استشهاد 51 فلسطينياً في قصف استهدف مدنيين ينتظرون المساعدات بغزة

استشهاد 51 فلسطينياً في قصف استهدف مدنيين ينتظرون المساعدات بغزة
نقطة توزيع مساعدات في غزة - أرشيف

ارتفعت حصيلة القتلى جراء قصف إسرائيلي استهدف مئات المواطنين الفلسطينيين خلال انتظارهم المساعدات الإنسانية، صباح اليوم الثلاثاء، في حي الشيخ ناصر شرقي مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة إلى 51 شهيداً، إضافة إلى أكثر من 200 مصاب، بينهم 20 في حالة حرجة، وفق ما أفادت به وزارة الصحة في غزة.

وأكدت الوزارة، في بيان عاجل صدر قبل قليل، أن الضحايا نُقلوا إلى مجمع ناصر الطبي وسط ظروف إنسانية وطبية بالغة الصعوبة، في ظل شح كبير بالأدوية والمستلزمات الطبية اللازمة لإنقاذ المصابين، ولا سيما أولئك الذين يعانون من إصابات بليغة.

وقصفت القوات الإسرائيلية، بحسب مصادر محلية، تجمعاً كبيراً من المواطنين الذين اصطفوا منذ ساعات الفجر في "دوار التحلية" في حي الشيخ ناصر، بانتظار شاحنة مساعدات إغاثية محدودة كان من المفترض أن تصل إلى المنطقة. 

وأدى القصف المباغت إلى وقوع انفجارات مروعة وسط الحشد المدني، ما تسبب في سقوط أعداد كبيرة من الضحايا في لحظات.

عشرات الجثث والمصابين

وانتشرت على الفور مقاطع مصوّرة وصور مروعة تُظهر عشرات الجثث الممزقة والمصابين الممددين على الأرض، في مشهد يعكس حجم الكارثة الإنسانية التي ضربت القطاع من جديد. وأظهرت بعض المشاهد تناثر الأشلاء البشرية، ما صعّب على الطواقم الطبية -وأيضًا السكان- التعرّف إلى هوية بعض الشهداء.

وأوضحت وزارة الصحة أن أقسام الطوارئ والعناية المركزة وغرف العمليات في مجمع ناصر الطبي باتت عاجزة عن استيعاب العدد الكبير من الضحايا، مع نقص فادح في الموارد الطبية الحيوية، خاصة مستلزمات إنقاذ الحياة والجراحة الطارئة.

ووجهت الوزارة نداءً عاجلاً إلى كافة المنظمات الإنسانية الدولية والعربية لتأمين إمدادات طبية عاجلة، قائلة: "نواجه اليوم واحدة من أسوأ موجات الإصابات منذ بداية الحرب. الطواقم الطبية تعمل فوق طاقتها وتكاد تنهار، في ظل غياب المواد الأساسية المنقذة للحياة".

استهداف طوابير المساعدات

جاء هذا الهجوم ضمن سلسلة من الحوادث المتكررة التي شهدتها مناطق مختلفة في قطاع غزة، حيث تعرّض المواطنون المنتظرون المساعدات الإغاثية إلى عمليات قصف أو إطلاق نار من قبل الجيش الإسرائيلي، ما أدى إلى مقتل وجرح المئات منذ بداية العام.

ورغم تحذيرات متكررة من الأمم المتحدة وهيئات الإغاثة الدولية، فإن إسرائيل لم توقف هذه الممارسات التي تتزامن مع واحدة من أسوأ الأزمات الغذائية والطبية التي يشهدها القطاع منذ عقود. 

وتشير تقارير أممية إلى أن أكثر من 80% من سكان غزة يعتمدون كلياً على المساعدات الإنسانية في ظل الحصار والانهيار الكامل للبنية التحتية.

كارثة إنسانية تتفاقم 

يتعرض قطاع غزة، منذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023، إلى هجوم عسكري متواصل أدى إلى تدمير واسع للبنية التحتية، واستشهاد عشرات الآلاف، من بينهم نسبة كبيرة من الأطفال والنساء، إضافة إلى نزوح أكثر من 70% من السكان داخلياً، وحرمان مئات الآلاف من الحصول على المياه النظيفة، والغذاء، والعلاج.

وتُواجه وكالات الإغاثة صعوبة بالغة في إيصال المساعدات، مع استمرار إسرائيل في فرض قيود صارمة على المعابر ومنع دخول الإمدادات الكافية، ما يجعل من أي تجمع للحصول على مساعدات، فرصة مفتوحة للقتل الجماعي، كما حدث اليوم في خان يونس.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية