أسعار القمح ترتفع "بشكل حاد" بعد التهديد الروسي باستهداف الموانئ الأوكرانية
أسعار القمح ترتفع "بشكل حاد" بعد التهديد الروسي باستهداف الموانئ الأوكرانية
قفزت أسعار القمح مجددا لتصل مكاسبها على مدار 3 أيام إلى 13%، بعد أن حذرت الولايات المتحدة من أن روسيا وضعت ألغاما في موانئ الحبوب الأوكرانية، بحسب ما أوردته وكالة "بلومبرج" للأنباء، الخميس.
وجاء التحذير الأمريكي بناء على معلومات استخبارية، بعد أن قالت روسيا أمس الأربعاء إن جميع السفن المبحرة إلى تلك الموانئ ستعتبر أهدافاً عسكرية.
وأعلنت روسيا هذا الأسبوع، انسحابها من اتفاقية كانت تضمن العبور الآمن لشحنات الحبوب عبر البحر الأسود، وفق بي بي سي.
واتهم متحدث باسم البيت الأبيض روسيا بالتخطيط لتحميل أوكرانيا مسؤولية الهجمات على السفن المدنية.
وأعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن استعداده للعودة فوراً إلى الاتفاقية، في حال تلبية طلباته، بما في ذلك إعادة ربط المصرف الروسي الزراعي بنظام دفع عالمي.
وقال مسؤول محلي إن الضربات الجوية الروسية على مرفأ ميكولايف أدت إلى مقتل عدد من الأشخاص مساء الأربعاء، ووردت أنباء عن غارات جوية أخرى استهدفت ميناء أوديسا.
وقتلت فتاة في قصف بطائرة مسيرة على شبه جزيرة القرم التي تسيطر عليها روسيا، وفق مسؤول محلي يدعمه الروس.
واتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي روسيا باستهداف البنية التحتية لتصدير الحبوب عمداً، وبتشكيل خطر على البلاد الضعيفة.
ودعت كييف دولاً أخرى في البحر الأسود إلى التدخل لضمان عبور آمن لسفن الشحن.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إنه اعتباراً من منتصف ليل الأربعاء (21:00 بتوقيت غرينتش)، سيُنظر إلى أي سفينة تبحر في البحر الأسود باتجاه الموانئ الأوكرانية، على أنها ناقلة مُحتملة لشحنات عسكرية وطرف في الصراع.
وأضافت أن "الدول التي تضع أعلامها على مثل هذه السفن، ستعتبر متورطة في الصراع في أوكرانيا، إلى جانب نظام كييف".
وارتفعت أسعار القمح في البورصة الأوربية بنسبة 8.2 في المئة يوم الأربعاء، ليصل ثمن الطن الواحد إلى 253.75 يورو، بينما ارتفعت أسعار حبوب الذرة بنسبة 5.4 في المئة.
وقفزت قيمة العقود الآجلة للقمح الأمريكي بنسبة 8.5 في المئة يوم الأربعاء، وهي أعلى نسبة ارتفاع في اليوم الواحد، منذ الغزو الروسي لأوكرانيا.
وقال وزير الزراعة الأوكراني ميكورا سولسكي إن الضربات الجوية دمرت 60 ألف طن من الحبوب، وألحقت أضرارا بجانب كبير من البنية التحتية لتصديرها.
وبدأت روسيا استهداف الموانئ الأوكرانية في الساعات الأولى ليوم الثلاثاء، بعد ساعات من انسحابها من صفقة الحبوب.
وقالت المحلّلة في منصة الخدمات المالية "ماريكس كابيتال" شارلي سيرناتينغر، إن التهديد الناجم عن مثل هذا التصعيد يمكنه أن "يقطع جميع شحنات الحبوب المنقولة بحرا في البحر الأسود، الأوكرانية والروسية"، ما قد يؤدي إلى وضع مشابه لما حدث في بداية الحرب.
وقال رئيس شركة "آي سي ترايدينغ" جيم غيرلاش، إن "الأوضاع زادت حدتها في أوكرانيا.. هناك إطلاق نار حقيقي، ولن يصل أحد إلى هناك وسط ما يجري".
وأضاف: "هذه هي سلّة الخبز بالنسبة لأوروبا والمسؤولين عن الشحن يقومون بالانسحاب".
وفي وقت لاحق من يوم الأربعاء، اتهم فلاديمير بوتين، الغرب باستخدام صفقة الحبوب على أنها "ابتزاز سياسي".
واتهمت موسكو أوكرانيا باستخدام ممر الحبوب في البحر الأسود "لأهداف قتالية".
وقصفت روسيا الموانئ الأوكرانية على البحر الأسود، بعد أن أدى هجوم يوم الاثنين، بطائرة مسيرة مشتبه بها، إلى أضرار بجسرها البحري الذي يصل إلى شبه جزيرة القرم.
الأزمة الروسية الأوكرانية
اكتسب الصراع الروسي الأوكراني منعطفًا جديدًا فارقًا، في 21 فبراير 2022، بعدما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاعتراف بجمهوريتي "دونيتسك" و"لوغانسك" جمهوريتين مستقلتين عن أوكرانيا، في خطوةٍ تصعيديةٍ لاقت غضبًا كبيرًا من كييف والدول الغربية.
وبدأت القوات الروسية، فجر يوم الخميس 24 فبراير 2022، شن عملية عسكرية على شرق أوكرانيا، وسط تحذيرات دولية من اندلاع حرب عالمية "ثالثة"، ستكون الأولى في القرن الحادي والعشرين.
وقال الاتحاد الأوروبي إن العالم يعيش الأجواء الأكثر سوادًا منذ الحرب العالمية الثانية، فيما فرض الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة حزمة عقوبات ضد روسيا، وصفتها رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بأنها الأقسى على الإطلاق.
عقوبات اقتصادية
وقتل آلاف الجنود والمدنيين وشرد الملايين من الجانب الأوكراني، وفرضت دول عدة عقوبات اقتصادية كبيرة على موسكو طالت قيادتها وعلى رأسهم الرئيس فلاديمير بوتين، وكذلك وزير الخارجية سيرجي لافروف، كما ردت روسيا بفرض عقوبات شخصية على عددٍ من القيادات الأمريكية على رأسهم الرئيس الأمريكي جو بايدن.
وصوّتت الجمعية العامة للأمم المتحدة في الثاني من مارس الماضي، على إدانة الحرب الروسية على أوكرانيا، بموافقة 141 دولة على مشروع القرار، مقابل رفض 5 دول فقط مسألة إدانة روسيا، فيما امتنعت 35 دولة حول العالم عن التصويت.
ومنذ بدء الغزو الروسي في 24 فبراير، سُجّل أكثر من 8 مليون لاجئ أوكراني في أنحاء أوروبا، بينما نزح قرابة سبعة ملايين ضمن البلاد، وفق تقديرات الأمم المتحدة.