إغلاق الأنفاق في مدينة جوادالاخارا المكسيكية بسبب الأمطار الغزيرة
إغلاق الأنفاق في مدينة جوادالاخارا المكسيكية بسبب الأمطار الغزيرة
تبدأ مدينة جوادالاخارا المكسيكية في إغلاق الأنفاق أمام حركة المرور، وذلك بسبب المخاطر الكبيرة التي تنتج من تجمع مياه الأمطار الغزيرة والفيضانات التي تعرضت لها خلال الأيام الماضية، حسبما قالت صحيفة "لا انفورماثيون".
واقترح المتخصص في قضايا المياه خوسيه دانييل سانشيز تابيتيلو، قياس منسوب المياه في الأنفاق، ووضع إشارات مبرمجة حسب كمية المياه المتراكمة في الداخل، بحيث تبدأ بعض إشارات المرور في الإضاءة عند وجود أي مخاطر.
وعلى سبيل المثال، أشار إلى أن النفق يغمره الماء لمنع الدخول، وبعد فترة معينة بدأت الأعمدة تنزل حتى تتوقف السيارات عن دخول الأنفاق.
وأضاف الخبير “سيتعين إعادة النظر في الأساليب والأجهزة المختلفة، ولكن من الممكن تنفيذها على المدى القصير، لأن الفيضانات أصبحت أكثر تواتراً ولا نرى تغييرات في إدارة المنطقة، ولا سياسات عامة لإجبار التوسع الحضري على التوقف عن المساهمة إلى الشوارع، فهي موجودة ولكنها ليست صارمة للغاية أو يتم تطبيقها بطريقة معتمدة في منطقة جوادالاخارا، والبدائل موجودة وعلى السلطة أن تبحث عن البدائل التي يمكن أن تعطي أفضل النتائج للمدينة”.
ويتذكر الخبير أنه في مدينة خواريز قاموا بتركيب حواجز التطويق منذ بضع سنوات لمنع الوصول إلى الأنفاق التي تغمرها الفيضانات، وذلك على الرغم من عدم وجود علامات، إلا أنها محاولة جيدة لتجنب الحوادث.
واتفق مع رئيس الحماية المدنية في جامعة جوادالاخارا (UdeG) خوسيه لويس فيلاسكيز، مؤكدا أنه سيكون إجراءً جيدًا وضع لافتات في الأنفاق لمنع الناس من العبور، ربما بطريقة إلكترونية يمكن تحريكها مثل إشارات المرور حتى لا يعبروا.
ويسلط منسق مرصد المواطن للإدارة الشاملة للمياه خوان جييرمو ماركيز، الضوء على أنه إذا كانت القضايا الفنية على هامش الأجندة السياسية فسيكون من الصعب المضي قدمًا.
مضيفا: "هطول الأمطار الغزيرة ليس بالأمر غير العادي، وإذا حدث ذلك مع هطول أمطار عادية، فلنتخيل سيناريو العواصف."
التغيرات المناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
تحذير أممي
وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء الفيضانات والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".
ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.
ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.
في نهاية يوليو الماضي، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من الوضع الذي يمر به كوكب الأرض، قائلا: "تغير المناخ هنا مرعب، وهذه فقط البداية.. لقد انتهى عصر الاحتباس الحراري، لقد حان عصر (الغليان العالمي)".