اليوم الدولي للقضاء على الفقر.. 700 مليون شخص ينزلقون في "هوة" الاحتياج والعوز

يحتفل به في 17 أكتوبر من كل عام

اليوم الدولي للقضاء على الفقر.. 700 مليون شخص ينزلقون في "هوة" الاحتياج والعوز

بمزيد من معاناة مركبة، يقع نحو 700 مليون نسمة في هوة الفقر والعوز والعجز عن الوفاء بالاحتياجات الأساسية، ما يجعلهم الأكثر هشاشة أثناء نشوب النزاعات وتفشي الأوبئة واندلاع الأزمات الاقتصادية العالمية.  

ويحيي العالم اليوم الدولي للقضاء على الفقر، في 17 أكتوبر من كل عام، بهدف تعزيز التفاهم والحوار بين من يعيشون في فقر وبقية أطياف المجتمع الأخرى.

وتحتفل الأمم المتحدة باليوم الدولي للقضاء على الفقر لعام 2023، تحت شعار "العمل اللائق والحماية الاجتماعية- وضع الكرامة موضع التنفيذ للجميع".

ويعتمد موضوع هذا العام على شهادات مباشرة تُظهر أن من يعيشون في براثن الفقر المدقع غالباً ما يعملون لساعات طويلة ومرهقة في ظروف خطيرة وغير منظمة، لكنهم مع ذلك عاجزين عن كسب ما يكفي لإعالة أنفسهم وأسرهم بشكل مناسب.

بدوره، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إنه "في عالمنا المعاصر بكل ما فيه من وفرة، لا ينبغي أن يكون للفقر مكان، ومع ذلك هناك 700 مليون شخص يكادون لا يجدون قوت يومهم، حيث يعيشون على أقل من دولارين في اليوم".

وأوضح غوتيريش في كلمة بهذه المناسبة: "هناك أكثر من بليون شخص محرومون من الاحتياجات الأساسية، كالغذاء والماء والرعاية الصحية والتعليم، علاوة على ذلك بلايين من الأشخاص الذين لا تصلهم خدمات الصرف الصحي ومصادر الطاقة وفرص العمل والإسكان وشبكات الأمان الاجتماعي".

وأضاف: "في الوقت نفسه، تزداد المحنة عمقاً بسبب النزاعات وأزمة المناخ وممارسات التمييز والاستبعاد، وبالأخص ضد النساء والفتيات، ويتفاقم هذا الوضع بسبب نظام مالي عالمي بالٍ ومختل وظالم، يشكّل عائقا أمام قيام البلدان النامية بالاستثمار في التخفيف من حدة الفقر وتحقيق أهداف التنمية المستدامة".

واستطرد غوتيريش قائلا: "إذا استمرت الاتجاهات الحالية، سيظل هناك حوالي 500 مليون شخص يعيشون في فقر مدقع في عام 2030، وهذا أمر لا يمكن قبوله".

وتابع: "في قمة أهداف التنمية المستدامة التي عُقدت في سبتمبر الماضي، أقرّ قادة العالم بضرورة إصلاح الهيكل المالي الدولي، وأعلنوا التزامهم بوضع خطة جريئة لإنقاذ أهداف التنمية المستدامة وتسريع الجهود الرامية إلى القضاء على الفقر في كل مكان".

ومضى موضحا: "هذا يشمل تقديم الدعم لضخّ الأموال لتحفيز أهداف التنمية المستدامة بما لا يقل عن 500 بليون دولار سنويا، وذلك لتمويل الاستثمارات الهادفة إلى تحقيق ذلك".

واتّفق القادة أيضا على إجراءات محدّدة الوجهة بهدف التخفيف من حدة الفقر والمعاناة لجميع الناس من إحداث التحوّلات في النظم الغذائية والتعليمية إلى خلق فرص العمل اللائق وتوسيع نطاق الحماية الاجتماعية، على نحو ما أكّده موضوع هذا العام.

واختتم الأمين العام حديثه قائلا: "إن القضاء على الفقر هو التحدي الأهمّ في عصرنا، لكنه تحدٍ يمكننا التغلب عليه، فليكن احتفالنا بهذا اليوم المهم مناسبةً لتجديد التزامنا بإيجاد عالم خالٍ من الفقر".

استجابة دولية 

وتدعو الأمم المتحدة إلى حصول الجميع على العمل اللائق والحماية الاجتماعية، بوصفهما وسيلتين من وسائل دعم الكرامة الإنسانية لكل الناس، والتوكيد على أن العمل اللائق يجب أن يحسن من أحوال الناس، ويتيح أجوراً عادلة وظروف عمل آمنة، كما يقر كذلك بالقيمة المتأصلة والإنسانية لكافة العمال.

وعلى نحو مماثل، هناك حاجة ماسة إلى إتاحة الحماية الاجتماعية الشاملة لضمان أمن الدخل للجميع، مع إعطاء الأولوية لأفراد المجتمع الأضعف، وذلك من خلال دعوة القادة السياسيين لاعتماد الكرامة الإنسانية بوصلة إرشادية في كل عمليات صنع القرار، لضمان النهوض بحقوق الإنسان الأساسية والعدالة الاجتماعية عوضا عن السعي لتحقيق أرباح تجارية للشركات.

وبحسب تقديرات أممية، تعد الشراكات العالمية القوية بين الحكومات والشركات ومنظمات المجتمع المدني حيوية لتحقيق التنمية العادلة وضمان شمول الجميع.

فرصة للتضامن

ولذلك يمثل الاحتفال باليوم العالمي، فرصة للتضامن مع الأشخاص الذين يعيشون في الفقر، والاستماع باهتمام إلى كفاحهم اليومي، وتجديد الالتزامات بإنشاء اقتصاد عادل يركز على حماية رفاهية الإنسان والبيئة، عوضا عن تعظيم المكاسب المالية.

وتوضح الأمم المتحدة أن الملايين من البشر لا يزالون يعيشون في فقر مدقع ويمثلون عارا أخلاقيا، لا سيما أن الفقر ليس مسألة اقتصادية فحسب، بل هو ظاهرة متعددة الأبعاد تشمل نقص كل من الدخل والقدرات الأساسية للعيش بكرامة.

ويعاني الأشخاص الذين يعيشون في فقر من عديد أشكال الحرمان المترابطة والمتعاضدة التي تمنعهم من إعمال حقوقهم وتديم فقرهم، بما فيها ظروف العمل الخطيرة، وغياب الإسكان المأمون، وغياب الطعام المغذي، ووجود تفاوت في إتاحة الوصول إلى العدالة.

ويُعرّف الفقر المدقع بأنه العيش على أقل من 2.15 دولار للشخص الواحد في اليوم، وفقًا لمعيار القوة الشرائية لعام 2017.

وبحلول نهاية عام 2022، من المتوقع أن يعيش 8.4 بالمئة من سكان العالم، أو ما يصل إلى 670 مليون شخص، في فقر مدقع.

قد يجد ما يقدر بنحو 7 بالمئة من سكان العالم -حوالي 575 مليون شخص- أنفسهم محاصرين في الفقر المدقع بحلول عام 2030، ولذلك أعلنت 105 دول وأقاليم عن نحو 350 إجراء للحماية الاجتماعية.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية