ما بين الإبهار وحقوق الإنسان.. من سينتصر في معركة "أولمبياد بكين"؟
ما بين الإبهار وحقوق الإنسان.. من سينتصر في معركة "أولمبياد بكين"؟
كتبت: مروة بدوى
جاء حفل افتتاح الألعاب الأولمبية، الجمعة، مبهرا إلى حد بعيد، رغم جائحة كورونا، حيث أقامت بكين حفلاً ضخماً أعاد للأذهان حفل عام 2008، لتكون بكين أول مدينة تستضيف كلا النسختين من الألعاب الأولمبية الشتوية والصيفية.
واحتضن ملعب بكين الوطني المعروف بعش الطائر فعاليات الافتتاح حيث أضيئت الشعلة الأولمبية لتعطي إشارة البدء لهذه الدورة، بحضور عدد كبير من الرؤساء والوفود السياسية، وتقدمت وفود 91 دولة مشاركة في الأولمبياد الموكب، بداية من اليونان كأول دولة مضيفة للأولمبياد في التاريخ، وصولا إلى الصين التي أنهت الموكب باعتبارها الدولة المضيفة، وفقا للتقاليد الأولمبية.
وانتشرت مقاطع فيديو من حفل الافتتاح والتي عكست أقصى توظيف للتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي على المسرح الرئيسي داخل الملعب مع العروض الراقصة على نغمات الموسيقى المستوحاة من التراث الصيني والألعاب النارية التي أنارت سماء المدينة وحولت ظلمة الليل إلى نهار مشرق.
تكوينات الجليد الافتراضي غطت الملعب ثم تفكك مكعب جليدي منها وانبثق شعار الأولمبياد أو الحلقات الخمس المتشابكة التي ترمز إلى اتحاد القارات الخمس.
ويصادف افتتاح هذه الدورة الشتوية من الأولمبياد السنة القمرية الجديدة واحتفالات الصين ببداية فصل الربيع، الذي يعني حياة جديدة في اعتقاد الشعب الصيني.
وسط هذه الأجواء المدهشة في نصف الكرة الأرضية الشمالي، ما زالت الصين تواجه انتقادا حول انتهاكات حقوق الإنسان والمخاوف من انتشار كورونا داخل الأولمبياد بجانب مقاطعة دبلوماسية وخاصة من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا.
"عالم واحد، عائلة واحدة" هذه هي فكرة الافتتاح الأساسية، لكن يبدو أنها مجرد كلمات لا يصدقها المجتمع الدولي، حيث تظاهر 5 آلاف شخص من التبت أمام مقر اللجنة الأولمبية الدولية (CIO) في لوزان بسويسرا عشية حفل افتتاح، للاحتجاج على تنظيم دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين، والتي أطلقوا عليها ألعاب العار، وسط دعوات بالمقاطعة لوقف انتهاكات حقوق الإنسان في التبت.
وأيضا تمثل قضية الأويغور نقطة سوداء أخرى في ملف الصين الحقوقي، حيث تفرض الحكومة قبضة حديدية أمنية على الإقليم الذي تعيش فيه أقلية الأويغور المسلمة، وتتهم الدول الغربية الصين بارتكاب إبادة جماعية للأويغور.
وبسبب الرقابة الإلكترونية الشديدة من قبل الحكومة الصينية حذر مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي، الفرق الرياضية المشاركة في الأولمبياد من اصطحاب هواتفهم المحمولة الشخصية أثناء الفعاليات حتى لا تتعرض للقرصنة الإلكترونية.
وأيضا استنكر عدد من الرياضيين قرار إقامة الأولمبياد في بكين منهم المتزلج البريطاني كينورثي الذي قال إن الدول ذات التاريخ السيئ في مجال حقوق الإنسان يجب ألا تستضيف دورة الألعاب.
وهناك وجه آخر للقضايا الحقوقية يتعلق بتغير المناخ والبيئة، حيث أسست الصين ملاعب ومنتجعات كبيرة للتزلج ومغطاة بثلوج اصطناعية داخل دولة ذات مناخ شبه جاف.
وسط توقعات البعض بإقامة واحدة من أكبر الدورات الأولمبية في التاريخ، يرفض البعض الآخر نظام الصين القمعي الذي لا يحترم حقوق الإنسان ويراهن على فشل هذه النسخة من الأولمبياد.. وعلينا الانتظار إلى نهاية الفعاليات لمعرفة من سينتصر في تلك المعركة.