إسفكسيا الغرق.. صراع مستمر للحفاظ على الرياضة المائية وحياة المصطافين

إسفكسيا الغرق.. صراع مستمر للحفاظ على الرياضة المائية وحياة المصطافين

إنقاذ الأرواح في المياه مهمة شاقة يواجهها العديد من المنقذين وفرق الإنقاذ حول العالم، ومع ذلك هناك خطر قاتل يهدد الرياضيين وعشاق الأنشطة المائية على حد سواء يلقى تحديًا كبيرًا على جهود الحفاظ على سلامتهم.. إنها "إسفكسيا الغرق".

تعرف إسفكسيا الغرق بأنها حالة تنتج عن توقف تدفق الهواء إلى رئتي الشخص أثناء غمره بالماء، وتعتبر من بين أكثر أسباب الوفيات في الأنشطة المائية والمصطافين. 

تشمل الحوادث التي يمكن أن تؤدي إلى هذه الظاهرة العوامل المختلفة مثل السباحة في الماء العميق دون التنفس الصحيح، أو الاختناق جراء الغرق، أو حصول تصادم شديد قد يؤدي إلى فقدان الوعي.

مؤخرًا توفى بـ"إسفكسيا الغرق" الشاب عبدالله، ابن الفنان حسن يوسف، والممثلة المعتزلة شمس البارودي، في إحدى قرى الساحل الشمالي. 

ورغم الجهود الكبيرة المبذولة لتعزيز الوعي حول أهمية السلامة المائية، فإن إسفكسيا الغرق لا تزال تشكل تحديًا كبيرًا.

ولحسن الحظ، مع استخدام التكنولوجيا والابتكار، تم تطوير أدوات تساعد في الكشف المبكر عن حالات الصعقة الكهربائية ومشكلات التنفس وإجراء إسعافات إنقاذ سريعة لإنقاذ الأرواح.

ووفقًا لتقرير للأمم المتحدة، في عام 2019، توفي ما يقدر بنحو 236 ألف شخص بالغرق و شكلت الإصابات ما يقرب من 8% من إجمالي الوفيات في العالم، وكان الغرق هو ثالث سبب رئيسي للوفيات الناجمة عن الإصابات غير المقصودة، حيث يمثل 7% من جميع الوفيات المرتبطة بالإصابات. 

ومع أن عبء الوفيات بسبب الغرق محسوس في جميع الاقتصادات والمناطق، إلا أن البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل هي التي تعاني من أكثر من 90% من الوفيات الناجمة عن الغرق غير المتعمد؛ يحدث أكثر من نصف حالات الغرق في العالم في إقليم غرب المحيط الهادئ وإقليم جنوب شرق آسيا بحسب تقسيم منظمة الصحة العالمية؛ معدلات الوفيات الناجمة عن الغرق هي الأعلى في إقليم غرب المحيط الهادئ، حيث إنها أعلى بمقدار 27-32 مرة من المعدلات في المملكة المتحدة أو ألمانيا على التوالي.

ويحتفي العالم باليوم العالمي للوقاية من الغرق الذي أعلنته الجمعية العامة في قرارها 75/273، سنويًا في 25 يوليو، وتُعد هذه الفعالية العالمية فرصة لتسليط الضوء على التأثير المأساوي والعميق للغرق على العائلات والمجتمعات ولتقديم حلول للوقاية منه.

نظرًا لتكرار حدوثها مؤخرًا "جسور بوست"، تناقش مع متخصصين أعراضها وطرق الحماية منها.

إرشادات تجنبك مخاطر الغرق

رأي طبي

قالت أستاذة الطب الشرعي بالقصر العيني، الدكتورة دينا شكري، إن ثمة فوارق بين المتوفى غرقًا والمتوفى قتلًا بشبه الغرق تُعرف من خلال التشريح من خلال وجود بعض الكائنات الدقيقة برئة المتوفى غرقًا وعدم وجودها في غيره، وتعتبر إسفكسيا الغرق واحدة من أكثر حوادث الوفاة المأساوية في العالم، ولذا فإن معرفة كيفية الوقاية منها والتعرف على أعراضها وتقنيات الإسعافات الأولية المناسبة يعد أمرًا بالغ الأهمية، وحالة الغرق طارئة تنشأ عندما يتم تعطيل وظيفة الجهاز التنفسي بسبب غرق الشخص في الماء أو سوائل أخرى.

وأضافت في تصريحات لـ"جسور بوست": للوقاية من الغرق ينصح باتباع عدة خطوات، فيجب تجنب السباحة في المناطق المحظورة أو التي ليس بها إشراف من الشخص المختص، كما يجب على الأشخاص الذين يجهلون السباحة أو لديهم مهارات محدودة في السباحة تجنب الأعماق والمسابح غير الآمنة، وبالطبع ينبغي على الجميع ارتداء معدات السلامة المناسبة مثل سترات النجاة عند السباحة في المياه العميقة.

واستطردت: بالنسبة للتعرف على أعراض إسفكسيا الغرق، فإنها تشمل صعوبة التنفس أو عدم القدرة على التنفس، والسعال المتكرر، والقيء، وازرقاق الشفاه والوجه والأظافر، وقد يعاني الشخص المغمى عليه بسبب الغرق من فقدان الوعي وعدم وجود نبض، وإذا لاحظت أيًا من هذه الأعراض فيجب اتخاذ إجراءات الإسعاف الأولية على الفور.

دينا شكري مستشار الأمم المتحدة لقضايا العنف ضد المرأة

إسعافات أولية

وفي السياق، قالت المدرسة بقسم تمريض صحة الأسرة والمجتمع بكلية التمريض، الدكتورة سمر محمد، إن أول ما يجب القيام به عند رؤيتك شخصا تعرض للغرق إسعافه، وتقنيات الإسعافات الأولية المناسبة لحالات الغرق تشمل الإغاثة الفورية والاتصال بالطوارئ، ويجب سحب الشخص المصاب بالغرق على الأرض الجافة وإزالة أي عائق من طريق المساعدة في التنفس، بعد ذلك، يجب فحص تنفس الشخص والبدء في عملية إنعاش القلب والرئتين إذا كان لا يتنفس. 

وتابعت في تصريحات لـ"جسور بوست": يمكن استخدام تقنية الإنعاش القلبي الرئوي (CPR) لتوفير الضغط اللازم على الصدر وتيسير تدفق الهواء إلى الرئتين.

واختتمت بقولها: لا ننسى أن معرفة كيفية الوقاية من الغرق والتعرف على أعراضها والتعامل مع حالات الغرق باستخدام التقنيات الإسعافية الأولية أمور حيوية تسهم في إنقاذ حياة الأشخاص المتعرضين لهذه الحوادث الخطرة، إذا كنت بالقرب من شخص يعاني من حالة الغرق، فإن الاستجابة السريعة والتصرف الصحيح يمكن أن يكونا حاسمين في إنقاذ حياته.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية