مستوطنون إسرائيليون: لم نعد نثق في إسرائيل بعد عملية "طوفان الأقصى"
مستوطنون إسرائيليون: لم نعد نثق في إسرائيل بعد عملية "طوفان الأقصى"
عملت دولة إسرائيل، منذ نشأتها على جذب المستوطنين بدعوى الملجأ الآمن من العنصرية والعداوة التي يواجهونها حول العالم، ولكن تسببت عملية "طوفان الأقصى" وما تبعها من حرب مستعرة منذ أكثر من 4 أشهر في إسقاط صورة الملجأ الآمن في أعين المستوطنين؛ لتنهار الثقة في الدولة.
وقالت ناتزي بيرلمان، باحثة بمركز "إن سي آر" الفرنسي، إن العديد من المستوطنين بدؤوا يشككون في الأمان الذي توفره إسرائيل بعد "طوفان الأقصى"، وفقا لوكالة "فرانس برس".
وقالت ماري سماجا مستوطنة من أصل فرنسي، إنها بعد 40 سنة في إسرائيل فقدت الثقة في الدولة، مؤكدة أن إسرائيل فشلت أمنيا وعسكريا.
وأضافت ماري، أنها وعديد من المستوطنين اختاروا الإقامة في غلاف غزة؛ حبا لإسرائيل وكان المقابل أن يتربى الأبناء تحت صواريخ المقاومة الفلسطينية.
وتابعت كارميت كاتسير شقيقة وابنة 4 من الأسر الإسرائيليين، أن عقد الأمان الذي كان بينها وبين دولة إسرائيل انهار مع 7 أكتوبر 2023.
وذكر مركز إيتفوا الإسرائيلي للأبحاث، أن الاستهتار بمستوطني غلاف غزة لم يبدأ مع هجوم 7 أكتوبر، إذ إن مخصصات الإنفاق على مستوطنات الغلاف تراجعت بـ37 مليون شيكل منذ تولي بنيامين نتنياهو رئاسة الوزراء.
طوفان الأقصى والحرب على غزة
عقب عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها "حماس" في 7 أكتوبر الماضي قصف الجيش الإسرائيلي قطاع غزة ووسع غاراته على كل المحاور في القطاع، وتم قصف المدارس والمستشفيات والمساجد باستخدام مئات آلاف الأطنان من القنابل الكبيرة والمحرمة دوليا والأسلحة الفتاكة مسببة خسائر مادية تقدر بمليارات الدولارات كما تصاعدت وتيرة العنف في الضفة الغربية.
وأسفر القصف عن مقتل أكثر من 28 ألف مواطن فيما بلغ عدد الجرحى أكثر من 67 ألف جريح، إضافة إلى نحو 7 آلاف شخص في عداد المفقودين، في حصيلة غير نهائية وفق أحدث بيانات وزارة الصحة في غزة.
ونزح نحو مليوني شخص هربا من القصف العنيف، وبعد إنذار إسرائيلي بإخلاء شمال قطاع غزة.
وعلى الجانب الإسرائيلي قتل نحو 1140 شخصا بينهم 562 من الضباط والجنود منهم 225 منذ بداية الهجوم البري في قطاع غزة، فيما بلغ عدد الجرحى أكثر من 5 آلاف بالإضافة إلى نحو 240 أسيرا تحتجزهم "حماس"، تم الإفراج عن بعضهم خلال هدنة مؤقتة.
وتبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة بغالبية أصوات 120 صوتا، الجمعة 27 أكتوبر، مشروع قرار عربي يدعو إلى هدنة إنسانية فورية ووقف القتال.
في الأول من ديسمبر الماضي، انتهت هدنة مؤقتة بين فصائل المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، أنجزت بوساطة مصرية قطرية، واستمرت 7 أيام، جرى خلالها تبادل أسرى وإدخال مساعدات إنسانية للقطاع الذي يقطنه نحو 2.3 مليون فلسطيني.
وفور انتهاء الهدنة، استأنفت إسرائيل عملياتها العسكرية رغم الأزمة الإنسانية الحادة التي يعاني منها القطاع والمطالبات الدولية والأممية بزيادة وتسهيل دخول المساعدات الإغاثية.