"الإيكونوميست": "المخابرات الصينية" تقنع الناس بالبحث عن الجواسيس بالرسوم الكاريكاتورية
"الإيكونوميست": "المخابرات الصينية" تقنع الناس بالبحث عن الجواسيس بالرسوم الكاريكاتورية
الجواسيس الأجانب يتربصون في كل مكان! هكذا تقول الحكومة الصينية، وقد انزعج المسؤولون من ادعاء وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، الذي صدر العام الماضي، أنها كانت تعيد بناء شبكات التجسس الخاصة بها في الصين بعد عقد من اختفاء معظم مصادرها، ولكن يبدو أن رد فعل الصين يتسم بجنون العظمة وليس اليقظة، حيث تريد وكالة المخابرات الوطنية، (وزارة أمن الدولة)، أن يكون جميع السكان على اطلاع على الجواسيس، وفقا لمجلة "الإيكونوميست" البريطانية.
ومن أجل تحسين الوعي العام، أطلقت الوزارة شريطًا فكاهيًا على الإنترنت يسمى "فرقة تحقيقات شنين الخاصة"، يُظهر الجزء الأول، الذي تم إصداره في 7 يناير، القبض على رجل أشقر الشعر واستجوابه، يبدو أنه أجنبي، ويُشتبه في خرقه قانون مكافحة التجسس في البلاد.
كما يقدم أعضاء فريق "شنين" من بينهم مهووس بالتكنولوجيا يُدعى "أ زهي" (يرتدي النظارات ويستمتع بالشاي الفقاعي) ونابغة في فنون الدفاع عن النفس تُدعى "دان دان" (وهي ضابطة شرطة ذات شعر طويل)، يتمتع عميل يُدعى "لاو تان" بخبرة 20 عامًا في مجال الأمن ومجموعة غير محددة من المهارات (يتخيل المرء أنها خاصة جدًا، وهو كابوس لبعض الأشخاص).
تنتهي الدفعة الأولى بقيام الفريق بالتحقيق في نشاط مشبوه في منطقة التعدين شيشان، بحسب المخطوطة، القصة مستوحاة من حالات مكافحة التجسس الفعلية.
تعمل وكالة الاستخبارات جاهدة لمساعدة "بذور الأمن القومي على أن تتجذر وتنبت" في أذهان الشباب، وفي العام الماضي، انضمت إلى تطبيق "وي شات"، وهو تطبيق مراسلة شائع، حيث تشارك قصص الجواسيس الأجانب المخادعين في العمل.. الآن هو خلق القصص المصورة.
لكن ووفقا لـ"الإيكونميست"، مثل هذه الجهود الدعائية، بموضوعاتها المتوقعة وافتقارها إلى الدقة، عادة ما تقابل باللامبالاة -أو حتى بالسخرية- من الجمهور المستهدف.
ومع ذلك، فإن الرسوم الهزلية تخدم غرضًا ما، وهو تعزيز الانطباع بأن الحكومة ستنظر إلى أي تفاعل بين الشعب الصيني والأجانب بعين الريبة.. وفي العام الماضي وسّعت قانون مكافحة التجسس، ليحظر نقل المعلومات المتعلقة بالأمن والمصالح الوطنية، ولم تحدده.
وأشارت غرفة التجارة الأوروبية في الصين إلى عدم اليقين بشأن نطاق القانون كأحد الأسباب وراء فقدان أعضائها الثقة في بيئة الأعمال في الصين.
وزادت التحركات الأخرى التي اتخذتها الحكومة من حدة الأجواء المحمومة، وفي عام 2015، أنشأ المسؤولون خطًا ساخنًا يمكن للمواطنين العاديين استخدامه للإبلاغ عن شكوكهم.
وتقدم بعض الحكومات المحلية مكافآت كبيرة لمن يقدم معلومات حول قضايا التجسس، أنشأت الصين يومًا سنويًا لتعليم الأمن القومي منذ سنوات، رغم ذلك، وفقًا للمخطوطة، تم توقيت نشر القصة المصورة ليتزامن مع يوم الشرطة في العاشر من يناير.
بالنسبة لبعض الصينيين، يعتبر هذا الكتاب الهزلي قطعة دعاية جديرة بالاهتمام، فقد كتب أحد أشهر المعلقين القوميين في البلاد، هو شيجين، على وسائل التواصل الاجتماعي أن الأجهزة الأمنية يجب أن تتحدث أكثر عن تهديد التجسس وتسلط الضوء على القضايا التي حلتها، لكنه حذر أيضاً من أنه لا ينبغي لهم أن يذهبوا بعيداً، خشية أن تنعزل الصين عن العالم.