الحرب تشتعل بين مارك زوكربيرج وإيلون ماسك.. وخبراء: تؤثر في الاقتصاد العالمي

في عالم التكنولوجيا والتواصل الاجتماعي المتقدم، يشتعل الصراع بين قادة الصناعة الكبرى الذين يسعون إلى الابتكار والتفوق، واحدة من هذه الصراعات المشتعلة حاليًا هي بين مارك زوكربيرج، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة ميتا، وإيلون ماسك، الملياردير ورائد الأعمال الشهير والمؤسس المشارك لشركات مثل تسلا وسبيس إكس. 

يتركز هذا الصراع حول التطبيقات الاجتماعية المبتكرة، حيث يحاول كل من زوكربيرج وماسك لفت انتباه المستخدمين والمستثمرين إلى تطبيقاتهما الجديدة في محاولة للتغلب على تويتر الشهيرة والتدرج بالقوة إلى الصدارة. 

مارك زوكربيرج، الذي يعتبر واحدًا من رواد الاجتماعيات، يسعى الآن إلى الاستحواذ على سهم من سوق تويتر عن طريق إطلاق تطبيق يحمل اسم "ثريدز". 

هذا التطبيق من المقرر أن يكون منصة للنقاشات المفتوحة حيث يتمتع المستخدمون بالقدرة على الانضمام إلى نقاشات عامة حول مواضيع متنوعة، من تحديد مواقعهم الجغرافية واهتماماتهم الشخصية، يمكن للمستخدمين الانتقال بين المواضيع والانخراط في المحادثات.

من جهة أخرى، يقوم إيلون ماسك بشن هجومٍ على تويتر من خلال تطبيقه الجديد "جوجبت" (GPTGO)، وهو محرك بحث يجمع بين محتوى جوجل وقدرات ذكاء اصطناعي من نموذج جي بي تي (GPT) الناجح. 

يهدف "جوجبت" إلى تحسين تجربة البحث للمستخدم من خلال توفير إجابات دقيقة وشاملة عبر واجهة الدردشة، وهو يستخدم الذكاء الاصطناعي لتحسين استجاباته وتوفير معلومات مفيدة للمستخدمين. 

ومن المتوقع أن نشهد مزيدًا من الصراع والتنافس بين هاتين الشركتين الضخمتين، وعلى الرغم من أنه لا يمكن التنبؤ بنتائج الصراع المستقبلي بين مارك زوكربيرج وإيلون ماسك، فإن هذا السباق يشير إلى التوجه المستمر نحو التطور والابتكار في عالم التكنولوجيا وصناعة الشبكات الاجتماعية. 

لذا، سيبقى الجمهور في انتظار المزيد من المفاجآت والتطورات المثيرة في هذا الصراع المثير. 

لم يمر يوم على تدشين أبلكيشن "ثريدز" حتى تفاخر رئيس شركة "ميتا" مارك زوكربيرغ، بعدد الأشخاص الذين تهافتوا على الاشتراك في تطبيقه الجديد، الذي أعلن عنه، الخميس الماضي، متجاهلا إعلان الشركة المنافسة "تويتر" المملوكة من الملياردير إيلون ماسك، بالتوجه إلى القضاء. 

وفي منشور له على "ثريدز"، أعلن مارك زوكربيرغ أن أعداد المشتركين في التطبيق الجديد وصلت إلى 70 مليون اشتراك، وقال: "70 مليون اشتراك في ثريدز اعتبارا من هذا الصباح، تخطى (الرقم) توقعاتنا بكثير".

"جسور بوست" ترصد آراء خبراء حول طبيعة الصراع والمكايدات وأثرها وسر سرعة انتشار تطبيق "ثريدز" في ما يلي:

مكايدات

أرجع خبير التحول الرقمي وأمن المعلومات، المهندس محمد شكري، أسباب الانتشار السريع للتطبيق الجديد إلى عدة أسباب، تتمثل في اعتماد ثريدز على تطبيق إنستغرام، الذي يضم قرابة 2 ونصف مليار مستخدم، وبالتالي هناك سهولة في انتقال المستخدمين إلى التطبيق الجديد، حتى بنفس اسم المستخدم وكلمة السر.

وأضاف شكري في تصريحات خاصة لـ"جسور بوست"، نظرًا لمكايدات تعمدها مارك ضد خصمه إيلون ماسك، وتنافس تحول إلى صراع، أصبح الأمر تحديًا، ولذا كانت هناك دعاية قوية صاحبت انطلاق هذا التطبيق، أيضًا فإن الخصائص الجديدة مثل وصول التغريدة أو التدوينة إلى 500 حرف مقارنة بـ280 حرفا في تويتر، في حال كان الحساب غير موثق، كذلك فإن "ثريدز" يسمح بوجود مقاطع مصورة تصل إلى 5 دقائق في المدة".

رد فعل إيلون ماسك

مكايدات مارك لم تمر مرور الكرام، ففي نفس يوم إطلاق "ثريدز"، هددت شركة "تويتر" بشكل علني بمقاضاة شركة "ميتا بلاتفورمز" حيث اتهمتها بارتكاب سرقة منظمة وغير قانونية للأسرار التجارية بعد إطلاقها منصتها الجديدة. 

ونشرت وسائل إعلامية عالمية أن محامي شركة "تويتر"، "أليكس سبيرو"، كتب رسالة تحذيرية إلى "ميتا"، نشرها موقع "SEMAFOR" الأمريكي، طالب فيها باتخاذ خطوات فورية لمنع استخدام أي أسرار تخص منصته. 

وزعم محامي "تويتر"، أن "ميتا" استعانت عمدا بموظفين سابقين في شركة إيلون ماسك، لتقليد واستنساخ التطبيق، محذرا من نقل هؤلاء الموظفين أسرار "تويتر" إلى "ميتا" التابعة لمارك زوكربيرغ. 

وأشارت الرسالة إلى أن ميتا وتطبيقها حصلا على أسرار تجارية تخص تويتر بشكل غير قانوني. 

كما أن "ليندا ياكارينو"، الرئيسة التنفيذية الجديدة لموقع "تويتر"، قالت في تغريدة لها إن الشركة غالبا ما تم تقليدها، في إشارة واضحة إلى "ثريدز".

صراع إيجابي

وعن التنافس بين مارك زوكربيرج وإيلون ماسك وهل له تأثير كبير في الاقتصاد، قال أستاذ الاقتصاد صلاح الدين فهمي، إن كلا من زوكربيرج وماسك من رواد التكنولوجيا ورجال الأعمال المشهورين، وهما مؤسسا شركتين كبيرتين هما فيسبوك وتسلا على التوالي، ورؤى ومبادرات زوكربيرج وماسك تسهم في التحول التقني والابتكار، وتؤثر في الاقتصاد عن طريق إحداث تغييرات جذرية في الصناعات المختلفة. 

وأضاف في تصريحات خاصة لـ"جسور بوست"، التنافس بينهما يحفز على الاستثمار في الأبحاث والتطوير وإطلاق منتجات جديدة وخدمات مبتكرة، وتسعى الشركات التابعة لكل منهما إلى القيادة في صناعات مثل التكنولوجيا والطاقة النظيفة والاتصالات والنقل الذكي وغيرها، ما يفتح الباب للتوظيف وخلق فرص عمل جديدة. 

وأتم، يمكن أن يؤدي التنافس الشديد بين زوكربيرج وماسك إلى تقدم التكنولوجيا بصورة أسرع وتعزيز الابتكار والتنمية الاقتصادية.