لا مهرب من الحرب في غزة.. "في كل مكان ضرب وقصف"

لا مهرب من الحرب في غزة.. "في كل مكان ضرب وقصف"
الحرب الإسرائيلية على غزة

نزحت أزهار الريفي والعديد من أفراد عائلتها من شمال قطاع غزة بعدما أنذر الجيش الإسرائيلي سكانه في مطلع الحرب مع حركة حماس، لكنها لم تجد إلى اليوم مهربا من الغارات والمنازل المدمّرة وسقوط الأقارب ضحايا للقصف.

فجر الجمعة، كان مخيم النصيرات وسط القطاع هدفا لقصف نفذه سلاح الجو الإسرائيلي، أدى إلى تدمير 7 منازل ومبانٍ سكنية، ومقتل 18 شخصا بينهم سبعة من أقارب الريفي (36 عاما)، من ضمنهم 3 أطفال، وفق ما أكد مسؤولون صحيون في القطاع الذي تسيطر عليه حركة حماس.

في مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح إلى حيث نقلت بعد إصابتها في قدمها، تحاول الريفي مواساة طفلها محمد البالغ عامين بعدما أصيب في وجهه جراء قصف أدى أيضا إلى مقتل ابن شقيقها جود، وفق وكالة فرانس برس.

وتقول الريفي، "جئنا في 13 أكتوبر الماضي، لأن الاحتلال يدّعي أن الجنوب هو أكثر أمنا".

وكان الجيش الإسرائيلي أنذر سكان شمال القطاع بضرورة إخلائه والتوجه جنوبا بعد أيام من اندلاع الحرب مع حماس في السابع من أكتوبر، إثر هجوم غير مسبوق شنته الحركة على جنوب الدولة العبرية انطلاقا من القطاع.

ونجت أزهار الريفي، وهي ربة أسرة، للمرة الثانية من القصف الإسرائيلي على رغم أنها باتت متواجدة جنوب وادي غزة، وهو الخط الذي طلب الجيش من الغزّيين الانتقال إلى ما بعده.

نزحت الريفي من منطقة التفاح بشمال شرق غزة بداية للإقامة لدى أقارب في دير البلح، قبل أن تستقر في مخيم النصيرات لدى أقارب آخرين، بعدما طال القصف منزلا قريبا من حيث كانت تقطن.

القصف في كل مكان

اختبرت ندى أبو حية القصف للمرة الثالثة وهي لم تتجاوز الثامنة من عمرها.

وتوضح "كنا في بيت جدي بغزة، وقصفوا البيت، بعدها جئنا إلى دير البلح، ضربونا في الدير، بعدها جئنا إلى النصيرات".

وتتابع "في كل مكان ضرب وقصف ستي ماتت، وأمي ماتت، جدي استشهد، وعمي يحيى استشهد، قصفوا بيتنا، الدار التي في جوارنا دمروها بالقصف، وكلهم ماتوا".

من جهتها، ما زالت أزهار الريفي غير قادرة على استيعاب مقتل قريبها جود، مضيفة "قبل أسبوعين أمه استشهدت، لكن جود كان خاله قد أخذه وأحضره عندي".

وتضيف "وصل هنا الليلة إلى هذه الغرفة.. أكل معنا في الليل، قال لي أمي ماتت، لمن سأقول يا ماما؟ قلت له أنا أمك".

وتتابع "عند الساعة الرابعة فجرا حصل القصف قصفوا البيت الملاصق لنا، وما شعرت بنفسي إلا وسقف الغرفة فوقنا"، مضيفة "جود استشهد ضحية للإجرام".

بدء الحرب

وأدى هجوم حماس إلى مقتل نحو 1200 شخص معظمهم من المدنيين وقضوا بغالبيتهم في اليوم الأول من الهجوم، بحسب السلطات الإسرائيلية التي تؤكد كذلك أن نحو 240 شخصا تعرضوا للاختطاف.

وتشنّ إسرائيل حملة قصف جوي ومدفعي مكثف على القطاع المحاصر، وبدأت بتنفيذ عمليات برية اعتبارا من 27 أكتوبر، وأعلنت حكومة حماس، الجمعة، أن حصيلة القصف بلغت نحو 12 ألف قتيل بينهم 5 آلاف طفل.

وبحسب مكتب الإحصاء المركزي الفلسطيني، نزح أكثر من ثلث سكان شمال القطاع عن منازلهم، وهؤلاء هم جزء من أكثر من 1,5 شخص تركوا أماكن إقامتهم في غزة منذ بدء الحرب، ما يشكّل أكثر من ثلثي سكان القطاع المقدر عددهم بـ2,4 مليون شخص.

 


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية