منخفض "غيرترود" الجوي يعرقل حركة الطيران والقطارات بألمانيا
منخفض "غيرترود" الجوي يعرقل حركة الطيران والقطارات بألمانيا
أدت التحذيرات بشأن الطقس إلى إلغاء مئات الرحلات الجوية، الأربعاء، في مطار فرانكفورت، أكثر مطارات ألمانيا ازدحاما، مع استعداد البلاد لتساقط الثلوج بغزارة وأمطار جليدية.
وقالت متحدثة باسم مطار فرانكفورت إنه تم إلغاء 570 رحلة من أصل 1047 رحلة جوية مقررة، فيما تستعد العاصمة التجارية لألمانيا لظروف مناخية قاسية.
كما حذر مطار ميونيخ صباح الأربعاء، من "قيود كبيرة في خدمة الطيران" بسبب سوء الأحوال الجوية، حيث تم إلغاء 250 رحلة من أصل 650 رحلة مقررة وفق وكالة الأنباء الألمانية.
ونصحت شركة الطيران الوطنية لوفتهانزا الركاب بالتأكد من أن رحلاتهم لا تزال مبرمجة قبل الانطلاق إلى المطارات.
وجرت العادة أن تلغي شركات الطيران جدول رحلاتها في اليوم السابق لظروف جوية سيئة متوقعة. حيث تأتي السلامة تأتي في المرتبة الأولى في حركة النقل الجوي.
في حال تساقط الثلوج الكثيفة والأمطار المتجمدة، فإنه لا يمكن الحفاظ على خلو مدارج الإقلاع والهبوط من الثلج والجليد على الرغم من الجهود المستمرة لخدمة إزالة الثلوج في الشتاء.
يتوقع بأن تصاحب المنخفض الجوي "غيرترود" الذي سيضرب جنوب غرب المانيا ووسطها ثلوج قد تصل سماكتها إلى 40 سنتيمترا وظروف طرق جليدية خاصة في ولاية "بادن فورتمبيرغ".
وأفادت شرطة الولاية هناك بـ"تراكم للحوادث" على الطرق القريبة من "بادن بادن"، بينما قالت شركة السكك الحديدية الوطنية "دويتشه بان" إنها تبطئ حركة قطاراتها العالية السرعة بسبب الظروف الصعبة.
وحذرت من تأخيرات وإلغاءات في شبكتها الإقليمية والمسافات الطويلة، خاصة بين مدينتي "كولونيا" و"فرانكفورت" بغرب البلاد.
استعد رجال الإطفاء وغيرهم من الأجهزة في "راينلاند بالاتينات" بجنوب غرب البلاد لسلسلة من حوادث الطرق وحالات الطوارئ الأخرى، من خلال استدعاء المزيد من الموظفين والمركبات، وحضوا سائقي السيارات على عدم سلوك الطرق إلا للضرورة القصوى.
في أجزاء كبيرة من ولاية "بافاريا"، أكبر ولايات ألمانيا، أُغلقت المدارس تحسبا لظروف الشتاء الخطيرة.
التغيرات المناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
اتفاق تاريخي
وفي ديسمبر 2023، تبنت دول العالم بالتوافق أول اتفاق تاريخي بشأن المناخ يدعو إلى "التحوّل" باتجاه التخلي تدريجيا عن الوقود الأحفوري -بما يشمل الفحم والنفط والغاز- الذي يعد مسؤولاً عن الاحترار العالمي.
وأقر النص المنبثق من مفاوضات مطولة وصل خلالها المفاوضون الليل بالنهار في إطار مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب 28) الذي عقد في دبي بالإمارات، بالتوافق ومن دون أي اعتراض من بين نحو مئتي دولة حاضرة في الجلسة الختامية للمؤتمر.
ودعا النص الذي تفاوض المندوبون الإماراتيون على كل كلمة فيه، إلى "التحوّل بعيدًا عن استخدام الوقود الأحفوري في أنظمة الطاقة، بطريقة عادلة ومنظمة ومنصفة، من خلال تسريع العمل في هذا العقد الحاسم من أجل تحقيق الحياد الكربوني في عام 2050 تماشيًا مع ما يوصي به العلم".