تقرير: 25 بلداً حول العالم خفضت معدلات الفقر المتعدد الأبعاد إلى النصف

تقرير: 25 بلداً حول العالم خفضت معدلات الفقر المتعدد الأبعاد إلى النصف

أصدر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) ومبادرة أكسفورد للفقر والتنمية البشرية (OPHI) في جامعة أكسفورد، اليوم، آخر تحديث لمؤشر الفقر العالمي متعدد الأبعاد (MPI) مع تقديرات لـ110 دول.

وبين التقرير، الذي حصلت "جسور بوست" على نسخة منه، أن الحد من الفقر أمر يمكن تحقيقه، ومع ذلك، فإن الافتقار إلى بيانات شاملة حول جائحة كوفيد-19 يشكل تحديات في تقييم الآفاق الفورية.

وكشف تحليل الاتجاهات من عام 2000 إلى عام 2022، الذي ركز على 81 بلدا لديها بيانات قابلة للمقارنة بمرور الوقت، أن 25 بلدا نجحت في خفض قيم مؤشر الفقر المتعدد الأبعاد العالمية إلى النصف في غضون 15 عاما، ما يدل على أنه يمكن تحقيق تقدم سريع، ومن هذه الدول كمبوديا والصين والكونغو وهندوراس والهند وإندونيسيا والمغرب وصربيا وفيتنام.

جدير بالذكر أن الهند شهدت انخفاضا ملحوظا في الفقر، حيث خرج 415 مليون شخص من الفقر في غضون 15 عاما فقط.

وتم انتشال أعداد كبيرة من الناس من الفقر في الصين (69 مليوناً) وإندونيسيا (8 ملايين).

وخفضت البلدان مؤشر الفقر المتعدد الأبعاد إلى النصف في فترات تتراوح بين أربع سنوات و12 عاما، مما يدل على جدوى هدف التنمية المستدامة المتمثل في خفض الفقر إلى النصف وفقا للتعاريف الوطنية في غضون 15 عاما.

وبالتالي، من الأهمية بمكان النظر في مؤشرات الفقر المتعددة الأبعاد الخاصة بالسياق والتي تعكس التعاريف الوطنية للفقر، إذ إن مؤشر الفقر المتعدد الأبعاد العالمي يقيم الفقر المتعدد الأبعاد بالمنهجية نفسها.

وقال التقرير، إنه على الرغم من هذه الاتجاهات المشجعة، فإن الافتقار إلى بيانات ما بعد الجائحة لمعظم البلدان الـ110 التي يغطيها مؤشر الفقر المتعدد الأبعاد العالمي يحد من فهمنا لآثار الجائحة على الفقر.

وقال مدير مكتب تقرير التنمية البشرية، بيدرو كونسيساو: "مع وصولنا إلى منتصف خطة التنمية المستدامة لعام 2030، يمكننا أن نرى بوضوح أنه كان هناك تقدم مطرد في الحد من الفقر المتعدد الأبعاد قبل الجائحة.. ومع ذلك، فإن الآثار السلبية للوباء في أبعاد مثل التعليم كبيرة ويمكن أن تكون لها عواقب طويلة الأمد، ومن الضروري أن نكثف الجهود لفهم الأبعاد الأكثر تأثرا، ما يستلزم تعزيز جمع البيانات وجهود السياسات لإعادة الحد من الفقر إلى مساره الصحيح".

واستنادا إلى البلدان القليلة التي جمعت فيها البيانات فقط في عام 2021 أو 2022 -المكسيك ومدغشقر وكمبوديا وبيرو ونيجيريا- ربما استمر الزخم بشأن الحد من الفقر أثناء الجائحة، وأظهرت كمبوديا وبيرو ونيجيريا انخفاضا كبيرا في فتراتها الأخيرة، ما أعطى الأمل في أن التقدم لا يزال ممكنا.

وفي كمبوديا، وهي الحالة الأكثر تشجيعا بين هؤلاء، انخفض معدل انتشار الفقر من 36.7% إلى 16.6%، وانخفض عدد الفقراء إلى النصف، من 5.6 مليون إلى 2.8 مليون، وكل ذلك في غضون 7.5 سنة، بما في ذلك سنوات الوباء (2014-2021/22).

ومع ذلك، لا يزال يتعين قياس الآثار الكاملة على الصعيد العالمي.. ومع التركيز المتجدد على جمع البيانات، نحتاج إلى توسيع الصورة لتشمل آثار الوباء على الأطفال.

وفي أكثر من نصف البلدان التي شملتها الدراسة، لم يكن هناك انخفاض يعتد به إحصائيا في فقر الأطفال أو انخفضت قيمة مؤشر الفقر المتعدد الأبعاد بين الأطفال بوتيرة أبطأ منها بين البالغين خلال فترة واحدة على الأقل.

ويشير ذلك إلى أن فقر الأطفال سيظل مسألة ملحة، لا سيما فيما يتعلق بالمواظبة على الدراسة ونقص التغذية.

قالت المسؤولة في جامعة أكسفورد سابينا ألكير: "إن الندرة المذهلة للبيانات المتعلقة بالفقر المتعدد الأبعاد يصعب فهمها، ناهيك عن تبريرها.. العالم يترنح تحت طوفان البيانات ويستعد للعصر التالي من النمو الرقمي.. ومع ذلك، ليس لدينا خط رؤية لما بعد الوباء لمليار واحد من 1.1 مليار فقير".

ويمكن تصوير مؤشر الفقر المتعدد الأبعاد كمؤشر للفقر على أنه برج مكدس للحرمان المترابط الذي يعاني منه الأفراد الفقراء.

وفقا لإصدار عام 2023، يعيش 1.1 مليار من أصل 6.1 مليار شخص (ما يزيد قليلا على 18%) في فقر حاد متعدد الأبعاد في 110 دول، وتعد إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى (534 مليونا) وجنوب آسيا (389 مليونا) موطنا لنحو خمسة من كل ستة فقراء.

ويعيش ما يقرب من ثلثي الفقراء (730 مليون شخص) في بلدان متوسطة الدخل، ما يجعل العمل في هذه البلدان أمرا حيويا للحد من الفقر العالمي. 

وعلى الرغم من أن البلدان منخفضة الدخل تشكل 10% فقط من السكان المشمولين في مؤشر الفقر المتعدد الأبعاد، فإن هذه هي الأماكن التي يقيم فيها 35% من جميع الفقراء.

ويمثل الأطفال دون سن 18 عاما نصف الفقراء المصابين بمؤشر الفقر المتعدد الأطراف (566 مليونا)، ويبلغ معدل الفقر بين الأطفال 27.7 في المئة، بينما يبلغ 13.4 في المئة بين البالغين.

ويؤثر الفقر في الغالب على المناطق الريفية، حيث يعيش 84% من جميع الفقراء في المناطق الريفية. المناطق الريفية أفقر من المناطق الحضرية في جميع مناطق العالم.

ويسلط مؤشر الفقر المتعدد الأبعاد الضوء على تعقيد الفقر، حيث تسهم المؤشرات المختلفة في تجربة الناس مع الفقر بشكل مختلف، وتختلف من منطقة إلى أخرى، وبين المجتمعات وداخلها.

ويشكل ضمان أن تكون البيانات المتعلقة بالفقر العالمي مستكملة وشاملة خطوة أولى حاسمة في التصدي لهذه التحديات والحفاظ على التقدم نحو عالم أكثر مساواة.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية