي، يديره برنامج الأغذية العالمي، رأيت مدى أهمية تدابير الوقاية المتكاملة لمعالجة مسألة سوء التغذية، وبالإضافة إلى توفير توزيعات عامة للأغذية لتلبية الاحتياجات الغذائية العاجلة للأسر الأكثر ضعفا في المنطقة، يستخدم برنامج الأغذية العالمي نفس الموقع لإجراء عمليات الفحص وعقد جلسات الدعم الغذائي والتوعية التي تستهدف الأطفال والنساء الحوامل والمرضعات".
وتابع: "في إحدى البلدات المجاورة، زرت مركزا صحيا متكاملا، حيث قامت الممرضات المدربات من قبل اليونيسف بفحص الأطفال للكشف عن سوء التغذية.. ويقدم المركز مجموعة كاملة من التدخلات التغذوية عالية التأثير، وبدعم من صندوق الأمم المتحدة للسكان ومنظمة الصحة العالمية، يقوم بأنشطة وقائية وعلاجية ودعوية بشأن قضايا صحية أخرى، ما يعود بالنفع على المجتمع بأسره".
وأضاف: "في مدرسة قريبة، تعاونت اليونيسف مع الحكومة والقطاع الخاص لتركيب نظام لتحلية المياه يعمل بالطاقة الشمسية لتوفير المياه الصالحة للشرب للمركز الصحي المتكامل والمدرسة وبقية المجتمع.. وينشط برنامج الأغذية العالمي في نفس المدرسة من خلال برنامجه للتغذية الذي يشجع على المواظبة على الدراسة والأداء، وكلاهما من تدابير الوقاية الرئيسية".
الأكل بكرامة
وفي نفس البلدية، يساعد تدخلان لمنظمة الأغذية والزراعة (الفاو) على زيادة قدرة الأسر الضعيفة على إنتاج الأغذية من خلال ممارسة الزراعة المستدامة.
بفضل هذه التدخلات، تلقت جمعيات المزارعين في البلدية بذورا وأدوات مقاومة للجفاف وتدريبا على الممارسات الزراعية الذكية مناخيا.
وبالإضافة إلى ذلك، يوفر نظام الري قطرة قطرة الذي يعمل بالطاقة الشمسية، والذي طورته منظمة الأغذية والزراعة، إمكانية الحصول على المياه على مدار السنة، ما يمكن الأسر من زراعة ما يكفي لاستهلاكها الخاص وفائض لبيعه في السوق المحلية وحفظه كبذور.
قال بعض الأسر التي التقيت بها في البلدية إنه خلال ذروة الأزمة، كان لديهم في بعض الأحيان الصبار فقط كوجبة يومية، ولكن الآن، وبفضل المحاصيل الأقوى، أصبح لديهم ما يكفي من الطعام "بكرامة" ويمكنهم حتى تحمل وجبتين في اليوم.
التعاون في بناء القدرة على الصمود
تتعاون الوكالات بطرق أخرى لبناء المرونة الاقتصادية التي تؤدي إلى نتائج أفضل للتغذية والأمن الغذائي، فعلى سبيل المثال، يقدم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، في تعاونية التنمية المتكاملة التي زرناها، التدريب والمعدات اللازمة لتحديث زراعة وتجهيز نبات السيزال لإنتاج الحرف اليدوية للبيع.
وفي نفس الموقع، قدم الصندوق الدولي للتنمية الزراعية وبرنامج الأغذية العالمي لأعضاء التعاونيات الأدوات والمعرفة اللازمة لمعالجة النباتات الأخرى وتحويلها إلى منتجات غير قابلة للتلف، بما في ذلك استخدام المنيهوت لإنتاج الدقيق، وصنع المربى من الصبار، والصابون العضوي مع الصبار أو الصبار أو غيرها من المستخلصات.
النهج المتكامل "أفضل استجابة"
وقال "سانوغو": "هناك تحديات هائلة تنتظر المجتمعات المحلية في جنوب مدغشقر، لكنني مقتنع أيضا بأن نهجنا المتكامل بشكل متزايد هو أفضل استجابة لنا للمشاكل متعددة الأبعاد لسوء التغذية وانعدام الأمن الغذائي.. بمعزل عن غيرها، سيكون لهذه التدخلات -التي تتراوح بين توزيع الأغذية وعلاج سوء التغذية الحاد الوخيم إلى اعتماد الممارسات الزراعية للتكيف مع تغير المناخ وتوليد الطاقة المستدامة- تأثير إيجابي ولكنه محدود".
وأضاف: "ولكن من خلال العمل معا وبناء أوجه التآزر عبر فريق الأمم المتحدة القطري، فإننا نحقق نتائج أكثر ديمومة ونوفر للمجتمعات في جميع أنحاء المنطقة الأدوات التي تحتاج إليها للتعافي بمرونة".