"لا أريد أن يقتلوا أحداً".. آمال وآلام أمهات إسرائيليين يقاتلون في غزة

"لا أريد أن يقتلوا أحداً".. آمال وآلام أمهات إسرائيليين يقاتلون في غزة

تعاني العديد من الأمهات في إسرائيل من القلق عندما يستدعى أبناؤهن للقتال في غزة، وقال إحداهن: "شعرت وكأن أطفالي يُؤخذون واحداً تلو الآخر، حتى لم يبق أحد".

وقالت أخرى بصوت منكسر وفقا لصحيفة "نيويورك تايمز": "أريد فقط أن يعود الجميع أحياء وقطعة واحدة، عقليا وجسديا"، وقالت أخرى وهي تمسح دموعها: "فليعودوا بسلام".

ولدى السيدات الخمس 10 أبناء يخدمون في الجيش الإسرائيلي، إما في غزة، أو في الشمال، حيث تطلق جماعة "حزب الله"، المدعومة من إيران، صواريخ على إسرائيل من لبنان، وفقا للصحيفة.

وقالت النساء إن أبناءهن كانوا قد أصبحوا موسيقيين ومهندسين وأخصائيين في العلاج الطبيعي منذ إكمال الخدمة العسكرية، وكان بعضهم متزوجين حديثا أو بدؤوا تكوين عائلات، والآن، بعد استدعائهم إلى الجيش، أصبحوا يقاتلون إلى جانب القوات النظامية.

وبينما قلن جميعا إنهن فخورات بأبنائهن، أعربت بعضهن عن القلق من احتمال أن يقتل أبناؤهن آخرين.

"لا أريد أن يقتل أبنائي أي شخص، هذا سيدمي قلوبهم"، قالت راكيفيت يولي التي يخدم ابناها التوأم في وحدة قتالية.

ووفقا للصحيفة، استدعت إسرائيل نحو 360 ألف جندي احتياطي بعد الهجوم الذي قادته حماس في 7 أكتوبر على البلدات الحدودية الإسرائيلية والذي أسفر عن مقتل أكثر من 1200 شخص واحتجاز حوالي 240 رهينة، بحسب السلطات الإسرائيلية.

وأوضحت الصحيفة أن التعبئة الجماهيرية قلبت أوضاع العائلات الإسرائيلية في جميع أنحاء البلاد بشكل مفاجئ، ولجأت العديد من الأمهات الإسرائيليات إلى بعضهن البعض للحصول على الدعم، حتى في وقت إعلان الهدنة عندما تم التوصل إلى وقف مؤقت لإطلاق النار، الأسبوع الماضي.

وذكرت الصحيفة أن الجيش هو حجر الأساس للمجتمع الإسرائيلي، والخدمة الإلزامية تمثل انعطافة مهمة بالنسبة لمعظم الشباب الإسرائيليين، رجالا ونساء، رغم أن عددا قليلا فقط من النساء يخدمن في الوحدات القتالية.

وقالت أكثر من 10 أمهات في مقابلات إنهن حتى عندما تم تدريب أبنائهن على أدوار في الخطوط الأمامية كقناصين ومظليين وقوات كوماندوز، فإنهن لم يتخيلن أبدًا أنفسهن يربين محاربين، كما أنهن لم يتوقعن أن يضطر أطفالهن إلى خوض حرب شاملة بعد أن توصلت إسرائيل إلى اتفاقيات سلام مع العديد من الدول العربية، وكان التطبيع مع السعودية يتقدم، وكان الإسرائيليون يقضون إجازاتهم في الأردن ومصر والإمارات.

وأودت الغارات العسكرية الإسرائيلية حتى الآن بحياة أكثر من 15 ألف فلسطيني معظمهم مدنيون، بحسب وزارة الصحة في غزة.

ومع استمرار الحرب، قالت الأمهات إنهن يعانين من القلق الشديد والرعب في بعض الأحيان، ولمواجهة الوضع، لجأت بعضهن إلى الصلاة للحصول على العزاء، وانضم العديد منهن إلى مجموعات الدعم.

وقالت عينات رويتشمان، التي أنشأت مجموعة دعم تضم 100 مشاركة، في بلدة بنيامينا: “الحرب تقع على عاتق النساء، الأمهات والزوجات، والعذاب لا يقتصر على ساحة المعركة فقط".

قصف قطاع غزة

عقب عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها "حماس" في 7 أكتوبر الماضي قصف الجيش الإسرائيلي قطاع غزة ووسع غاراته على كل المحاور في القطاع، وتم قصف المدارس والمستشفيات والمساجد باستخدام مئات آلاف الأطنان من القنابل الكبيرة والمحرمة دوليا والأسلحة الفتاكة مسببة خسائر مادية تقدر بمليارات الدولارات.

وأسفر القصف عن سقوط أكثر من 15 ألف قتيل بينهم أكثر من 6150 طفلاً، وأكثر من 4000 امرأة إضافة إلى نحو 70 صحفيّا، فضلا عن أكثر من 40650 جريحا أكثر من 75 في المئة منهم من الأطفال والنساء، وفق وزارة الصحة في غزة موضحة أنّ هذه الحصيلة ليست نهائيّة.

ونزح أكثر من مليون ونصف المليون شخص هربا من القصف العنيف، وبعد إنذار إسرائيلي بإخلاء شمال قطاع غزة.

وعلى الجانب الإسرائيلي قتل نحو 1200 شخص بينهم أكثر من 400 جندي وضابط، فيما بلغ عدد الجرحى أكثر من 5 آلاف بالإضافة إلى نحو 240 أسيرا تحتجزهم "حماس"، تم الإفراج عن بعضهم خلال هدنة مؤقتة.

وتبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة بغالبية أصوات 120 صوتا، الجمعة 27 أكتوبر، مشروع قرار عربي يدعو إلى هدنة إنسانية فورية ووقف القتال.

صباح الجمعة، انتهت هدنة مؤقتة بين فصائل المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، أنجزت بوساطة مصرية قطرية، واستمرت سبعة أيام، جرى خلالها تبادل أسرى وإدخال مساعدات إنسانية للقطاع الذي يقطنه نحو 2.3 مليون فلسطيني.

وفور انتهاء الهدنة، استأنفت إسرائيل عملياتها العسكرية.

 


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية