"نيويورك تايمز": روسيا تحاول مجدداً الانضمام لمجلس حقوق الإنسان
عبر انتخابات مرتقبة الأسبوع المقبل
تعمل روسيا على العودة مرة أخرى لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، عبر انتخابات مرتقبة، الأسبوع المقبل، ينظر إليها على أنها اختبار لمدى نجاح الغرب في عزل موسكو بسبب الحرب في أوكرانيا بحسب تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز".
وبحسب الصحيفة، فإن "روسيا تأمل من وراء الخطوة، أن تتمكن من صرف الانتباه عن هجومها على أوكرانيا، واستعادة مقعدها في مجلس حقوق الإنسان، بعد تصويت الجمعية العامة على تعليق عضويتها من المجلس في أبريل عام 2022".
وقالت الصحيفة، إن "مراقبين يتوقعون أن يكون التصويت المقرر، الثلاثاء المقبل، في الجمعية العامة للأمم المتحدة، متقاربًا جدًا بسبب الدعم الذي تحظى به روسيا من بعض دول الجنوب المعارضة لهيمنة الغرب".
وأضافت: "يأتي ذلك في وقت أبدت فيه جماعات حقوق الإنسان المستقلة عن دهشتها الكبيرة من ترشح روسيا مجددًا لعضوية المجلس، واصفة إياه باستعراض غير عادي للوقاحة الدبلوماسية".
وفي رسالة إلى البعثات الدبلوماسية في نيويورك، اعتبر "فيليس غاير" مدير معهد "ﺠﺎﻜﻭﺏ ﺒﻠﻭشتين" ﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ، روسيا غير مؤهلة لعضوية مجلس حقوق الإنسان، بسبب أعمالها في أوكرانيا، إضافة إلى القمع السياسي في الداخل.
وتعتقد جماعات حقوق الإنسان أن استعادة عضوية روسيا ستقوض مصداقية المجلس المفوض من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة لدعم وتعزيز حقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم.
ويعد تعليق عضوية روسيا، العام الماضي، في المجلس المكون من 47 عضوًا، إهانة سياسية، ستتنافس الآن مع ألبانيا وبلغاريا على مقعدين متاحين لدول أوروبا الشرقية، من أجل محو آثارها.
الجمعية العامة
تشكلت المنظمة الدولية عام 1945 في أعقاب الحرب العالمية الثانية، بهدف المحافظة على الأمن والسلم الدوليين.
تضم المنظمة حاليا 193 دولة في عضويتها، علاوة على جهتين مراقبتين، هما "الكرسي الرسولي- حكومة كنيسة الروم الكاثوليك التي يقودها البابا كأسقف روما"، والثانية هي الدولة الفلسطينية.
والجمعية العامة هي الهيئة التداولية الرئيسية للأمم المتحدة، وتحدد الدول الأعضاء خلال اجتماعاتها سياسات الأمم المتحدة، ويُمثل فيها جميع أعضاء الأمم المتحدة البالغ عددهم 193 دولة.
تُعقد الجمعية العامة في شهر سبتمبر من كل عام في مقر الأمم المتحدة في نيويورك.
تقدم الجمعية العامة للأمم المتحدة فرصة هامة لزعماء الدول ورؤساء الحكومات في العالم للالتقاء في مكان واحد.. كما توصف بأنها حدث "اللقاءات الدبلوماسية السريعة".
الأزمة الروسية الأوكرانية
اكتسب الصراع الروسي الأوكراني منعطفًا جديدًا فارقًا، في 21 فبراير 2022، بعدما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاعتراف بجمهوريتي "دونيتسك" و"لوغانسك" جمهوريتين مستقلتين عن أوكرانيا، في خطوةٍ تصعيديةٍ لاقت غضبًا كبيرًا من كييف والدول الغربية.
وبدأت القوات الروسية، فجر يوم الخميس 24 فبراير 2022، شن عملية عسكرية على شرق أوكرانيا، وسط تحذيرات دولية من اندلاع حرب عالمية "ثالثة"، ستكون الأولى في القرن الحادي والعشرين.
وقال الاتحاد الأوروبي إن العالم يعيش الأجواء الأكثر سوادًا منذ الحرب العالمية الثانية، فيما فرض الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة حزمة عقوبات ضد روسيا، وصفتها رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بأنها الأقسى على الإطلاق.
عقوبات اقتصادية
وقتل آلاف الجنود والمدنيين وشرد الملايين من الجانب الأوكراني، وفرضت دول عدة عقوبات اقتصادية كبيرة على موسكو طالت قيادتها وعلى رأسهم الرئيس فلاديمير بوتين، وكذلك وزير الخارجية سيرجي لافروف، كما ردت روسيا بفرض عقوبات شخصية على عددٍ من القيادات الأمريكية على رأسهم الرئيس الأمريكي جو بايدن.
ومنذ بدء الغزو الروسي في 24 فبراير، سُجّل أكثر من 8 ملايين لاجئ أوكراني في أنحاء أوروبا، بينما نزح قرابة 7 ملايين ضمن البلاد، وفق تقديرات الأمم المتحدة.