على غرار معارك شيكاغو.. نزال بالأيدي بين إيلون ماسك ومارك زوكربيرج

على غرار معارك شيكاغو.. نزال بالأيدي بين إيلون ماسك ومارك زوكربيرج

 

في عالم ريادة الأعمال والتكنولوجيا الحديثة، يبرز صراع حماسي بين شخصيتين بارزتين؛ مارك زوكربيرج مؤسس فيسبوك، وإيلون ماسك مؤسس شركات سبيس إكس وتسلا. 

الرجلان الثريان والمبدعان تصدرا عناوين الأخبار عدة مرات وشغلت صراعاتهما الاهتمام العام، وترتبط الخلافات بين مارك زوكربيرج وإيلون ماسك بتنافسهما على الهيمنة في عدة مجالات. 

وفي ظل هذا السياق الجديد، يترقب العالم موجة محتملة من القتال بينهما، فقد أعلن الملياردير الشهير إيلون ماسك أن النزال القتالي "المرتقب" بينه وبين مؤسس شركة "ميتا"، سيبث مباشرة على منصة إكس "تويتر سابقا". 

وستذهب جميع العائدات إلى الأعمال الخيرية للمحاربين القدامى، ولم يقدم ماسك أي تفاصيل أخرى. 

وفي وقت سابق من الأحد، قال مالك "إكس" إنه "يرفع الأثقال على مدار اليوم، ويستعد للقتال"، مضيفا أنه لم يكن لديه الوقت لممارسة التمارين الرياضية، لذا فهو يحضر الأوزان للتدريب في مكان العمل.

ومنذ تأسيسها في 2004، أصبحت فيسبوك عملاقاً في عالم الشبكات الاجتماعية، وحاكماً للإنترنت بمليارات المستخدمين حول العالم، ومن جانب آخر، قفز إيلون ماسك إلى الواجهة بشركاته الطموحة التي تهدف إلى تحقيق التقدم الفوري في مجالات مثل السيارات الكهربائية والفضاء الخارجي، وعلى الرغم من تخصص كل من زوكربيرج وماسك في مجالات مختلفة فإن التنافس بينهما أصبح واضحاً في السنوات الأخيرة. 

منصة فيسبوك لم تكتف بمجرد أن تكون منصة للتواصل الاجتماعي، بل استحوذت أيضاً على شركات تقنية مبتكرة مثل إنستغرام وواتساب، ما جعلها تمتلك نفوذاً هائلا في عالم الإنترنت، وفي غضون ذلك ابتكر ماسك مشاريع طموحة أخرى مثل شركة باورال وثيو للعقارات، والتي تركز على حلول التكنولوجيا النظيفة والمستدامة. 

بالإضافة إلى ذلك، يُعتبر التنافس على الرؤى المستقبلية للتكنولوجيا أحد أبرز أسباب الاحتقان بينما يصارع كل من زوكربيرج وماسك للهيمنة على مشروع الواقع الافتراضي والذكاء الاصطناعي، بينما تسعى فيسبوك لتطوير منتجات وخدمات تعتمد على الذكاء الاصطناعي، يعمل ماسك ببرمجية مفتوحة ومبادئ تشاركية في تكنولوجيا الواقع الافتراضي من خلال شركته الشهيرة التي يملكها وتحتوي على خبراء في الذكاء الاصطناعي. 

 الصراعات المحتملة بين زوكربيرج وماسك تمثل تحدياً كبيراً لكل الأطراف وربما ستشهد معركة مستقبلية يتجاوز نطاق الشركات لتجذب اهتمام الرأي العام والمستثمرين حول العالم. 

فما نتائج هذا القتال المحتمل؟ وكيف سيؤثر على مستقبل صناعة التكنولوجيا والابتكار؟ 

 "جسور بوست" تناقش وتتابع تطورات المشهد المثيرة القادمة بين الرمزين البارزين لهذا العصر.

قصة القتال 

 الأمر وإن كان يبدو مزحة، لكن رجلي الأعمال المليارديرين إيلون ماسك ومارك زوكربيرغ، قد ينظمان قريبا مباراة قتالية حقيقية، بحسب ما انتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي وبحسب بعض المواقع الإخبارية الدولية.. والبداية كانت عندما رد إيلون ماسك على تغريدة حول أنباء  تفيد بأن فيسبوك قد يكون طوّر منتجاً منافسا لمنصة إكس (تويتر سابقا). 

ورد مستخدم على منصة إكس بأن إيلون ماسك يجب أن يحذر لأن زوكربيرغ يتدرب على فنون "الجوجيتسو"، فرد ماسك كاتبا: "أنا مستعد لنزال في القفص إذا كان هو كذلك". 

ليرد زوكربيرغ على تغريدة ماسك على إنستغرام مع عبارة "أرسل لي موقعك". 

ومن ثَمَّ قام مستخدم آخر على منصة إكس بمشاركة منشور زوكربيرغ على إنستغرام في ليلة الأربعاء، وردّ ماسك بقوله: "إذا كان هذا صحيحا، سأفعله".. ولاحقا، قام ماسك (51 عاما) بالاتصال بشركة ميتا، الشركة الأم لفيسبوك، للسؤال عن مدى جدية زوكربيرغ في خوض مباراة حقيقية، وأفاد بأنه لم يحصل على رد بعد.

معركة إيجابية

تعقيباً، قال الخبير في مجال التكنولوجيا، المهندس محمد شكري، إن رجلي الأعمال يسعيان إلى الصدارة وهو تنافس محمود، والصراع الأساسي بينهما يعود إلى نقاط ارتكاز في جدول الأعمال والأهداف الشخصية، مارك زوكربيرج يهدف إلى تحقيق الهيمنة في عالم الشبكات الاجتماعية واستدامة نجاح فيسبوك كأكبر وجهة تواصل اجتماعي على الإنترنت، بينما يسعى إيلون ماسك للتفوق في مجال التكنولوجيا الفضائية وصناعة السيارات الكهربائية، وفي سبيل تحقيق أهدافهما، يعتمد كلا الرجلين على استراتيجيات متنوعة، زوكربيرج يسعى إلى الابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات والاستفادة القصوى من البيانات الشخصية للمستخدمين، في حين يركز ماسك على ابتكار تقنيات متقدمة واستكشاف الفضاء وتحقيق الاستدامة البيئية. 

وأضاف في تصريحات لـ"جسور بوست": تاريخ الصراع بين هاتين الشخصيتين العبقريتين يعود إلى سلسلة من الخلافات والتوترات العامة، وقد يرجع ذلك جزئياً إلى اعتبارهما رمزين لعالم التكنولوجيا، ما يجعل التداخلات بينهما تلتقط اهتمام الجمهور وترفع من حدة التحديات المتبادلة، ومع ذلك فإن هذا الصراع ثابت الوجود يؤثر بشكل إيجابي على تقدم الابتكار في المجتمعات، حيث تسعى الشركات والمؤسسات في العالم بأسره إلى التفوق والتجديد لمواكبة خطوات زوكربيرج وماسك. 

واستطرد: بشكل متزايد، تشير التطورات الأخيرة إلى أن هذا الصراع قد يتجه نحو تعاون أو تسوية وديّة بين الشخصيتين، يؤكد ذلك تقديرهما المشترك لأعمال بعضهما بعضا واحترامهما الطموحات والتحديات التي يواجهنها في رحلتيهما نحو تحقيق التقدم والتغيير. 

 وأتم: على الرغم من المنافسة الشديدة بين مارك زوكربيرج وإيلون ماسك، هو أمر لا يمكن إنكاره أن العالم يستفيد من وجودهما ومنافستهما المستمرة، حيث تحفز هذه المعركة التقنية على التطور والابتكار وتعزز من طموح المجتمع العالمي في تحقيق التغيير من خلال التكنولوجيا الحديثة. 

Peut être une image de 1 personne, barbe, lunettes et montre-bracelet

المهندس محمد شكري

تأثير اقتصادي متعدد

وعن تأثير الصراع بين إيلون ماسك ومارك زوكربيرج على الاقتصاد العالمي، قال أستاذ الاقتصاد الدكتور صلاح الدين فهمي، إن هذ التأثير قد يكون متعدد الجوانب ومعقدا، إيلون ماسك ومارك زوكربيرج هما رجلان أعمال بارزان ورئيسا شركتين تكنولوجيتين عملاقتين، هما تيسلا وفيسبوك على التوالي، وقد يؤثر الصراع القائم بينهما على الاقتصاد العالمي على عدة طرق، وقد يشمل ذلك التأثير على أسعار الأسهم وقيمة الشركات المملوكة لهما، وهذا يعتمد بشكل كبير على طبيعة الصراع والمخاوف المحتملة للمستثمرين، أي تغير في قوة وتأثير إحدى الشركتين قد يؤثر على سوق الأسهم والاستثمارات العالمية. 

وأضاف في تصريحات لـ"جسور بوست": علاوة على ذلك، قد يكون للصراع تأثير على سوق العمل والتوظيف، إذ إن شركاتهما توفر فرص عمل واسعة النطاق وقدرة تكنولوجية متقدمة، وفي حالة حدوث أي صراع يؤدي إلى تداعيات سلبية قد يتأثر الإنتاج والوظائف في تلك الشركات وقطاعات الاقتصاد ذات الصلة. 

د. صلاح الدين فهمى محمود: مصر ستحظى بمكانة اقتصادية رفيعة بعد إنتهاء أزمة  كورونا - بوابة دار المعارف الإخبارية.. بوابة إلكترونية تهدف إلى إثراء  المحتوى الرقمي العربي من خلال الفنون والقوالب الصحفية

الدكتور صلاح الدين فهمي

واستطرد: علاوة على ذلك، قد يؤثر الصراع على حجم الاستثمارات في الابتكار والتطوير التقني، إيلون ماسك ومارك زوكربيرج هما رمزان بارزان في تطوير التكنولوجيا، والصراع بينهما قد يؤثر على قدرتهما على استثمار في الأبحاث والتطوير وابتكار الحلول الجديدة، وعلى الرغم من ذلك يجب أن نلاحظ أنه من الصعب تحديد -بشكل دقيق- تأثير هذا الصراع على الاقتصاد العالمي، فالعوامل الاقتصادية والسياسية المتعددة قد تلعب أيضاً دوراً مهماً في تحديد تأثير هذا الصراع. 
 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية